فلسطين أون لاين

ترامب يربط بين تحقيق التسوية ونقل السفارة الأمريكية إلى القدس

...
واشنطن / غزة - رنا الشرافي

قال الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، إنه يرفض نقل سفارة بلاده إلى مدينة القدس المحتلة "لإعطاء فرصة" لتقدّم عملية التسوية بين السلطة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي، وهي المرة الأولى التي يربط فيها ترامب بين هاتين المسألتين علنا.

وفي مقابلة أجراها معه حاكم ولاية أركنسو السابق، مايك هاكابي، في برنامج "هاكابي" على شبكة "تي.بي.إن"، أمس، أشار ترامب إلى أن إدارته تعمل على خطة لإحلال التسوية بين السلطة والاحتلال، وقال "أريد أن أعطي ذلك فرصة قبل حتى أن أفكر في نقل السفارة إلى القدس".

وأضاف "إذا أمكننا تحقيق السلام بين الفلسطينيين و(إسرائيل) فأعتقد أن ذلك سيؤدي إلى إحلال السلام في الشرق الأوسط في نهاية المطاف وهو الأمر الذي يجب أن يحدث".

وبسؤاله عما إذا كان قد وضع إطارا زمنيا لنقل السفارة، قال ترامب "سنقوم باتخاذ قرار في المستقبل غير البعيد".

وكان ترامب وقّع في حزيران/ يونيو الماضي أمرا مؤقتا لإبقاء السفارة الأميركية في (تل أبيب)، بينما كان قد تعهد خلال حملته الانتخابية بنقلها إلى القدس.

وبحسب صحيفة "هآرتس" العبرية، سيتعين على ترامب اتخاذ قرار بشأن هذه المسألة مرة أخرى في كانون أول/ ديسمبر القادم، عندما ينتهي الأمر الرئاسي الذي وقعه في حزيران/ يونيو الماضي.

مسألة وقت

ورأى المحلل السياسي عمر عساف أن تصريحات ترامب، والمبعوثين الأمريكيين للمنطقة، تشير إلى أن نقل السفارة الأمريكية للقدس المحتلة "خطوة حتمية، تنفيذها مسألة وقت ليس أكثر".

وذكر عساف لصحيفة "فلسطين" أن الرئيس ترامب ركز على موضوع نقل السفارة خلال حملته الانتخابية "وعلى ما يبدو أنه سيفي بوعده لـ(إسرائيل)".

وقال: "مستشارو ترامب عندما حضروا إلى الشرق الأوسط كشفوا ما الذي يريده بالضبط رئيس هذه الإدارة الأمريكية، وقد بدا جليا أن برنامجه السياسي لا يقوم على انسحاب شامل وإقامة دولة فلسطينية، وإنما يتحدث عن صفقة القرن والتي تعني سلاما إقليميا تكون ضحيته الحقوق الفلسطينية والشعب الفلسطيني".

و"صفقة" القرن مصطلح يشير إلى حل يرمي إلى "إنهاء" الصراع العربي الإسرائيلي لم تضح معالمه حتى اللحظة، فيما أشارت بعض التسريبات إلى سعي الولايات المتحدة لتقسيم الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ العام 1967م بحيث تضم مصر قطاع غزة إلى سيادتها، مقابل حصول الأردن على أجزاء من الضفة المحتلة، وضم باقي أجزاء الضفة لـ(إسرائيل) وهو ما كشفه الناشط البيئي الإسرائيلي "دانيال مورجانشتيرن" بصحيفة "هآرتس" بتاريخ 15 يوليو 2017، في مقال بعنوان "ليست واحدة ولا اثنتين بل ثلاثة".

وشدد المحلل الفلسطيني على أن توجهات الرئيس الأمريكي تجاه القضية، تدفعنا (الفلسطينيين) إلى تحقيق وحدة وطنية عنوانها تعزيز عناصر الصمود والتصدي للسياسات الأمريكية والإسرائيلية، والعمل على إحباط أي مشاريع تصفية تمس القضية الفلسطينية وفي طليعتها "صفقة القرن".

استئناف المفاوضات

من جهته، رأى المحلل السياسي كمال علاونة، أن التصريحات الأمريكية المتفاوتة تأتي في سياق محاولاتها استئناف مفاوضات التسوية، "وهي السبب الكامن خلف تصريح ترامب بشأن نقل السفارة".

وقال علاونة، لصحيفة "فلسطين": "تصريحات ترامب محاولة متجددة لتبني وجهة النظر الإسرائيلية، وبعث الأمل أمام الفلسطينيين في ظل عدم تعاطي السلطة مع مشاريع الإدارة الأمريكية التي أسقطت حل الدولتين".

وأضاف: "هذه التصريحات الإعلامية تهدف إلى إعادة المفاوضات بين الجانبين برعاية أمريكية رغم الانحياز الأمريكي الكامل للاحتلال الإسرائيلي".

وأشار علاونة إلى رفض السلطة للتساوق مع الفكرة الأمريكية بسلطة ذات حكم ذاتي، عازيا ذلك لمحاولات إدارة ترامب إلى الخروج بتسوية جديدة تحت مسمى "صفقة لقرن" والتي لا تلبي أدنى سقف للطموحات الفلسطينية.

وتسعى الإدارة الأمريكية إلى إعادة إحياء عملية التسوية المتوقفة بين الاحتلال والسلطة الفلسطينية منذ شهر أبريل/ نيسان 2014 بعد رفض الاحتلال وقف الاستيطان والإفراج عن معتقلين قدامى.