يعلِّق المواطنون في غزة آمالهم على حركتي حماس وفتح، اللتين تخوضان حوارات في العاصمة المصرية برعاية المخابرات العامة، لبحث آليات تنفيذ اتفاقات المصالحة الموقعة.
وفي وقت ارتفعت فيه وتيرة التضييق بفعل الحصار وانتهاكات الاحتلال الإسرائيلي، وما فرضه الرئيس محمود عباس أخيرًا من "إجراءات عقابية" على الغزِّيين، كبرت الآمال في نتائج إيجابية تنهي هذه المعاناة الممتدة منذ ما يزيد على عقد من الزمان.
والتقى وفدا الحركتين في القاهرة أمس ضمن جولةٍ جديدة من المصالحة، التي أعلن إتمامها بزيارة رئيس الحكومة د. رامي الحمد الله إلى غزة الأسبوع الماضي، وزار وزراء الحكومة مقار الوزارات، واطلعوا على سير العمل فيها.
في الوقت نفسه باتت كل العيون ترقب باهتمامٍ بالغ لقاء القاهرة، وما سينتج عنه من نتائج اتفاق حماس وفتح.
وقال عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية مروان أبو النصر: "من غير المسموح هذه المرة أن تفشل حوارات المصالحة، والجهود المبذولة من أجل إنجازها على طريق تحقيق الوطنية الحقيقية".
وأضاف أبو النصر في مؤتمر صحفي، على هامش وقفة دعم وإسناد لحوارات القاهرة، عقدت في ساحة الجندي المجهول، أمس: "إن أنظار جماهير شعبنا _خاصة في القطاع_ تراقب وتترقب أجواء الحوار في القاهرة بين فتح وحماس".
وأكد ضرورة استكمال الحوار الوطني الشامل لصوغ إستراتيجية وطنية موحدة لمواجهة التحديات الراهنة.
وطالب الحكومة برئاسة الحمد الله بمواصلة جهودها وخطواتها للقيام بمسؤوليتها تجاه قطاع غزة، بعد الأجواء الإيجابية التي شهدها القطاع خلال وجودها فيه، وفي مقدمة ذلك وقف الإجراءات العقابية.
ورأى عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية أن توافر الإرادة السياسية، والاستعداد والجاهزية لتنفيذ المصالحة، بعيدًا عن أي تأثيرات خارجية أو أجندات فئوية ضيقة يقطع الطريق على جماعات المصالح (لم يسمها) التي كان لها دور كبير في تعطيل المصالحة.
وأوصى بإطلاق ميثاق شرف ينظم العلاقات الوطنية، ويحرم الاقتتال والانقسام.
بدوره قال الناطق باسم لجان المقاومة الشعبية أبو مجاهد: "إن المصالحة لا تحتمل فشلًا هذه المرة، كل ما تحتاج له النجاح والخروج إلى الشعب بوحدة يعقبها إنهاء الأزمات".
وشدد أبو مجاهد في تصريح لـ"فلسطين" على هامش وقفة الجبهة الشعبية على ضرورة ألا يكون هناك أي اشتراط يتعلق بسلاح المقاومة، أو أي اشتراط يعترض المصالحة.
وأضاف: "المطلوب نية صادقة وبوادر طيبة، وعمل فعلي وميداني على الأرض".
ورأى أن حماس بادرت وحلّت اللجنة لتمكين الحكومة من ممارسة عملها في غزة، التي ما زالت تنتظر خطوات مقابلة.
وقال: "لا يجوز أن يبقى الحال كما هو عليه، ويجب أن تُرفع كل الإجراءات التي اتخذت نتيجة الانقسام، ومعالجة ما ألمَّ بشعبنا من أضرار نتيجة الانقسام".
وتابع: "نحتاج إلى أن نكون على قدر المسؤولية التي أعطانا إياها شعبنا (...) الفشل ممنوع في ظل هذه الأزمة، والوضع الصعب الذي تمر به القضية الفلسطينية على المستويين المحلي الدولي".
في حين يرى الناشط الشبابي باسل الغول أن إنهاء الانقسام بات ضرورة حتمية من شأنها أن تعيد إلى القضية الفلسطينية ثقلها، بعدما خسرت الكثير طوال سنوات الانقسام الممتدة من حزيران (يونيو) 2007م.
وقال الغول لـ"فلسطين" خلال مشاركته في الوقفة التي نظمتها الشعبية: "أتمنى أن تتم المصالحة بنجاح هذه المرة، بعيدًا عن أي شكليات كما كان يحصل في الماضي (...) فلا أحد يريد أن يصاب بخيبة أمل من جديد".
وأضاف: "11 سنة من الانقسام تأثرت به خلالها كل مناحي الحياة: غياب لفرص العمل، وتضاعف أعداد الخريجين، وازدياد نسبة البطالة، وإغلاق المعابر (...) نريد حلًّا لكل هذا".
إلى ذلك، شارك مجموعة النشطاء في وقفة نظمها "حراك أكتوبر" الشبابي، أمس، في ساحة السرايا وسط مدينة غزة، دعمًا لدور مصر في ملف المصالحة الوطنية.
ورفع المشاركون لافتات: "المصالحة مطلب شعبي"، و"انهونا وحلونا"، حاثين الفصيلين المجتمعين في القاهرة على المضي قدمًا لاستعادة الوحدة.
وقالت فدوى الحليس: "جئنا اليوم لنطالب بمصالحة حقيقية، وعزل المخربين لهذا الملف العالق منذ سنوات (...) لم يبق سبب لأحد لإفشال المصالحة في ظل وجود الاحتلال".
وتمنت الناشطة ماجدة قديح على مصر أن تمارس المزيد من الضغوط بكل الإمكانات المتاحة على الأطراف، لاستعادة الوحدة الفلسطينية، وإعادة الاعتبار لقضية فلسطين المركزية، وإنهاء الانقسام.
أما عضو "حراك أكتوبر" الشبابي محمد السلطان فقد خاطب الفصائل عبر "فلسطين" قائلًا: "خُذلنا أكثر من مرة بعد فشل حوارات المصالحة، ولا أحد يريد سقطة جديدة في هذا الملف".
وأبرز ما شهدته فعالية "حراك أكتوبر" العلم المصري الكبير الذي رفعه مجموعة من الشبان في ساحة السرايا، في حين وقف آخرون من قرب وهم يرفعون لافتات: "شكرًا مصر".