فلسطين أون لاين

قنابل الاحتلال تلاحق النازحين في مراكز الإيواء

...
الاحتلال يستهدف مراكز الإيواء بغزة
غزة/ أدهم الشريف:

فاجأت مقاتلات جيش الاحتلال الإسرائيلي المواطنين النازحين من المناطق القريبة من السياج الزائل شمال غزة وشرقها، بشن سلسلة غارات استهدفت مدرستيْن تابعتيْن لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" تقعان إلى الشمال من ملعب فلسطين بمدينة غزة.

وأجبر القصف العنيف المواطنين على مغادرة مدرسة المأمونية الابتدائية المشتركة (أ. ب) ومدرسة بنات المأمونية الإعدادية (أ. ب) للاجئات، في ساعة مبكرة فجر أمس، بعد قصفها بحزام ناري جوي أصاب المدرسة مباشرة ومحيطها أيضًا.

وكان مئات المواطنين نزحوا إلى المدرستيْن في إثر تصاعد تهديدات الاحتلال، وخشية من القصف الإسرائيلي العنيف الذي طال مناطق سكنية آمنة قريبة من السياج الزائل.

كما طال القصف الإسرائيلي عددا من البنايات والأبراج السكنية في محافظات قطاع غزة.

ورصد مراسل صحيفة "فلسطين" خروج النساء ومعهن أطفالهن من مدرستي وكالة الغوث، يركضن في الشوارع بحثًا عن مراكز إيواء أخرى تحميهم من قنابل الاحتلال المتساقطة.

"لكن لم يعد هناك مكان آمن في غزة" هكذا قال محمد سعيْد، الذي اضطر إلى مغادرة المدرسة التي تعرضت للقصف برفقة زوجته وأطفاله الثلاثة (ابنان وبنت) تتراوح أعمارهم بين 5- 10 أعوام.

ويسكن سعيْد حسبما أفاد لـ"فلسطين" عند الخط الشرقي بحي الشجاعية شرق مدينة غزة، لكن بعد الأحداث التي شهدتها مستوطنات الاحتلال ومواقعه العسكرية، قرر مغادرة منطقة سكنه بسبب قربها من السياج.

وتابع أنه كان قلقًا على أفراد عائلته من أن ينفذ جيش الاحتلال هجومًا انتقاميًا يستهدف المدنيين بعد فشله الكبير في مواجهة المقاومة، لكن الصدمة الأكبر بالنسبة لنا كانت قصف مراكز الإيواء ونحن بداخله.

وكانت زوجته تركض محاولة النجاة بأبنائها رغم الخوف الذي هيمن عليها وبدا واضحًا على معالمها.

وكانت مقاتلات جيش الاحتلال شنت سلسلة غارات استهدفت مناطق آمنة في مناطق متفرقة من القطاع الساحلي شملت شقق وأبراج سكنية ونالت أخيرًا من مراكز إيواء النازحين في انتهاك أثار ذهول المدنيين.

واغبر وجه عمار الخطيب وأفراد عائلته بسبب أعمدة الدخان الكثيفة التي تصاعدت بعد قصف مدرستي المأمونية ومحيطها وحجبت الرؤية في المنطقة.

كان الخطيب، في الثلاثينيات من عمره يسير بخطى سريعة وزوجته وأطفاله الأربعة محاولاً البحث عن مكان أكثر أمنًا.

وتساءل عندما تحدث إليه مراسل "فلسطين": ما الذنب الذي ارتكبناه نحن النازحين حتى تلاحقنا طائرات جيش الاحتلال وتقصفنا بهذا الجنون؟

وألقت المقاتلات الحربية الإسرائيلية 4 قنابل على مدرسة المأمونية الإعدادية وقنبلتيْن على نظيرتها الابتدائية على الأقل، إضافة إلى سلسلة قنابل أسقطتها المقاتلات عند الجهة الغربية للمدرستين.

وأحدثت القنابل حفرا كبيرة في ساحات المدرستين التي تستخدمها إدارتهما لاصطفاف الطلبة في الطابور اليومي، ولعقد النشاطات التعليمية والرياضية، وقد ألحقت القنابل جميعها دمارًا كبيرًا في المنطقة برمتها.

وعادة يلجأ المواطنون إلى مدارس وكالة "أونروا" الأممية في أي عدوان إسرائيلي يشنه جيش الاحتلال على غزة وخاصة السكان القريبين من السياج الزائل في المناطق الشمالية والشرقية للقطاع.

لكن في أحيان كثيرة لم يسلموا من نيران الطائرات الحربية التي تلاحقهم في مراكز الإيواء، كما حدث في مدرسة الفاخورة شمال قطاع غزة خلال العدوان على غزة عندما قصفتها الطائرات الإسرائيلية بقنابل الفسفور في حرب 2008، وكذلك استهداف وقصف المقر الإقليمي لوكالة الغوث في منطقة الجامعات بمدينة غزة.

وهو ما جعل عضو لجنة شؤون اللاجئين نصر أحمد يبدي استغرابه الشديد من قصف طائرات الاحتلال مدرستين اعتبرهما مواطنون ملاذًا آمنًا، ووصف استهدافهما بـ"الجريمة الإسرائيلية البشعة".

وبين أحمد في حديثه مع "فلسطين" أن آلاف المواطنين نزحوا إلى مدارس وكالة الغوث للنجاة بأرواحهم من القصف الإسرائيلي.

وعدَّ ملاحقة النازحين في مراكز الإيواء محاولة إسرائيلية لفرض نكبة جديدة على الشعب الفلسطيني ومحاولة لتشريدهم من غزة على غرار ما حصل في 1948 عندما هجرت "العصابات الصهيونية" مئات آلاف المواطنين الفلسطينيين بعد ارتكاب سلسلة جرائم وثقها التاريخ.

وأضاف: إن حماقات جيش الاحتلال وجرائمه وهمجيته وملاحقته للمدنيين، لن تدفعنا إلى ترك غزة أو حتى التفكير في ذلك، وهو من سيرحل عن أرض فلسطين.

وتابع: إن جيش الاحتلال وفي كل عدوان على غزة يستهدف مقرات ومراكز تابعة لوكالة الغوث الأممية، والتي يلجأ إليها مواطنون اعتقادًا بأنها أماكن آمنة، وهذه الجريمة يجب ألا تسكت عليها مؤسسة الأمم المتحدة ومعها المؤسسات والمنظمات الدولية.

وذكر مصدر من وكالة "أونروا" لـ"فلسطين" أن جيش الاحتلال استهدف على الأقل 3 مؤسسات تابعة لها بغزة في الساعات الـ24 الأولى للعدوان الإسرائيلي على غزة.

ولفت إلى أن لجنة شؤون اللاجئين تتفقد أحوال النازحين في مراكز الإيواء، وناشد ضرورة تقديم المساعدات لهم.