فلسطين أون لاين

مع نقص الإمكانيات

تقرير بمخيم المغازي.. النفايات تهديد صامت وتحذير من "كوارث خطيرة"

...
image3000x3000.jpg
خاص ـ فلسطين أونلاين

على مشارف مخيم المغازي وسط قطاع غزة، تتراكم كميات هائلة من النفايات الصلبة، إذ عجزت طواقم البلدية عن ترحيلها إلى المكب المخصص شرق المخيم بسبب توغل قوات الاحتلال الإسرائيلي في إطار الحرب المتواصلة على القطاع لأكثر من 200 يوم.

حيث يعاني السكان خاصة المجاورين من المكب من "الرائحة الكريهة" وانتشار القوارض والكلاب الضالة والحشرات القارصة.

يقول المواطن باسل عابد، إنه منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، يعاني من تراكم النفايات المقابلة لمنزله، والتي لا تبعد سوى 100 متر تقريبًا. بالإضافة إلى الرائحة الكريهة، يضيف عابد أن حشرة البعوض زادت في الوقت الذي تعرضت فيه نوافذ منزله للكسر خلال الاجتياح الإسرائيلي الأخير للمخيم والذي خلف شهداء وجرحى وتدمير واسع في البنى التحتية والمنشات.

ويعبر عابد عبر "فلسطين أون لاين" عن قلقه إزاء صحة أطفاله الذين يتعرضون للهواء الملوث وهجوم الكلاب الضالة، داعيًا البلدية إلى إيجاد حلول لهذه المشكلة.

في السياق، تحدث المواطن عبد الخالق نصار عن خطورة النفايات، حيث يجسّد مخاوفه حيال الآثار الصحية الخطيرة التي تترتب على تراكم النفايات في المناطق المحيطة به.

يهدد بانتشار التلوث

 ويشير نصار إلى أن هذه النفايات تشمل مخلفات عضوية وغير عضوية، سامة وغير سامة، ويلاحظ أنها تشمل حتى مخلفات طبية، مما يجعل الأمر أكثر خطورة على الصحة العامة.

وينبه عبد الخالق إلى، أن المياه السائلة التي تتسرب من تلك المكبات تلوث الخزانات الجوفية، مما يضر بالموارد المائية ويهدد بانتشار التلوث.

وفي ضوء هذه المخاوف، يدعو نصار بلدية المغازي ووكالة غوث وتشغيل اللاجئين ومصلحة مياه بلديات الساحل إلى التدخل العاجل لإيجاد حلول فعّالة لهذه المشكلة المتفاقمة.

ويُشير إلى ضرورة البحث عن بدائل للتخلص من النفايات، مع الإدراك الكامل بأن الحرب قد تكون السبب الرئيسي لهذه المشكلة، ولكن من الضروري استكشاف الحلول التي تقلل من تداعياتها السلبية.

المشكلة تتعقد باستهداف معدات البلدية ونقص السولار

وكمقترح للتخفيف من تأثير النفايات، يقترح وضع الرمال فوقها على الأقل، بدلاً من حرقها الذي يزيد من تلوث الهواء دون جدوى عملية.

من جانبه أوضح محمد مصلح، رئيس بلدية المغازي في وسط قطاع غزة، أن مشكلة النفايات المتراكمة تشكل قلقًا للجميع، وأنها ليست محصورة ببلدية المغازي فحسب، بل جميع البلديات تعاني من هذه المشكلة.

وبين مصلح لـ "فلسطين أون لاين" أنه في السابق كانت بلدية المغازي تقوم بنقل 25 طنًا من النفايات يوميًا إلى مكب جحر الديك شرقاً، ولكن بعد الحرب وتوغل الاحتلال في المناطق الشرقية أصبح من الصعب على طواقم البلدية القيام بنفس العملية.


ونوه إلى، أنّ المشكلة تتعقد أكثر بسبب استهداف الاحتلال لمعدات البلدية ونقص السولار اللازم لتشغيل العربات، مما يجعل الوضع أكثر تعقيداً.

وأشار مصلح إلى، أن هذا الوضع يتطلب تدخلًا عاجلاً من الجهات المعنية للتعامل مع تلك الأزمة البيئية، وضمان توفير الدعم اللازم للبلديات لتمكينها من القيام بواجبها في إدارة النفايات بشكل فعال.

كما دعا إلى، تضافر الجهود المحلية والدولية للتخفيف من تداعيات هذه المشكلة البيئية على الصحة العامة والبيئة، حاثًا وكالة غوث وتشغيل اللاجئين" أونروا" القيام بدور أكبر على اعتبار أن المغازي مخيم  لللاجئين.

وأعرب مصلح عن أمله في أن يتم حل هذه الأزمة بسرعة، مؤكدًا على أهمية تفعيل الجهود المشتركة وتعزيز التعاون بين الجهات المعنية لتحقيق التنمية المستدامة والحفاظ على بيئة نظيفة للأجيال القادمة.

ونبه برنامج الأمم المتحدة الإنمائي إلى أن مسألة إدارة النفايات الصلبة في غزة أصبحت حاجة ملحة، وتتطلب دعمًا وحلولًا فورية.

وذكر البرنامج الأممي أن هذه الأزمة انعكاس للأزمة الإنسانية الأوسع في القطاع. قبل الحرب، كان البرنامج قد وضع الخطوط العريضة لخارطة طريق شاملة معنية بالإدارة المستدامة للنفايات في غزة، مع التركيز على التحول إلى نموذج الاقتصاد الدائري. ولكن منذ اندلاع الحرب، تحولت الأولويات نحو المساعدة الإنسانية العاجلة.

المصدر / فلسطين أون لاين