الصراع بيننا وبين الاحتلال الإسرائيلي صراع ديني وعقائدي، وهذه حقيقة دامغة وليست وجهة نظر شخصية، وإن كان الدين والعقيدة الباطلة لدى الصهيونية العالمية مجرد ذريعة لاحتلال أرضنا وجلب اليهود إليها فإن الدين و العقيدة لدى المسلمين والفلسطينيين هي من تحرك الشعوب الإسلامية والعربية للدفاع عن فلسطين ومقدساتها.
اليهود احتلوا فلسطين تحت شعارات دينية وإن كانت مجرد أكاذيب، زعموا أن فلسطين أرض آبائهم وأجدادهم وأنها أرض الميعاد، ولذلك لا يجوز أن يخرج من بيننا وخاصة من قادة منظمة التحرير من يحذر من تحويل الصراع بيننا وبين اليهود إلى صراع ديني أو حرب دينية، وكأن ما يحدث منذ بداية احتلال فلسطين صراع سياسي أو جغرافي، تلك التحذيرات تحمل في طياتها الكثير من الغباء والجهل أو أن القصد منها حرف البوصلة وتشويه الحقيقة وتمييع القضية الفلسطينية.
أمس الجمعة توعدت منظمة "جبل الهيكل " بأنها تخطط هذا العام لكسر كل أرقام الاقتحامات السابقة في موسم ما يسمى "عيد العرش" ، مؤكدة أنها ستوفر المواصلات المجانية من كل المناطق لتحقيق ذلك، كما ستوفر الضيافة للمقتحمين والتدريب المجاني على أداء الطقوس، ودعت جمهورها للتبرع لتحقيق أكبر عدد من الاقتحامات هذا العام.
اقرأ أيضًا: مدينة القدس بين إصرار الاحتلال وتلكؤ الأمة
اقرأ أيضًا: جولة جديدة من الصراع
هذه المنظمة وغيرها من المنظمات الإرهابية المتطرفة تعجل في كسر الكيان الاسرائيلي لانها تظهر حقيقة أطماع اليهود في فلسطين وتظهر عمق حقدهم على الفلسطينيين وعامة العرب والمسلمين، وما يشجعهم على الاستمرار في استباحة المقدسات هو الاستقبال الحافل الذي يحظى به قادتهم في بعض العواصم العربية التي تتآمر على الشعب الفلسطيني وقضيته وكذلك بسبب عمليات التطبيع التي تسير على قدم وساق وتسكت عنها منظمة التحرير الفلسطينية التي تدعي أنها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، وهنا نسأل: كيف لمن يمثل الشعب ولديه القوة لصد الاعتداءات على القدس ولا يفعل، كيف له أن يبارك عملية تطبيع مقابل فتات أو وعود كاذبة، من يمثل الشعب عليه ان يحميه ولا يكتفي بالتحذير من تحول الصراع بيننا وبين المحتل الى صراع ديني وغيره من التصريحات التي لا تسمن ولا تغني من جوع.
ختاما نذكر بقوله تعالى: "ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين"، لذلك نحن لا نخشى من مخططات الاحتلال التي يحاولون إخافتنا بها، لم نعد نؤمن بأن ما يحدث اليوم خططوا له منذ مئة عام، هذه السخافات عفى عليها الزمن، وقطعان المستوطنين التي تعيث فسادًا في القدس ستدخل إلى جحورها مع أول صفارة إنذار، الكيان يصارع الموت بتفتت صفه الداخلي وبوحدة المقاومة الفلسطينية والتي نشاهدها تفتح جبهة مع الاحتلال في مدن وقرى ومخيمات الضفة الغربية، وكذلك على حدود قطاع غزة والتي أجبرت الاحتلال أن يعود إلى رشده والقادم أشد على الاحتلال ومن سانده ودعمه ممن يحسبون على العرب والمسلمين.