فلسطين أون لاين

فقدت آثاره منذ 120 يومًا..

تقرير السبعيني سمور بين الحياة والموت فمن المُجيب؟

...
غزة/ جمال غيث

منذ ما يزيد عن120 يومًا يحاول أبناء السبعيني إبراهيم سمور، الحصول على أية معلومة للتعرف على مصير والدهم، هل هو على قيد الحياة ام أعدمته قوات الاحتلال "الإسرائيلي" خلال اقتحامها مجمع الشفاء الطبي بمدينة غزة.

لم يترك أبناء سمور، طوال الفترة الماضية بابًا إلا وطرقوه للتعرف على مصير والدهم، لكن دون جدوى فجميع الأبواب صُدت في وجوههم بسبب الجرائم التى يرتكبها جيش الاحتلال "الإسرائيلي" بحق المدنيين والأبرياء العزل في قطاع غزة.

ويحاول الشاب محمد سمور، بين الفينة والأخرى الوقوف أمام منزلهم المدمر، وتفقد ذكرى والده التى سواها الاحتلال بالأرض، ويقول: إنهم حصلوا على معلومات قبل أسابيع على معلومات تشير إلى استشهاد والدهم،  إلا أنهم قبل أيام أُبلغوا باعتقال والدهم خلال حملات الاعتقال التعسفي التي يشنّها الاحتلال خلال حربه البرية.

يقول محمد لـ "فلسطين أون لاين": لكننا غير متأكدين من شيء ولا توجد أية معلومة تؤكد أو تنفي ذلك.

وأشار سمور إلى أن أسرته غادرت منزلها الكائن في منطقة أبراج الكرامة شمال مدينة غزة، قبل نحو أربعة أشهر، وتشتت شملها وتوزّعت فى عدة مناطق كان آخرها بمعسكر الشاطئ غربي المدينة، وعندما اجتاحت قوات الاحتلال المكان، وارتكبت المجازر "البشعة" بحق المدنيين، لجؤوا للإقامة في مجمع الشفاء الطبي وبعدها فقدوا الاتصال بوالدهم.

ولفت إلى أن عمته شاهدت شقيقها "إبراهيم" الذي يعاني من ارتفاع ضغط الدم، والسكري، بجوار مجمع الشفاء الطبي خلال محاولاته البحث عن دواء قبل اقتراب قوات الاحتلال منه، وكان يعاني من صعوبة في الحركة.

ويناشد سمور أحرار وشرفاء العالم للضغط على سلطات الاحتلال، لإنهاء الحرب الهمجية على غزة، والكشف عن مصير والده.

وأبدى استغرابه من اعتقال والده- إن صح ذلك-، مشيرًا إلى أنه كان يعمل في وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" لنحو 50 عامًا.

ويتساءل سمور، وهو ينظر إلى منزل عائلته المدمر والمكون من سبعة طبقات: لماذا دمر الاحتلال المنزل، وهجّر سكانه البالغ عددهم 70 فرداً، ليجيب بنفسه: إن "الاحتلال يحاول تهجيرنا من أرضنا والاستيلاء عليها كما فعل مع أجدادنا قبل 76 عاماً، لكننا لن نترك أرضنا مهما كلف الثمن".

وبسبب شدة وكثافة القصف الذي أحاط المنطقة، قال سمور، إن السكان أُجبروا على مغادرة المكان، بعضهم ذهب  إلى مراكز الإيواء، والبعض الآخر نزح إلى مدينة رفح جنوبى القطاع.

وينشغل سمور، بين الفينة والأخرى في استخراج ما تبقّى من أثاث أو أواني من تحت أنقاض منزله، لافتًا إلى أن ما يستخرجه إما تالفًا أو لا يصلح لشيء بعد أن سُوي المنزل بالأرض، بفعل صواريخ الاحتلال "الإسرائيلي"، وحربه الهمجية والمتواصلة على قطاع غزة.