فلسطين أون لاين

​"الأعياد اليهودية" تقيّد حركة المواطنين اليومية والتجارية في الخليل

...
صورة أرشيفية
الخليل / غزة - رنا الشرافي

تقيد "الأعياد اليهودية" المستمرة، حركة المواطنين اليومية والمعيشية، وتشل التجارية في مدينة الخليل جنوب الضفة المحتلة؛ بفعل الطوق الأمني والتشديدات العسكرية التي تفرضها قوات الاحتلال في المدينة؛ للسماح لآلاف المستوطنين بالاحتفالات الصاخبة، والاعتداء على الفلسطينيين تحت حمايتها.

وتغلق قوات الاحتلال، خلال الأعياد اليهودية، الحرم الإبراهيمي بشكل كامل، وتمنع رفع الأذان فيه، كما تغلق شارع الشهداء وشوارع أخرى في البلدة القديمة، الأمر الذي يتسبب بإغلاق أكثر من 1400 متجر فلسطيني.

وتفرض الأعياد اليهودية نمطاً من الحياة المختلفة على سكان مدينة الخليل، إذ يتوجب عليهم تقييد حركتهم وإنجاز حاجاتهم قبل أو بعد تلك الأعياد التي تفرض طوقاً أمنيا واسعا.

وأعلنت شرطة الاحتلال فرض طوق أمني على جميع الأراضي الفلسطينية المحتلة، من خلال تشديد إغلاقها للحواجز العسكرية والمعابر، منذ 4 أكتوبر وحتى الرابع عشر من الشهر الجاري.

وأكد الناشط السياسي هشام الشرباتي، أن مدينة الخليل تحتوي على أكبر البؤر الاستيطانية في الضفة المحتلة، وخاصة داخل البلدة القديمة، وهو الأمر الذي يدفعهم للاعتداء بشكل وحشي ضد الفلسطينيين وممتلكاتهم.

وقال الشرباتي، لصحيفة "فلسطين": "يمارس المستوطنون خلال هذه الأعياد الانتهاكات ضد الفلسطينيين على مرأى ومسمع من جيش الاحتلال، بينما يحرم الفلسطينيون من الصلاة في الحرم الإبراهيمي أو حتى مجرد رفع الأذان فيه".

وأكد الشرباتي أن هذه الأعياد "تضيف عبئاً جديداً على السكان الفلسطينيين عدا عن عبء الاحتلال نفسه.

فيما أكد المحلل السياسي، فرحان علقم، أن مواسم الأعياد اليهودية تشهد تسابقا بين المستوطنين لاستفزاز الفلسطينيين والتنكيل بهم عبر الاعتداء على المحال التجارية، والقاء الحجارة والزجاجات الحارقة على المنازل بالإضافة إلى التنقل بمجموعات مسلحة أو تحت حراسة جيش الاحتلال.

وأوضح علقم لصحيفة "فلسطين" أن عنف المستوطنين تجاه أهالي الخليل يزداد خلال هذه الأعياد اليهودية، مشيرا إلى أن "هذه الأعياد يحضرها متطرفون من مستوطنات ومدارس وكنس يهودية مختلفة مما يزيد حدة التوتر في مدينة الخليل".

مجزرة الحرم

من جهته، أشار الباحث في وزارة الأوقاف بمدينة الخليل، محمد مصلح، إلى أنه عقب مجزرة الحرم الابراهيمي، الذي نفذها المجرم باروخ جولدشتاين، بتاريخ الخامس من فبراير عام 1994، والتي أسفرت عن استشهاد 29 مصليا، أفضت إلى تشكيل لجنة أحادية "لجنة شمغار".

وذكر مصلح، لصحيفة "فلسطين"، أن تلك اللجنة قضت بتقسيم الحرم الإبراهيمي إلى قسمين، يسيطر اليهود فيه على القسم الأكبر فيما يخصص جزء منه للمسلمين، ويستخدم المستوطنون المسجد بكامله خلال الأعياد اليهودية ولا يسمح فيها برفع الأذان في الحرم أو دخول المصلين المسلمين.

وقال: "للمرة الأولى في تاريخ الإسلام والمسلمين يتم تحويل جزء من مسجد إسلامي لكنيس يهودي"، مشيراً إلى أن اغلاق شارع الشهداء وحده يتسبب في اغلاق 1400 متجر فلسطيني.

وأضاف: "خلال الأعياد اليهودية، يتم إغلاق المنطقة (هـ2) ويمنع الفلسطينيون من أداء الصلاة في الحرم الابراهيمي كما أنهم يمنعون من دخول المنطقة بأسرها على اعتبارها منطقة أمنية مغلقة".