هل أخطأت حماس بطوفان الأقصى؟ سؤال بات الكثيرون يرددونه في ظل الجرائم التي يرتكبها الاحتلال بحق المدنيين من النساء والأطفال والشيوخ وحتى الشجر والحجر في فلسطين. لوهلة قد يتماهى المرء مع هذا الخطاب، لكن ماذا لو سعينا للإجابة على هذا السؤال بمنظور مختلف، ما الجواب الذي سنصل إليه؟
ما قبل السابع من أكتوبر
إذا ما نظرنا إلى المشهد الفلسطيني ما قبل السابع من أكتوبر ماذا كنا سنرى؟
بداية أصبحت القضية الفلسطينية في أسفل السلم الدولي وكأنه لا يوجد شعب يخضع للاحتلال منذ 75 عاماً ولم يعد لاتفاقية "أوسلو" حس ولا خبر، والسلطة الفلسطينية في أسوأ حالاتها وكأنه لا وجود لها.
الأقصى يقتحم ليل نهار وفي وتيرة متصاعدة لا تبشر بخير تتجه للتقسيم وربما للسيطرة عليه، بناء المستوطنات على أشده، وما تبقى من أرض من الضفة الغربية باتت في مهب الريح، التنكيل بحق الأسرى غير مسبوق ووضعهم الأمني والصحي في تردٍ مستمر ووتيرة الاعتقالات متزايدة في الضفة الغربية، ناهيك عن اقتحام المخيمات ليل نهار وقتل وتنكيل. الدول العربية وكأنها في ماراثون تطبيعي مسعور مع الاحتلال، قطاع غزة محاصر منذ 17 عاماً ولا يبدو أن هناك أفقاً لرفع أو كسر الحصار والناس يعيشون في موت بطيء.
أضف إلى ذلك حكومة يمينية متطرفة لم يسبق لها مثيل في تاريخ حكومات الاحتلال التي رسخت غياب أي أفق لحل سياسي للقضية الفلسطينية ولا حتى على مستوى حكم ذاتي بسيط. وبطبيعة الحال هناك خطة ترحيل الفلسطينيين التي وضعها الاحتلال عام 1971 بحسب وثائق سرية بريطانية إلى سيناء.
ومع هذا وذاك يبرز الحديث عن مشروع قناة بن غوريون الذي يتم تداوله من حين إلى آخر وما سيكون له من تداعيات على قطاع غزة. وهي قناة تمتد من خليج العقبة إلى البحر الأبيض المتوسط لتوفير بديل عن قناة السويس وكان ورد أول ذكر معروف للقناة في مذكرة أمريكية سرية تعود إلى العام 1963، حيث رفع السرية عنها عام 1996.
كل ما سبق ذكره كان الأسس التي أوجبت القيام بعمل يعيد بوصلة العالم إلى مسارها الصحيح، وأن تذكَر بقضية لا تموت، لا بتجاهل ولا بالتقادم ليكون السابع من أكتوبر هو ذلك العمل. لكن هل أخطأت حماس التقدير يا ترى؟
ما بعد السابع من أكتوبر
إن ما بعد السابع من أكتوبر ليس كما قبله، وهذه مقولة صحيحة. فما عادت المنظومة الأمنية التي كان يتغنى بها الاحتلال كما كانت. طوفان بشري غزي وكأنك ترى السادس من أكتوبر عام 73 واقتحام الجيش المصري لخط "بارليف" يتجسد أمامك في السابع من أكتوبر وقوات القسام تجتاز خط "بارليف" الأمني المتطور تكنولوجيات بطائرات (جلادو يتر) شراعية ووابل من صواريخ رجوم قصيرة المدى لتغطي اقتحام المظليين ومن ثم عبوات ناسفة محلية الصنع ليقضوا على فرقة غزة التي روعت القطاع لعقود من الزمن وجر قطيع من الجنود الأسرى الإسرائيليين لتبدأ المرحلة الثانية من الطوفان.
إن الفتحات التي فتحتها المقاومة في هذا الجدار الأمني لاختراقه إلى العمق الفلسطيني المحتل لم تكن سوى فتحات في جسد كبرياء الاحتلال وخرق لشخصيته وعنفوانه بل إصغاراً وإذلالاً لمارد لطالما روع الجيوش والعروش في المنطقة. لم يكن لهذه الصفعة أن تمر دون رد وليس أي رد، فمن توقع رداً أقل دموية ودماراً مما تشهده غزة من قبل هذا الاحتلال يكون شخصاً لم يتابع تاريخ هذا الاحتلال الدموي. إلا أنه رد مدفوع بالانتقام أكثر منه رداً عسكرياً مدروساً على عملية عسكرية مدروسة قامت بها فصائل المقاومة.
