فلسطين أون لاين

"نموت واقفين ولن نركع".. هكذا نعى الطبيب الشهيد عدنان البرش نفسه ونعاه أحبته

...
image_2024-05-02_183716993.png
غزة/ فلسطين أون لاين

نموت واقفين ولن نركع، هذه كانت  أخر كلمات الطبيب الإنسان عدنان عطية البرش (50 عامًا)، قبل أن تعتقله قوات الاحتلال غدرًا من مستشفى العودة شمالي قطاع غزة، ويعلن عن استشهاده اليوم داخل قسم الأسرى الغزيين في سجن عوفر نتيجة التعذيب والتنكيّل والإهمال الطبي.

photo_2024-05-02_23-11-03.jpg
 

ذاع صيت الشهيد الطبيب عدنان البرش إبان حصار الاحتلال مستشفى الشفاء في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، حيث أجبرت قوات الاحتلال الطواقم الطبية على ترك المكان تحت تهديد السلاح، بعد أن عاثت قتلا واعتقالا في صفوف الجرحى والطاقم الطبي والنازحين على حد سواء.

وفي مقابلة بتاريخ 18 تشرين الثاني/ نوفمبر بعد خروجه من مستشفى الشفاء، بكى الدكتور الشهيد عدنان البرش بحرقة خلال اتصال مع قناة الجزيرة، لأنه أجبر على النزوح، وترك مرضاه وجرحاه دون رعاية، وقال حينها "أدينا الرسالة وأجرنا على الله".

لم يستسلم الدكتور البرش، بل واصل رسالته الإنسانية في علاج الجرحى في المستشفى الإندونيسي شمال قطاع غزة، ليصاب أيضا بجروح خلال قصف لقوات الاحتلال.

وحين داهم الاحتلال المستشفى الإندونيسي، اضطر البرش للنزوح للمرة الثالثة صوب مستشفى العودة القريب، بمنطقة تل الزعتر، ليلقى هناك بعد فترة قصيرة مصيره معتقلا، بعد أن اقتحم الاحتلال المستشفى واعتقل وجرح من فيه، فضلا عن قتل عدد كبير من الجرحى والنازحين.

منذ ذلك الحين، انقطعت أخبار الطبيب البرش، رغم كل المحاولات لكشف مصيره، ليعلن الخميس عن استشهاده تحت التعذيب في معتقل عوفر الإسرائيلي.

رحيل الطبيب الإنسان، كان فاجعًا على قلوب شعبه وأحبته، ونعاه الكثيرون عبر منصات التواصل الاجتماعي، مرددين أخر كلماته ومواقفه وصوره داخل غرف العمليات في إنقاذ حياة الجرحى خلال العدوان المستمر على القطاع المحاصر.

من هو الطبيب عدنان البرش؟

عدنان أحمد عطية البرش هو رئيس قسم العظام في مستشفى الشفاء في قطاع غزة، ورئيس الدائرة الطبية في الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم.

ينحدر البرش من مدينة جباليا شمال قطاع غزة، والتي ولد فيها عام 1974، وفي مدارسها تلقى دراسته الإبتدائية والإعدادية والثانوية قبل أن ينتقل إلى دراسة الطب خارج البلاد.

تقول مصادر عائلية لـ"عربي21"، إن عدنان البرش سافر ليكمل مسيرته العلمية في رومانيا، حيث درس هناك الطب العام، وحصل على شهادة البكالوريوس، ثم تمكن لاحقا من الحصول على البورد الأردني والفلسطيني في جراحة العظام والمفاصل، والزمالة البريطانية في جراحة الكسور المعقدة في لندن، وأخيرا درس الماجستير في العلوم السياسية من جامعة الأزهر بغزة.

وأعلنت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، ونادي الأسير، اليوم الخميس، استشهاد اثنين من معتقلي غزة، أحدهما رئيس قسم العظام في مجمع الشفاء الطبي الدكتور عدنان أحمد عطية البرش (50 عاما) من جباليا.

وقالت الهيئة والنادي في بيان، إن جيش الاحتلال الإسرائيلي اعتقل الطبيب البرش في شهر كانون الأول/ ديسمبر الماضي، خلال وجوده في مستشفى العودة إلى جانب مجموعة من الأطباء.

ووفقا للمعلومات المتوفرة، فقد استُشهد البرش في معتقل "عوفر" في 19 نيسان/ أبريل الماضي، ولا يزال جثمانه محتجزا، علما أنه كان قد تعرض للإصابة خلال وجوده في المستشفى الإندونيسي قبل نحو 5 أشهر.

أعلنت هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير الفلسطيني، اليوم الخميس، عن استشهاد اثنين من معتقلي غزة، بينهما الدكتور عدنان أحمد عطية البرش (50 عامًا) من جباليا، وهو استشاري ورئيس قسم العظام في مستشفى الشفاء في غزة.

وقالت المؤسسات الحقوقية في بيان مشترك، إن الشهيد الطبيب البرش اعتقل على يد جيش الاحتلال في شهر ديسمبر 2023، خلال تواجده في مستشفى العودة إلى جانب مجموعة من الأطباء.

