فلسطين أون لاين

الشعب ينتظركم فامنحوه ما يستحق

تنطلق اليوم من القاهرة المباحثات الثنائية لتطبيق اتفاقية المصالحة بين حركتي فتح وحماس برعاية مصرية، وقلوب الفلسطينيين _لاسيما في غزة والضفة الغربية_ معلقة بما ستنتهي إليه تلك المباحثات، لأن الانقسام الذي استمر أكثر من عشر سنوات ترك دمارًا كبيرًا لابد من إيقافه، ليبدأ مشوار الإصلاح الاجتماعي والسياسي والاقتصادي والنضالي.


منذ إعلان حماس من القاهرة حل اللجنة الإدارية، وتلبية مطالب الرئيس الباقية قدمت الحركة الكثير من مبادرات حسن النية قولًا وفعلًا، وكذلك فعلت حركة فتح، إلا أن بعض المطالب الشعبية لم تنفذ مع الوعود السابقة، وعلى رأسها رفع العقوبات التي قررتها الرئاسة على غزة وربطت رفعها باشتراطات نفذت، ولذلك نحن نتمنى على وفد حركة فتح للمصالحة أن يعلن من القاهرة رفع العقوبات عن غزة كما أعلنت حركة حماس من القاهرة حل لجنتها الإدارية.


في الضفة الغربية ما زالت بعض المواقع الإعلامية المقربة من حماس أو تنتمى إلى فصائل أخرى محجوبة عن الجمهور، وأعتقد أنه حان الوقت لإعلان رفع الحجب، لأن أسبابه _إن وجدت أصلًا_ قد سقطت، وكلها تدعو إلى المصالحة، وتدفع باتجاه الوحدة الوطنية، ولا ضرورة لإبقاء الحجب بعد الآن، ولابد إعلان إطلاق الحريات الإعلامية في غزة والضفة، دون قيود أو شروط، ما لم يكن هناك مخالفات قانونية أو شرعية.


أملنا في المصالحة لا يتوقف عند رفع عقوبات أو بوادر حسن نية متواضعة، بل أملنا أن تتحقق الوحدة الوطنية بأبهى صورها، حتى يشعر بها كل مواطن يعيش في غزة والضفة الغربية.


نتمنى في هذا اليوم أن تكون المباحثات بين الإخوة في فتح وحماس مثمرة ومبشرة وقصيرة وخالية من العقبات، لا نريد من المجتمعين في القاهرة مفاجآت غير سارة ولا مماطلات، لأن الشعب الذي ينتظر لم يعد يحتمل أية انتكاسات جديدة، ولا نريد استباق الأحداث، ولكننا نتمنى أن تتكلل الجهود بالنجاح، لأن شعبنا يستحق كل خير، ولأنه قد آن الأوان أن تدب الحياة في غزة من جديد، بعد طول معاناة وصبر وصمود.