ما زال الانتظار عنوان المصالحة الفلسطينية ،والتي لم يشعر بها المواطن عمليا, وتلامس واقعه وتنهي معاناته ، فالوعود التي سمع بها من المسؤولين بإنهاء معاناة غزة بعد ساعات من حل اللجنة الإدارية تبخرت !! .
وعاد السؤال متى ستنتهي أزمة غزة ؟ فردوا بمجرد عودة الرئيس من نيويورك ، عاد الرئيس ومارس مهامه لكن الأزمات كما هي ،تجددت الوعود أن الأمور ستحل مع تولي الحكومة مسؤولياتها وإدارتها لقطاع غزة ، فجاءت الحكومة ورئيسها إلى غزة واجتمعت في مقرها وأصدرت بيانا رسميا أكدت فيه استلامها رسميا لقطاع غزة وتوليها مهامها لكن مشاكل غزة بقيت كما هي ، والضفة بالمناسبة وكأنها خارج المعادلة ، فماذا تنتظرون ؟!.
قالوا إن الأمور ذاهبة بالاتجاه الإيجابي, ونحن مع المصالحة وبعد اجتماع اللجنة المركزية لحركة فتح ستعلن عن إلغاء العقوبات الانتقامية عن غزة وسينعم الفلسطيني بالكهرباء والدواء ، لكن الاجتماع انتهى والعقوبات لم تنته ، بيد أن صديقي كان متفائلا فقال إن القضية تتعلق باجتماع المجلس الثوري لحركة فتح, وسيعلن رسميا إنهاء المصائب التي صبت على غزة ويرفع العقوبات ، لكن البيان الختامي الذي صدر أمس عن الثوري بدلا من أن يتخذ خطوة إلى الأمام تراجع خطوات إلى الخلف ، ووضع "عصي" كثيرة في الدواليب ،فماذا تنتظرون؟! .
رغم أنني أحب أن أبقى متفائلا لكن البعض يصر أن يدفعنا دفعا إلى الضغط على الفرامل ، وإلا ماذا نسمي رفض وزير المالية الذهاب إلى وزارته في غزة وفضل أن يبقى في الفندق – لم يستطع القول هذه المرة أن أحدا منعه – ؟؟ وماذا نسمي هروب وزير الخارجية في اليوم التالي وعودته إلى رام الله دون أن يتصل بأحد من وزارته ؟؟ ، وتصريحات الرئيس مش مستعجل والعودة إلى أسطوانة "سلطة واحدة و شرعية واحدة وسلاح واحد وبرنامج المنظمة" وغيرها رغم أن كل هذه القضايا ستخضع للتفاهم في القاهرة, فلمَ استباق الأمور أم أنها بداية المماطلة والتسويف ، فماذا تنتظرون ؟! .
حلت اللجنة الإدارية وسلمت الوزارات واستقبلت الحكومة أجمل ترحاب ،وعادت بسمك غزة ، ولا زال موقف فتح والسلطة يراوح مكانه ولم يقدما موقفا واحدا يطمئن الرأي العام بأن القادم أفضل ، ناهيك عن تصريحات متعددة تضع ألغاما أمام قطار المصالحة ، فماذا تنتظرون ؟!
لكن صديقي عاد يقول إن سنوات من الانقسام تحتاج وقتا لعلاجها وبحسب الحكومة ليس معنا عصا سحرية ، وافقته الرأي مستدركا أن قضايا الموظفين والأمن وتوحيد المؤسسات الحكومية وإعادة هيكلتها بالتأكيد تحتاج إلى وقت ، لكن إعادة كمية الكهرباء التي طلبت السلطة من الاحتلال تخفيضها، وتوفير العلاج والدواء وجوازات السفر لأهل غزة ووقف الاعتقالات وملاحقة المقاومين ورفع القبضة الأمنية عن المؤسسات الخيرية بالضفة تحتاج فقط إلى قرار ، فماذا تنتظرون!! .
شعبنا يريد قرارات تترجم على الأرض مهما كانت بسيطة ،ورفع الفيتو عن عمل الحكومة حتى يقتنع أن المصالحة حقيقية وبدأت تبسط خيرها على الفلسطينيين وترفع الظلم عن المحاصرين في غزة والملاحقين في الضفة ، بغير ذلك لن يقتنع شعبنا أن الأمور متجهة إلى مصالحة وشراكة وطنية تعزز الجبهة الفلسطينية في مواجهة الاحتلال ، فماذا تنتظرون ؟! .