وأوضحت: "وفقًا للمعلومات المتوفرة والتي أُبلغت فيها الشؤون المدنية الفلسطينية، فقد استشهد البرش في سجن عوفر بتاريخ 19 نيسان 2024، وما يزال جثمانه محتجزاً".

ونوهت إلى أن الشهيد البرش كان قد تعرض لإصابة خلال تواجده في المستشفى الإندونيسي قبل نحو 5 شهور.

وذكرت المؤسسات الحقوقية أن الشهيد الثاني هو إسماعيل عبد الباري رجب خضر (33 عامًا)، ووفقًا للمعلومات التي توفرت أنّه استشهد بعد عملية اعتقاله، حيث جرى تسليم جثمانه اليوم مع العشرات من معتقلي غزة الذين أفرج عنهم عبر معبر "كرم أبو سالم".

تعذيب ممنهج واغتيال..

واعتبرت هيئة الأسرى ونادي الأسير، أنّ الشهيدين البرش وخضر "ارتقيا نتيجة لجرائم التّعذيب والجرائم الطبيّة التي يواجهها معتقلو غزة في ضوء استمرار جريمة الإخفاء القسري بحقّهم".

وشددتا على أنّ ما جرى مع الدكتور البرش بشكل خاص "عملية اغتيال متعمدة، تأتي في إطار عملية استهداف ممنهجة للأطباء في غزة والمنظومة الصحيّة، ومنها العدوان الذي شنه الاحتلال على مستشفى الشفاء".

ونعت المؤسسات الحقوقية، وباسم الحركة الوطنية الأسيرة، الشهيدين خضر والبرش، "اللذان التحقا بشهداء فلسطين في سبيل الحرية".

وقالت: "اليوم وبفقداننا للدكتور عدنان البرش فإننا نفقد قامة علمية ونضالية ووطنية، بقي حتى آخر لحظة على رأس عمله قبل اعتقاله متنقلًا من مشفى إلى مشفى في غزة لعلاج الجرحى إلى أن اعتقل".

18 شهيدًا أسيرًا..

وبالكشف عن استشهاد البرش وخضر، فإن عدد الشهداء الأسرى الذين ارتقوا في سجون الاحتلال الإسرائيليّ، ومعسكراته جرّاء جرائم التّعذيب والجرائم الطبيّة، وسياسة التجويع، قد ارتفع إلى 18 شهيدًا.

وصرحت المؤسسات الحقوقية بأن الـ 18 شهيدًا "هم ممن تم الإعلان عن استشهادهم ومعرفة هوياتهم باستثناء شهيد من عمال غزة، أعلن عنه دون الكشف عن هويته ومن المؤكّد أن أعدد المعتقلين الشهداء من غزة أكبر".

وأكملت: "في وقت سابق كان إعلام الاحتلال قد كشف عبر تقارير صحفية أن ما لا يقل عن 27 معتقلاً من غزة استشهدوا في سجون ومعسكرات الاحتلال الإسرائيلي".

وأكّدت الهيئة والنادي أنّه ومع استمرار جريمة الإخفاء القسري بحقّ معتقلي غزة فإن عدد الشهداء سيتصاعد بين صفوفهم، وذلك في ضوء شهادات التّعذيب والجرائم الوحشية.

وتابعت الهيئة والنادي: "المعطيات المتوفرة عن معتقلي غزة ما زالت ضئيلة، وذلك فيما يتعلق بهوياتهم وجميع أماكن احتجازهم، وأعدادهم".

وأردفت: "المعطى الوحيد الذي أعلنت عنه إدارة سجون الاحتلال هو ما أطلقت عليهم (بالمقاتلين غير الشرعيين) وعددهم وفقًا لما أعلنت عنه حتى بداية نيسان 849".

تعذيب وإخفاء قسري..

ويجدر بالإشارة إلى أنّ مجموعة من الأسرى الذين أفرج عنهم من سجن "عوفر" أشاروا بشكل واضح إلى قسم "23" الذي يحتجز فيه الاحتلال معتقلي غزة، وما يجري بحقّهم من عمليات تعذيب وإذلال.

وبيّنت الهيئة والنادي "رغم النداءات والمطالبات التي وجهناها لكافة المؤسسات الدولية بمستوياتها المختلفة، لوقف جريمة الإخفاء القسري، لم تلق آذانا صاغية".

وشددتا على ضرورة "كسر التعتيم المستمر على مصير أسرى غزة، خاصّة أن الاحتلال عمل بكل ما يملك على تطويع القانون لترسيخ جريمة الإخفاء القسري بحقّ معتقلي غزة".

وجددتا مطالبتهما، للأمم المتحدة وكافة المؤسسات الدولية، تحمل مسؤولياتها تجاه الجرائم التي ينفّذها الاحتلال بحقّ الأسرى والمعتقلين، وعدم الاكتفاء بنشر التقارير والشهادات والإعلان عنها والتحذير منها.