فلسطين أون لاين

قيم إنسانية للمقاومين تحرج المجتمع الدولي المنحاز للإرهاب الإسرائيلي 

"القسام لا يقتل الأطفال" .. رحمة المقاومة تقابلها دموية الاحتلال بحق أطفال غزة

...
مشهد لإطلاق كتائب القسام مستوطنة أسيرة وطفلها
غزة/ يحيى اليعقوبي:

كتب أحد مقاومي كتائب القسام على أحد جدران بيت المستوطنين خلال الهجوم على المواقع العسكرية لجيش الاحتلال والمستوطنات المحاذية لقطاع غزة "القسام لا يقتل الأطفال" لم يكن هذا شعار فقط وإنما عقيدة نابعة من وسطية منهج حركة حماس التي يحاول الاحتلال وأمريكا شيطنتها ووصية النبي "محمد"، أكدتها شهادات المستوطنات في غلاف غزة أن المقاومين تركوا الأطفال والنساء ولم يقتلوهم، فلم تسجل دولة الاحتلال قتل طفل واحد على أيدي الأطفال.

مقابل تلك الرحمة التي أثبتت فيها كتائب القسام التزامها الكامل بقواعد القانون الدولي وتعاليم الدين الإسلامي الحنيف، يرتكب الاحتلال الإسرائيلي جرائم إبادة جماعية بحق الأطفال الفلسطينيين في غزة، ترتكب الجرائم وهم نائمون في أحضان أمهاتهم فتنهال عليهم البيوت وتشوه أجسادهم الصغيرة أو تدفن وتتحول لقطع وأشلاء تحت الأرض، وتباد أحياء كاملة في كل محافظات القطاع.

ورغم بشاعة جرائم الإبادة التي يرتكبها الاحتلال، إلا أن تلك الجرائم تحظى بتأييد من بعض دول العالم خاصة أمريكا وفرنسا، في انحياز أعمى للجلاد، يوقعون فيه على كتاب تورطهم في تلك الجرائم التي لا تشرعها أي قوانين أو شرائع سماوية.

أغمض رؤساء تلك الدول المنحازة للاحتلال عيونهم عن طابور أطفال رصت أجسادهم بجوار بعضها و دفنوا بشكل جماعي، وأطفال استشهدوا بأحضان آبائهم، لم يروا الآباء وهم يخرجون أطفالهم من تحت الركام ويصرخون: "أين العالم؟" فيرتد الصوت خاويًا أمام عالم اختار الصمتْ على جرائم لا يرتكبها سوى الطغاة، لم يروا مئات الأطفال الذين قتلتهم الصواريخ الإسرائيلية الأمريكية.

فيما بثت كتائب القسام أول أمس مقطعا مصورا لإطلاق سراح مستوطنة وطفليها بشكل طوعي تحفظت عليهم خلال الاشتباكات الدائرة في المستوطنات المحاذية لغزة.

مقاتلو القسام

وظهرت المرأة في المقطع وهي تحمل طفلا وتسير باتجاه الآخر الذي كان ينتظرها أحاط بهم مقاتلو القسام لحظة إطلاق سراحها قبل أن تأخذ طفليها وتمضي باتجاه مستوطنتها.

وفي نموذج آخر، روت مستوطنة إسرائيلية كيف رفض مقاتلو القسام إيذاءها، وقالت "روتم" وهي أم لطفلين للقناة الإسرائيلية الـ "12" عن لحظة اقتحام المقاومين لبيتها الواقع بمستوطنة كفار عزة "تحدثت معهم باللغة الإنجليزية أن لدي طفلان، ورد علي أحدهم بالقول: "نحن مسلمون لن نؤذيكم" وتعلق "هذا فاجأني وطمأنني أيضا".

وتداول نشطاء ذلك المقطع بإشادة بالمقاومة فقال الشاعر الفلسطيني تميم البرغوثي "اتهام المقاومة باستهداف الأمهات والأطفال باطل، اسمعوا ما تقول هذه المرأة (روتم) هذا و(إسرائيل) تقتل 100 طفل في غزة بيوم واحد".

بينما قال المدون محمود ندا "إنك تحافظ على نظافة ضبط نفسك ولا تنجرف في الانحطاط مع العدو أسمى وأرقى مستويات الإيمان. واحدة سرقت بيته وعاملها باحترام وحتى لم يأخذها رهينة، وهي بنسبة 99% شاركت في جيش الاحتلال ضده وهي صغيرة".

