فلسطين أون لاين

​تدفع مستوطنيها لانتهاك حرمات الآثار الإسلامية

(إسرائيل) تسرق التراث الفلسطيني وتدعي تاريخًا كاذبًا

...
رام الله / غزة - رنا الشرافي

لا يكاد يمر أسبوع واحد دون أن تقوم سلطات الاحتلال بتنظيم رحلات للمستوطنين إلى أحد المواقع التراثية الأثرية سواء الدينية أو التاريخية، مثل "قبر يوسف" ومسجد بلال "قبة راحيل" وغيرهما، ناهيك عن إقامة المستوطنات في مواقع إسلامية أثرية أخرى.

وتتواصل انتهاكات المستوطنين لحرمات المواقع الأثرية الفلسطينية التاريخية منها والدينية وسط محاولات الاحتلال شراء آثار عربية وإسلامية عبر مهربين، الأمر الذي يضع ملف الآثار الفلسطينية على طاولة البحث، لمناقشة طرق حمايتها.

كي الوعي

الدكتور ناصر اليافاوي وهو خبير آثار برتبة أستاذ مشارك في جامعة الخليل، يؤكد لصحيفة "فلسطين" أن الأراضي الفلسطينية تشهد حربا تاريخية لكي الوعي الفلسطيني، مشيراً إلى أن الصراع العربي الإسرائيلي بالإضافة إلى كونه صراعا سياسيا ودينيا، فهو أيضاً صراع حضاري وثقافي.

وأكد أنه من الناحية التاريخية لم يثبت وجود أي صلة لليهود بأرض فلسطين، وأن العديد من الكتب الأثرية والتراثية أكدت ذلك أيضاً، مفيداً بأن علماء آثار حاولوا لسنوات طويلة منذ عام 1967 إيجاد إرث تراثي لليهود في أرض فلسطين ولكنهم لم يفلحوا.

وقال: "يسعى الاحتلال الإسرائيلي إلى تزييف التاريخ والتحدث عن بعض المناطق وكأن لها علاقة بالممالك اليهودية البائدة على حد زعمهم"، موضحاً أن من بين هذه المواقع مسجد بلال الذي يسمونه "قبة راحيل"، وخان الأحمر، ومقام سيدنا موسى.

وأضاف: "وفي منطقة عمواس عمل الاحتلال على تخليد ذكرى شهداء الفتح الإسلامي مثل معاذ بن جبل وأبي عبيدة بن الجراح لكنه كتب باللغتين العربية والعبرية على قبر معاذ أنه جنرال عسكري عربي مسلم جاء إلى أرض (إسرائيل) غازياً".

وأشار إلى أن سلطات الاحتلال لا تكتفي باختلاق الأكاذيب فقط، بل إنها تحاول أن توثقها من خلال دسها في مناهج المراحل الدنيا في سلك التعليم، مشدداً على ضرورة وجود فكر عربي فلسطيني منظم تقوده المؤسسات الرسمية الفلسطينية والعربية بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسف" ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "يونسكو".

ودعا إلى ضرورة عدم اقتصار أي تسوية سياسية على القضايا المادية فقط، مؤكداً وجود قضايا مصيرية يجب طرحها وهي تلك القضايا التي تحاكي العقل الجمعي الفلسطيني مثل القصايا التراثية والدينية، والتي لا خلاف عليها.

تلوين الجذور

بدوره، أكد سهيل خليلية مدير وحدة الاستيطان في معهد أريج للأبحاث التطبيقية في بيت لحم، وجود قواسم مشتركة بين المواقع الأثرية والدينية والتاريخية بل والمسيحية أيضا، على اعتبارها إرثا فلسطينيا وطنيا لا يمكن التنازل عنه.

وقال في حديث لصحيفة "فلسطين": "هذه المواقع لا سيما في مناطق الضفة الغربية والقدس المحتلتين تتعرض إلى انتهاكات منظمة من قبل المستوطنين المتطرفين"، مشيراً إلى مداهمة المستوطنين لمواقع تراثية في منطقة سبسطية قرب محافظة نابلس.

وأشار خليلية إلى قيام المستوطنين بالاعتداء على العديد من المواقع الدينية المقدسة مثل المسجد الأقصى الذي يتعرض لاقتحامات من قبل المستوطنين بشكل يومي، وكذلك الحرم الإبراهيمي في مدينة خليل الرحمن والذي تعرض لتقسيم زماني ومكاني عدا عن إغلاقه بشكل كامل فترة الأعياد اليهودية.

وأفاد بوجود مخطط لبناء منشأة على أطلال مقبرة مأمن الله في القدس المحتلة والتي يقوم المستوطنون بين الفنية والأخرى بنبش قبورها الإسلامية، ملفتاً إلى أن مؤسسته رصدت خلال عام 2016، أكثر من 617 انتهاكا إسرائيليا لهذه المواقع، منها 47% كان موجها للمواقع الدينية.

وقال: "يحاول الاحتلال الإسرائيلي تلوين الجذور التاريخية في المنطقة واختلاق إرث له، عبر خبراء الآثار من جهة، وشراء القطعة المهربة من جهة أخرى وإخفاء المعالم الإسلامية التي تظهر بالحفريات وخاصة أسفل الأقصى بسبب غياب الإشراف الدولي عليها وهو ما نحتاجه في ظل الوضع السياسي والأمني القائم هناك".

ودعا إلى ضرورة المطالبة بحماية المواقع الأثرية والتاريخية الفلسطينية وطلب حماية دولية من اليونيسيف ويونسكو، مع ضرورة وجود لوبي عربي وأجنبي لدعم هذه المطالب للحفاظ على الهوية الفلسطينية في أرضها ومهدها.