مخطئ من يظن أن هذه الحرب المجنونة على القطاع لها علاقة باستعادة الأسرى لدى حماس كما يروج نتنياهو وجوقته، إطلاقاً. فنظام وجيش الاحتلال يتبنى قانون "هانيبال" الذي يقضي بقتل الجنود الذين يقعون بأيدي المقاومة قبل أسرهم، لا يمكن لهذا النظام أن يبالي بحياة من وقعوا بالأسر إلا إذا مورس عليه الضغط بالمقدار الذي يجبره على التفاوض لإعادتهم كما تفعل المقاومة اليوم عبر عمليات نوعية توقع العشرات من القتلى والجرحى في صفوف جنوده.
إنها حرب مدفوعة برغبة الانتقام، اندفاعاً أعمى بصيرة الاحتلال ما أوقعه في الكثير من الأخطاء التي تسببت له بكل هذه الخسائر التي لم يتوقعها وبحسب اعترافاته؟ ألم يتوقع قادة الاحتلال بأن المقاومة التي نفذت طوفان الأقصى ستكون قد أعدت له ما استطاعت من قوة ومن رباط الخيل لتوقع بهم أكبر قدر من الخسائر ميدانياً؟ وهو ما بات جلياً بحسب إحصاءات الاحتلال المتضاربة بين أرقامه وأرقام المستشفيات والإعلام عن عدد من قتلوا وعدد الجرحى الذين سقطوا إبان الاجتياح البري. بل إن محلليه قد حذروا إذا كانت حماس قد نفذت هجوماً كهذا ما الذي تتوقعون أن تجدوه وراء هذا السياج؟ وما أن بدأت المناورة البرية تتدحرج للأمام بدأ يتكشف للاحتلال ضعف معلوماته الاستخبارية عن حجم قدرات حماس سواء في إدارة المعركة أو القتالية في الميدان، فجوة استخبارية دفع ثمنها الاحتلال بجنوده القتلى والمعاقين الذين يتواترون عليه كل يوم.
هل أخطأت حماس بطوفان الأقصى؟
يسير نتنياهو بخطى متسارعة جرياً في أمل القبض أو قتل السنوار أو محمد الضيف متأملاً أن يحقق نشوة انتصار لا وجود لها، أملاً بإعادة الاحتلال لحياة طبيعية، لكن على ما يبدو فإن نتنياهو ومجلس حربه وشعبه من ورائهم لم يفهموا الدرس المستفاد من وراء طوفان الأقصى، لا راحة ولا أمن ولا استقرار لكم ما دام هناك احتلال وشعب يعاني ويلات هذا الاحتلال.
ماذا حقق طوفان الأقصى؟
لكن بعد الذي قيل سابقاً لنتوقف ونستعرض ما الذي حققه طوفان الأقصى فلسطينياً.
عودة القضية الفلسطينية لتكون القضية المركزية عالمياً لا سيما موضوع حل الدولتين الذي لست من مؤيديه. تعرية الاحتلال وكشف نواياه الحقيقية برفض حل الدولتين ووضعه في مواجهة مع الغرب (الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي) ناهيك عن باقي الدول الأخرى وأهمها الصين وروسيا. وها هي الولايات المتحدة تخرج علينا لتربط تزويد الاحتلال بالذخائر بوقف الاستيطان في الضفة الغربية، كما يقول المثل الفلسطيني الفلاح (أول الرقص حنجلة).
تحول غير مسبوق بالموقف الشعبي الأوروبي والأمريكي من حيث مساندتهم ودعمهم للقضية الفلسطينية، بل والتأثير في المشهد الانتخابي المرتقب أمريكياً وإسرائيلياً. نسف الصورة الناصحة التي عمل الاحتلال على ترسيخها في الغرب عن نفسه على ما يربو على 75 عاماً وتحوله إلى قاتل للأطفال والنساء والشيوخ.
إعلان عدد من الدول وعلى رأسها الولايات المتحدة وبريطانيا وإسبانيا وبلجيكا وغيرها من الدول الاعتراف بالدولة الفلسطينية. وتاج ما سبق كله قضية جنوب أفريقيا في محكمة لاهاي ووقوف الكيان متهماً اليوم في المحكمة الدولية بتهم إبادة جماعية ليتحول من الضحية كما كان يسوق نفسه منذ "الهولوكوست" إلى متهم بارتكاب هولوكوست بحق الفلسطينيين.
وسواء حكم عليها بالإدانة أم لا أصبحت إسرائيل دولة مارقة نفذت جرائم إبادة جماعية وجرائم ضد الإنسانية في أذهان الملايين حول العالم وهو أمر سيكون في غاية الصعوبة عكسه على المدى القريب أو حتى البعيد. فجيل اليوم من الشباب ليس كجيل الآباء المتعاطفين مع مجموعة من الناس تعرضت للاضطهاد والقمع على يد النازية. فضحية الأمس أصبح نازي اليوم بالنسبة للملايين حول العالم.
