نشرت صحيفة "هآرتس" العبرية، مقالا أشارت فيه إلى أن الحرب في أفغانستان والعراق علمت واشنطن أن الصبر الزائد هو ضرر استراتيجي، وأن المرونة تجاه دولة الاحتلال ترتبط بوجود خطط لليوم التالي.
واستشهد المقال الذي أعده الكاتب تسفي برئيل، بتصريح الرئيس الأمريكي جو بايدن حول الحرب في اليمن عام 2021، الذي شدد خلاله حينها على "ضرورة إنهاء الحرب التي أدت إلى كارثة استراتيجية وإنسانية"، بحسب تعبيره.
وأضاف الكاتب أن "الرئيس الأمريكي نسي حينها موضوعا واحدا عندما أعلن عن وقف المساعدات للسعودية. هو لم يطلب منها رفع الحصار الذي فرضته على شمال ووسط اليمن، التي هي منطقة سيطرة الحوثيين، بذريعة أن رفع الحصار يمكن أن يستخدم كورقة ضغط في المفاوضات المستقبلية".
وأشار إلى أنه "من المهم إذا كان الحصار على غزة سيجد الطريق الى خطة الخروج التي تحاول الإدارة الأمريكية وضعها الآن.. فإنه غير مطلوب منها دفع ثمن المساعدات العسكرية التي ترسلها واشنطن، لكنها أصبحت تقف أمام مكبس ضغوط مشابهة"، بحسب تعبيره.
وأضاف أن هذا بالتأكيد ليس "خطة اليوم التالي"، التي يمكن أن تخدم "إسرائيل" والفلسطينيين.
وتابع: "الإدارة الأمريكية نفسها قالت إنه لا توجد أي إمكانية لأن تستمر ’حماس’ في كونها عنصرا حاكما في غزة بعد الحرب. من الواضح إذن ما لا يمكن أن يكون، لكن في هذه الأثناء فإن البديل غير معروف".
وذكر المقال أن محللين وخبراء حذروا من فقد الولايات المتحدة للصبر في ظل غياب "خطة للخروج" أو "خطة لليوم التالي" في غزة، فيما حذر جنرالات أمريكيون "إسرائيل" من أن "ترتكب الأخطاء التي ارتكبناها". والقصد هو التورط طويل المدى في العراق وأفغانستان.
هذا التحذير، وفقا للمقال، يثير المخاوف من أن "إسرائيل"، خلال أسابيع أو أقل، ستقف في وضع يشبه الوضع الذي وقفت فيه السعودية أمام الولايات المتحدة في اليمن.
وفي ظل غياب خطة إسرائيلية، فإن الولايات المتحدة سيتعين عليها عرض خطة خروج لـ"إسرائيل" بنفسها، وهو ما بدأت به عمليا عبر النقاشات التي يجريها مؤخرا الممثلون الكبار فيها مع الزعماء العرب ومع الرئيس التركي، بحسب المقال.
وشدد المقال على أن قضية "الصبر" الأمريكي هي قضية ملحة وبحق، ومن شأنها أن تملي الجدول الزمني للمعركة العسكرية.
وأشار إلى أن الاتفاق على خطة "اليوم التالي" ستحدد إلى أي مدى يمكن للصبر الأمريكي أن يكون مرنا، موضحا أنه عندما اعترفت واشنطن بأن الرياض غير قادرة على هزيمة الحوثيين، رغم تفوقها العسكري الكبير، فإن صبرها تقلص مرة واحدة.