إن تصاعد العدوان الصهيوني على المسجد الأقصى، ومحاولات نزع الهوية الإسلامية وفرض طابع يهودي عليه خطر حقيقي يجعل من الضرورات الملحة تحقيق المزيد من ردع الاحتلال محلياً من خلال الفعل المقاوم المستمر والمتصاعد، وإعادة هيكلة نهج التعامل مع الإرهاب الصهيوني عربياً وإسلامياً، وقد لا نكون بعيدين عن معركة سيف القدس 2 في ظل ما كشف من صورة الإرهاب الصهيوني، ودعوات جماعات الهيكل اليهودية المتطرفة لصلاة موسيقية ودعاء لتطهير المسجد الأقصى من المسلمين في الثاني من أكتوبر بقيادة حاخام مدرسة جبل الهيكل الدينية الإرهابي (إليشا وولفسون)، بدعم من الحكومة الصهيونية وأحزاب يمينية تهدف إلى تدمير المسجد الأقصى والسعي لبناء هيكلهم المزعوم مكانه. وفي هذا الوقت الحرج يستمر قطار التطبيع الخبيث بين عدد من الأنظمة العربية والإسلامية الذي يشكل غطاء لجرائم الاحتلال بحق مقدساتنا عامة، والمسجد الأقصى خاصة.
بوسعنا أن نكون متيقنين من شيء واحد هو أن المسجد الأقصى خط أحمر بالنسبة للمقاومة التي تمتلك تحالفات قوية مع محور المقاومة وتحمل في جوهرها بشائر حقيقية من نواحٍ عدة في الساحات والجبهات، فمنذ معركة سيف القدس والفصائل مستمرة في مراكمة القوة وأصابعها على الزناد، وما يحدث اليوم من اقتحامات المئات من المستوطنين بحماية قوات الاحتلال والعدوان المستمر على المقبرة الإسلامية بالقدس وحفر عشرات الأنفاق أسفل المسجد الأقصى يؤكد إلى أبعد الحدود طبع الصهاينة المظلم، وأنهم مدمنون على الإجرام في إرهاب مؤسساتي وديني بدعم من الإمبريالية العالمية الداعمة لجرائمهم التي لم تشكل رادعاً في وجه الإرهاب العميق الممارس ضد الشعب الفلسطيني ومقدساته، في ازدواجية معايير مروعة ورهيبة من المجتمع الغربي الذي يتغنى بحقوق الإنسان.
اقرأ أيضًا: الحرب على الثوابت في ذكرى انتفاضة الأقصى
اقرأ أيضًا: خطورة "الأعياد اليهودية" على القدس والأقصى
إن المقاومة وعلى رأسها كتائب القسام بستار كثيف من السرية تعمل على نحو وثيق في كفاح هائل تخوضه في ظل تطورات متسارعة من أجل إحداث تغيير حقيقي في مواجهة الاحتلال دفاعًا عن المسجد الأقصى من خلال تقويض قوة وهيبة الجيش الصهيوني وكسر هيبته في معارك وجولات عدة في جنين ونابلس والخليل وغزة، والعمل المشترك بشكل وثيق مع قوى المقاومة يؤكد أن المقاومة تبدع في استخدام ابتكارات تكتيكية وتقنية ستجعل تكلفة بقاء الاحتلال غاليةً جدًا وغير محتملة أمام إبداع المقاومة.
إن الشعب الفلسطيني يتبنى خيار المقاومة، ويمثل امتدادًا لها في كل بقعة جغرافية، وهذه المسألة الجوهرية تجعل الواقع الثوري للمقاومة في مواجهة إرهاب الاحتلال ومستوطنيه ومحاولات التهويد المستمرة في الضفة والقدس تضاعف فاعلية المقاومة على الأرض، وتزيد النقاط الساخنة، وصولًا لمعركة التحرير، في ديناميكية تستعمل فيها تقنيات أفضل وأساليب أكثر ملاءمةً، ونستذكر هنا تصاعد التصنيع في الضفة الغربية وصناعة العبوات والصواريخ التي باتت تؤرق الاحتلال وتستنزف منظومته الأمنية وتجعله في حالة انهيار أمني، وتدفع به نحو الهاوية، فالمقاومة من خلال العمليات الفردية وصلت لمرونة لا يستطيع العدو مجاراتها فيه. قد يكون ثمن التحرير مرتفعًا، لكن الإرادة والصمود لدى شعبنا يمثلان رافعة حقيقية للمقاومة، وصولاً للغاية النهائية بكنس الاحتلال. نحن اليوم نرى حالة الرعب الحقيقية التي يعيشها المجتمع الصهيوني، التي وصلت لنفوس الجنود، وجعلتهم يعيشون توترًا ورعبًا وسط منظومة ردع متهالكة، وتفكك للجبهة الداخلية الصهيونية.