وفي وقت لم يسجل الاحتلال مقتل طفل إسرائيلي واحد على يد مقاومي القسام كما تروجع وسائل إعلامها ورئيس حكومتهم بنيامين نتنياهو وكذلك الرئيس الأمريكي جو بايدن، تواصل طائرات الاحتلال ارتكاب مجازر بشعة في كل أحياء ومحافظات القطاع، قتلت خلالها مئات الأطفال.

التزام تاريخي وديني

وقال رئيس الهيئة الدولية للدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني "حشد" د. صلاح عبد العاطي، إن الاحتلال يحاول في كل عدوان شيطنة المقاومة وبالذات حماس والقسام، مشيرا إلى أن القسام قدمت أنموذجًا عبر التاريخ بالالتزام بقواعد القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني.

ودلل عبد العاطي خلال حديثه لصحيفة "فلسطين" على إنسانية القسام، من خلال ما تنشره من فيديوهات لتعامل مقاتليها مع النساء المستوطنات والأطفال، حتى أن إعلام الاحتلال نشر لقاءات مع مستوطنات ومستوطنين نقلوا عن إنسانية المقاومين الذين تعاملوا معهم، وهذه دلالة على أخلاق المقاومة وأن حماس والقسام ملتزمة بقواعد القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني وتعاليم الدين الإسلامي.

في مقابل هذه الإنسانية الفلسطينية، يجرم جيش الاحتلال الذي تحلل من كل قواعد القانون الدولي ونزع صفة الإنسانية عن القطاع، باتهامهم بأنهم "متوحشون". وفق عبد العاطي

وأكد أن مقاومة الاحتلال حق وواجب على الشعب الواقع تحت الاحتلال مكفولة بموجب البروتوكولات الدولية، واتفاقية جنيف الرابعة.

وقال: "العالم شاهد أخلاق المقاومة وشاهد بطش الاحتلال بقتل الأطفال في غزة بشن حرب إبادة في انتهاك جسيم وارتكاب جرائم حرب بحق الطفولة فتقطع رؤوس الأطفال وتشوه أجسادهم وتتحول تلك الأجساد الصغيرة لشلاء تدفن تحت الردم بالصواريخ الأمريكية والإسرائيلية".

ورغم كل محاولات الإعلام الغربي إخفاء الحقيقة، إلا أن عبد العاطي أكد أن هذا الانحياز لم يعد ينطلي على أحد، فهناك ناشطون وأحرار عالم يوثقون هذه الجرائم.

صمت وتواطؤ دولي

أما مدير برنامج المساءلة في الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال الفلسطينيين عايد أبو قطيش فنبه إلى أنه في السابق كان هناك صمت دولي تجاه ما يمارسه بحق أطفال غزة.

وقال أبو قطيش لصحيفة "فلسطين": إن "التطور الحاصل أن هناك دعما ومؤازرة واسنادا من قبل العديد من دول العالم لجرائم دلة الاحتلال، والجرائم التي يتم ارتكابها بحق الأطفال في غزة".

وأضاف "للأسف بالرغم من الكم الهائل من الجرائم بحق المدنيين والأطفال وتدمير البيوت على رؤوس ساكنيها أدى لقتل أعداد كبيرة إلا أنه لا يوجد حراك على المستوى الدولي من أجل الضغط على دولة الاحتلال لوقف الجرائم".

ووصل التطرف في المجتمع الإسرائيلي، وفق أبو قطيش، لحد يتم شيطنة أطفال غزة أنفسهم، في المحاولة للبحث عن مبرر للعدوان غير المسبوق على غزة.

فيما أشار المختص في الشأن الإسرائيلي إيهاب جبارين إلى أن نتنياهو عندما أعلن أن (إسرائيل) دخلت في حالة حرب، فإن الحرب الحقيقة كانت إعلامية قبل أي شيء وتجندت كل شبكات مواقع التواصل من أجل الحرب، فكان هناك نشر للأكاذيب بدأت فيه بعض القنوات الإسرائيلية.

وشدد جبارين لصحيفة "فلسطين" أن الفرق بين رحمة المقاومة ودموية الاحتلال بحق أطفال غزة نقطة مهمة، وأن محاولة التأثير بالرأي العام الدولي بحاجة للكثير من الطاقات والجهود، لافتا، إلى أن روايات المستوطنين فندت ادعاءات الاحتلال وأكاذيب نتنياهو.

وقال: إن "هذا يحتم تكثيف كل الجهود والقنوات الممكنة والعمل بتوازن لأن هناك مساع لشيطنة كل ما هو فلسطيني وليس حماس فقط"، مشيرا، إلى أن المجتمع الإسرائيلي متجند للانتقام من غزة.