فلسطين أون لاين

الهدم القسري يعمق معاناة عائلة العبيدي في بيت حنينا

...
مقدسي يهدم منزله بأمر من سلطات الاحتلال الإسرائيلي- أرشيف
القدس المحتلة-غزة/ نور الدين صالح:

منذ 20 يومًا تعيش عائلة العبيدي في بيت حنينا، شمال القدس المحتلة، في حالة من القلق والخوف المستمرين، إذ يواجه أفرادها التشرد والتهجير القسري، بعد تلقيها إخطارًا بهدم منزل يضم شقتين سكنيتين تمتلكهما.

في مواجهة هذا القرار الجائر وجد محمد العبيدي، صاحب المنزل، نفسه مضطرًا للبحث عن مسكن بديل لعائلته وعائلة أخيه سليمان، الذي يقضي حكمًا بالسجن مدى الحياة في سجون الاحتلال.

طيلة الأيام الماضية كان الضغط شديدًا على عائلة العبيدي، التي لجأت في النهاية إلى هدم منزلها بنفسها، في خطوة أخيرة لتجنب الغرامات الباهظة التي تفرضها بلدية الاحتلال إذا تولت عناصرها مهمة عملية الهدم.

مع شروق شمس يوم أول من أمس، بدأت آلة الهدم "الباقر" في هدم الشقتين السكنيتين، اللتين تبلغ مساحة كل منهما 120 مترًا مربعًا، وبها حوالي 20 فردًا.

اقرأ أيضاً: المقدسي حامد يدفع ضريبة الإطلالة على الأقصى بمعول الهدم القسري

سقط حجر تلو حجر، وانهار المنزل، وهو ملاذ للعائلة منذ عام 1997، وتحول إلى كومة من الأنقاض تبعث على الحزن.

ومع سقوط كل حجر، كانت دقات قلب محمد العبيدي تتسارع، فقد دمّر الاحتلال "شقاء عُمره" كما يقول "بكر" لصحيفة "فلسطين".

ويضيف: "إن حالة من الحزن عمّت أفراد العائلة لكونهم فقدوا منزلهم، واضطروا لاستئجار منزل في منطقة كفر عقب".

كانت ذريعة الاحتلال لهذا الهدم، كما ادعى، هي "عدم وجود ترخيص"، رغم نضال العائلة لسنوات ضد الضرائب الثقيلة التي فُرضت عليها، كل ذلك دون جدوى ضد هذا القرار الجائر.

على الرغم من جهودها اليائسة، استعانت العائلة بمحامٍ للطعن في الهدم في محاكم الاحتلال، لكنها لم تتمكن من الحصول إلا على تأجيل لمدة عام واحد. وفي الوقت نفسه، هددت بلدية الاحتلال العائلة بغرامات كبيرة في حال فشلها في التزام الجدول الزمني المحدد للهدم.

وتتفاقم محنة عائلة العبيدي بسبب فراقها لسليمان، المعتقل خلف قضبان الظلم الإسرائيلي. والآن، إضافة إلى معاناتها، تواجه النزوح القسري إلى منطقة جديدة، حيث أُجبرت على استئجار منزل في كفر عقب.

وتعكس قصة عائلة العبيدي المعاناة القاسية التي يواجهها العديد من المقدسيين، الذين يجدون أنفسهم مضطرين إلى هدم منازلهم بأيديهم بسبب الضغوط القضائية والمالية التي تفرضها عليهم بلدية الاحتلال.