يرى دبلوماسي بريطاني سابق، أن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وبمجرد نجاتها من هجوم الجيش الإسرائيلي لفترة أطول من أي حرب خاضتها "إسرائيل" على الإطلاق، أثبتت الحركة الفلسطينية أنها قوة لا يستهان بها، كما أنها دمرت فكرة أن "إسرائيل" لا تقهر عسكريًا.
وأضاف الدبلوماسي البريطاني السابق توم فيليبس، في مقاله بصحيفة "هآرتس" العبرية، أنه بمجرد نجاتها من هجوم الجيش الإسرائيلي لفترة أطول من أي حرب على الإطلاق، أثبتت حماس أنها قوة لا يستهان بها، ومن خلال قيامها بذلك، حيث ألحقت ضررًا كبيرا بمكانة الردع التي تتبجح بها إسرائيل كثيرًا، ومع العواقب الوخيمة المحتملة على المدى الطويل، لم يعد الجيش الإسرائيلي ذلك "الجيش الذي لا يقهر".
وبحسب الدبلوماسي السابق، سواء قصدت حماس ذلك أو لم تقصده، فقد نجحت على المستوى الإقليمي في خلق حاجز فعال -ولو مؤقتًا- أمام طريق التطبيع، كما وكشفت عن هشاشة الدعم الدولي الذي تحظى به "إسرائيل".
أما على المستوى الدولي، يقول توم فيليبس، "مهما حاولت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن موازنة الدعم الأساسي لإسرائيل مع الضغوط المحلية والإقليمية والدولية لإنهاء الحرب، فقد أظهرت الأزمة تراجع قدرة الولايات المتحدة على التأثير، وخلقت المجال للآخرين للسعي إلى توسيع نفوذهم، خاصة روسيا".
ويضيف، "ومن الإيجابيات الأخرى بالنسبة إلى حماس والفلسطينيين الذين يهتمون بقضيتهم، الضغط الذي فرضته الأزمة على العلاقات الأميركية الإسرائيلية، وتفكير عدد من الدول في الاعتراف بالدولة الفلسطينية، مما يعني أن حماس حققت ما أخفق رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في تحقيقه من إعادة القضية الفلسطينية إلى الخريطة الدولية بشكل مباشر".
وتابع الكاتب أن السرعة المذهلة التي اتسمت بها عملية نزع الشرعية عن "إسرائيل" بعد السابع من أكتوبر/تشرين الأول يمكن النظر إليها في أعين الكثيرين باعتبارها دليلًا إضافيًا على "انتصار" حماس.
وقال فيليبس إن "الأمر متروك للغرب ولإسرائيل والسلطة الفلسطينية وللدول العربية التي تعارض حماس وأيديولوجيتها، كي يعملوا بجدية واجتهاد ووحدة أكبر لحرمان الحركة من أي نوع من أنواع النصر النهائي، وذلك بالتوصل -بطريقة أو بأخرى- إلى صفقة تضع حدًا للحرب، وتضمن "إطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين المتبقين"، وفتح الطريق لإعادة إعمار غزة وإجراء مفاوضات أوسع نطاقًا لحل القضايا الأساسية التي تبدو مستعصية على الحل في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني". وفق تعبيره.