فقد نشرت شركة Harris Insights and Analytics ومركز الدراسات السياسية الأمريكية بجامعة هارفارد استطلاع رأي جديداً، أظهر أن ثلثي الشباب الأمريكيين (51%) الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و24 عاماً من هذه الفئة العمرية في الولايات المتحدة يعتقدون أن الحل العادل للصراع الإسرائيلي الفلسطيني هو "نهاية إسرائيل وتسليم البلاد لحركة حماس والفلسطينيين". كما أيّدت النسبة نفسها حركة حماس، في الحرب الدائرة حالياً في قطاع غزة.
كما أنه من ضمن بركات طوفان الأقصى وقف نزيف التطبيع العربي مع الاحتلال دون أي مقابل وعلى حساب القضية الفلسطينية. ليضاف إلى ما سبق وفي خضم المعركة الإفراج عن دفعة من الأسيرات والأطفال الأسرى الفلسطينيين الذين يعانون الأمرين في المعتقلات الإسرائيلية.
الثمن الاقتصادي الذي دفعه الاحتلال
يقدر اقتصاديون أن تبلغ كلفة الحرب على قطاع غزة إلى 60 مليار دولار، في ظل الكلفة القتالية اليومية التي وصلت إلى 164 مليون دولار. يضاف إلى ما سبق التعويضات المدنية التي يتوجب على حكومة الاحتلال دفعها للمتضررين من مواطنيها من الحرب وذلك عن الأشهر الثلاثة الأولى للحرب والتي تبلغ قرابة 3 مليارات دولار. وبحسب التقديرات، تبلغ قيمة الأضرار التي لحقت بالممتلكات في المستوطنات الحدودية مع لبنان بين 1.5- 2 مليار دولار تقريباً، وإلى 4 – 6 مليارات دولار القيمة الأولية للأضرار التي لحقت بالممتلكات في منطقة غلاف غزة.
أما الخسائر غير المباشرة للحرب تتباين من قطاع إلى آخر. فقد خسر قطاع البناء قرابة 85% بسبب قرار الاحتلال منع العمال الفلسطينيين من العمل بالداخل المحتل، بينما تقدر خسائر قطاع الاستيراد والتصدير بـ 70% أي 1.5 مليار دولار بسبب عمليات الحوثيين في البحر الأحمر ومنطقة باب المندب، هذا وتقدر خسائر قطاع السياحة بـ 1.5 مليار دولار خلال الأشهر الثلاثة الأولى للعدوان، وتقدر خسائر قطاع الزراعة بـ 26% بسبب تحويل الأراضي الزراعية في منطقة غلاف غزة من مناطق زراعية إلى مناطق عسكرية مغلقة.
أما فيما يتعلق بقطاع التكنولوجيا والذي يعد القطاع الذي لطالما تباهت به إسرائيل عالمياً فقد تعرض هذا القطاع أيضاً إلى ضربة قوية؛ حيث تأثر قطاع التقنية بشدة، وأفاد ما يزيد عن 80% من شركات التقنية المتقدمة الإسرائيلية بأنها تضررت من الحرب.
وفي استطلاع أجراه معهد "سياسات الأمة الناشئة" وشمل 507 شركات تقنية إسرائيلية متقدمة، أبلغ أكثر من 70% من هذه الشركات تأجيل أو إلغاء الطلبات والمشروعات المهمة الخاصة بها.
ولم يقتصر الأمر على ما سبق فللمرة الأولى على الإطلاق، قامت وكالة موديز بخفض التصنيف الائتماني لإسرائيل إلى "A2" من "A1″، وذلك بفعل التبعات التي تفرضها الحرب في غزة على الاقتصاد، وأبقت الوكالة نظرتها المستقبلية الائتمانية سلبية، الأمر الذي يشير إلى إمكانية خفض التصنيف مرة أخرى.
هل هذا يعني انتصار حماس؟
الانتصارات تتنوع أوقات الحروب، فهناك تلك المرتبطة وبشكل مباشر مع ميدان المعركة وأخرى مرتبطة بميادين مختلفة أسلفنا الحديث عن الاقتصاد وما حققه طوفان الأقصى وما زال من ضرب لاقتصاد الاحتلال.
لكن هناك انتصار من نوع آخر، فهناك من يقول بأن حماس قد انتصرت بالفعل وقضي الأمر، وهناك من يخالف هذا الرأي. حيث يرى سكوت ريتر وهو المتحمس لحركة حماس وطوفان الأقصى وما يعتبره هو عملية عسكرية تدرس قامت بها حماس في السابع من أكتوبر، وبالمناسبة سكوت ريتر هو ضابط استخبارات عسكري أمريكي سابق.
