فلسطين أون لاين

تقرير "بدي ماما عنجد بسأل وين ماما" .. كيف استقبلت الطفلة تولين حقيقة استشهاد والدتها؟

...
"بدي ماما عنجد بسأل وين ماما" .. عائلة الطفلة تولين تروي لحظة معرفتها باستشهاد والدتها
خاص/ فلسطين أون لاين

"بدي ماما عنجد بسأل وين ماما" هذه الأسئلة المشروعة، لطفلة قضت ساعاتٍ تحت أنقاض منزل عائلتها، بعدما أسقطت طائرات الاحتلال صاروخًا ضخمًا على بيتٍ من "الإسبست"، يؤوي أطفالاً ونساءً ومسنين، في ليلة دامسة مغمورة بالظلام والموت، في مخيم جباليا للاجئين شمالي قطاع غزة.

"كان قلبها حدسها هذه المرة"، تسأل عن أمها "ناريمان القبط" 40 عامًا، والتي استشهدت مع طفلتها تالا (10 أعوامٍ)، وظلت تولين وثلاثة من الأشقاء وحيدين يكابدون جحيم اليتم في وهج رهبته، في إحدى مراكز الإيواء المهددة بالإخلاء والاستهداف من قبل الاحتلال الإسرائيلي في مخيم جباليا.

تقول خالة تولين لـ "فلسطين أون لاين"، "تولين ذكية جدًا ومحبوبة بشكل كبير من كل العائلة ومدللة والدتها، أخر العنقود، تحب الرقص والغناء وروضتها وأصدقائها".

يمتلئ هاتف خالة تولين، بفيديوهات للطفلة المصابة وهي ترقص مع والدتها وتغني كفراشة خفيفة زاهية الابتسامة، قبل أن تنتقل إلى صورة تولين وهي تجلس معصوبة الرأس فيما تغمض عين واحدة تأثرت من ضغط الركام على رأسها، في إحدى المشافي.

وأثار مشهد انتشال الطفلة تولين، وحديثها مع فرق الإنقاذ، مشاعر الحزن لدى رواد منصات التواصل الاجتماعي على المستويين العربي والعالمي، وتداولوا الفيديو على نطاق واسع لإيصال ما يحدث لأطفال غزة للعالم.

وتساءل الرواد كيف سيخبر المنقذون هذه الطفلة البريئة أن أمها رحلت ولن تعود، وأن إسرائيل قتلتها وسرقتها منها؟ وقالت إحدى المغردات "ماما وين؟"، كلنا مهما كبرنا لا نكبر على هذا السؤال، فما بالك بطفلة تخرج من قلب الركام!"

إجابةً عن ذلك، تقول خالة تولين، "لقد أخبرناها من شدة إلحاحها بالسؤال عن أمها، قلنا لها أمك ذهبت إلى الجنة، لا تزال تبكي وتلح مجددًا بطلب الذهاب إلى الجنة لرؤيتها، بنفس الوقت تطلب من والدها وأخوتها بألا يبكوا، مردفةً: "تفتقد لوالدتها طوال الوقت ... لا أعرف كيف ستكمل حياتها دون والدتها أو كيف ستتقبل الواقع الجديد، وتتأقلم، فكانت شديدة التعلق بناريمان (والدة تولين) ولا تتركها تذهب لمكانٍ دون مرافقتها.

ويتعرض الأطفال في قطاع غزة لمعاناة شديدة جراء الحرب التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على القطاع، حيث استشهد وجرح الكثير منهم بسبب القصف العنيف الذي يستهدف المنازل والمدارس والمستشفيات منذ بداية العدوان الإسرائيلي.

وتظهر فيديوهات -يوميًا- من غزة توثق حجم معاناة البراءة. وفي وقت سابق نشر الموقع الرسمي لوثائق الأمم المتحدة تقريرا، أعده مركز العودة الفلسطيني بعنوان "تزايد العنف الإسرائيلي ضد الأطفال الفلسطينيين منذ 7 أكتوبر 2023".

أشارت تقديرات هيئة الأمم المتحدة للمرأة، إلى أنه بعد مرور ستة أشهر على بدء الحرب؛ قُتِلَ أكثر من 10 آلاف امرأة في غزة، من بينهن نحو 6 آلاف من الأمهات تركن وراءهن حوالى 19 ألف طفل يتيم.