بالنسبة لريتر، فإن النصر قد تحقق يوم عبرت كتائب القسام السياج الأمني يوم السابع من أكتوبر، وهذا أمر لا يمكن تغييره حتى وإن دمرت إسرائيل الحركة. مقارناً ما قامت به حماس بالذي قام به الجيش المصري يوم السادس من أكتوبر عام 73 عندما عبر قناة السويس.
صورة الانتصار الذي حققته حماس لا يتبناها سكوت ريتر فقط بل ذهب إليها أيضا البروفيسور أفراهام شاما من جامعة نورث ويسترن. يقول البروفيسور إنه بغض النظر إلى ما ستؤول إليه الحرب في غزة وما جرى فقد خسرت إسرائيل بالفعل وانتصرت حماس وتدهور الوضع الاقتصادي بصفة عامة.
دولياً الصورة قاتمة لإسرائيل أقلها على المستوى الجماهيري؛ حيث تفوقت السردية الفلسطينية على السردية الصهيونية وعادت القضية الفلسطينية إلى واجهة العالم، ورفعت أعلام فلسطين في كل زاوية من زوايا الغرب والشرق والشمال والجنوب، الأمر الذي يعد سابقة وانتصاراً ساحقاً لطوفان الأقصى عجزت عن تحقيقه حركات التحرر الفلسطيني منذ نشأتها، لا سيما اتفاقية "أوسلو".
معادلة الانتصار والهزيمة خاصة في الحروب لها طابع معقد، فعندما تظن أنك انتصرت فأنت في واقع الحال هزمت، وعندما تظن أنك هزمت أنت في واقع الحال منتصر. فعندما انتصرت الولايات المتحدة في معاركها في فيتنام وأفغانستان والعراق كانت قد خسرت في جميع تلك الحروب كنتيجة استراتيجية.
إن مفهوم الانتصار بالنسبة للدول والجيوش النظامية مختلف عما هو عند حركات التحرر والمقاومة كحماس. فالنصر العسكري لحماس هو عدم قدرة الاحتلال على تحقيق أهدافه التي رسمها لهذه الحرب وقد نجحت لغاية هذه اللحظة في تحقيق ذلك. إضافة إلى أن النصر العسكري أيضاً بالنسبة لها هو تحقيق نتائج سياسية طويلة المدى، وهو ما نراه جلياً في بنود صفقة التبادل الجارية حاليا، فإن تمكنت حماس من تحقيق بنودها في صفقة التبادل المرتقبة فبكل تأكيد تكون قد أضافت انتصاراً آخر لانتصاراتها في هذه المعركة.
هذه الصفقات سواء وفاء الأحرار التي أفرجت بموجبها الاحتلال عن أكثر من ألف أسير أو التي جرت خلال الحرب الدائرة اليوم أو التي ستبرم في قادم الأيام القريبة او البعيدة، كل هذه الصفقات تزيد من حشد السكان والشعب الفلسطيني حول مفهوم المقاومة، وهذا الحشد الذي يقلق الولايات المتحدة والسلطة وبطبيعة الحال الاحتلال الذي وضع ضمن أهدافه القضاء على حماس وإنهاء حكمها في قطاع غزة.
فمن نجاحات السابع من أكتوبر أن طوفان الأقصى سيلهم الأجيال القادمة من الفلسطينيين الذي يرون انتصار حماس في هذا اليوم تاريخاً سطر بالدم وسيخرج لهم من تحت أنقاض غزة نسخة جديدة من حماس أكثر إصراراً وعزيمة وقوة على إكمال طريق التحرير الشامل للأرض والإنسان.
وعليه، يبرز التساؤل إذا ما تمكن الاحتلال من القضاء على حماس فهل سيكون حقق انتصاراً، أم أنها هزيمة على شكل انتصار؟
إذا ما نظرنا للمشهد في قطاع غزة وإلى الخسائر يتساءل المرء ويقول هل كان الأمر يستحق كل هذا العناء وهذه الدماء وهذا الدمار. وهنا يتوجب القول بأن حروب التحرر من الاستعمار لا تقاس بهذه المقاييس. فللحرية ثمن وثمن باهظ دفعته الشعوب على مدار التاريخ الحديث أو القديم، فعلى سبيل المثال خلفت الحرب العالمية الثانية أكثر من 70 مليون قتيل وأوروبا مدمرة بالكامل. حرب أفغانستان 1979 – 2000 خلفت وراءها 1.7 مليون قتيل، حرب فيتنام 1955 – 1975 والتي تتشابه مع حرب الاحتلال على قطاع غزة، خلفت هذه الحرب، فيتنام مدمرة و1.5 مليون قتيل والثورة المكسيكية ضد الولايات المتحدة 1911 – 1920 مليون قتيل والأمثلة كثيرة.
وعليه، نعاود طرح السؤال هل أخطأت حماس بتقديرها لطوفان الأقصى؟