فلسطين أون لاين

بهدف إفشال المجالس المنتخبة في جامعات الضفة

تقرير اعتقال أعضاء مجلس طلبة بيرزيت.. استكمال لمسلسل القمع والتنسيق الأمني

...
جيش الاحتلال يقتحم حرم جامعة بيرزيت ليلاً
رام الله-غزة/ يحيى اليعقوبي:

لم يسلم أعضاء مجلس طلبة جامعة بيرزيت من سياسة "الباب الدوار" منذ فوز الكتلة الإسلامية بأغلبية مقاعده في الانتخابات الطلابية التي أُجريت في مايو/ أيار الماضي.

ونفذت أجهزة السلطة حملة اعتقالات واسعة ضد كوادر الكتلة الإسلامية بعد الفوز الكبير الذي حققته، استكمالًا للتضييق الممنهج على عملها الطلابي  في جامعات الضفة الغربية.

ودفع هذا التضييق أعضاء وكوادر الكتلة الإسلامية للاحتماء بجامعتهم؛ لضمان القيام بمهامهم تجاه الطلاب والطالبات، ليتفاجأوا فجر الأحد باقتحام قوة عسكرية إسرائيلية للجامعة ومحاصرتها من الخارج. 

واعتقلت قوات الاحتلال رئيس مجلس الطلبة عبد المجيد حسن، وسكرتير لجنة التخصصات الطالب عبد الله نجم، وزملاءه في المجلس أحمد عويضات سكرتير اللجنة الرياضية، ومنسق الكتلة عمر خليل، وكوادرها يحيى فرح، حسن علوان، محمود نخلة.

تكسير المحتويات

وأفاد عضو المؤتمر العام بمجلس الجامعة باسل البرغوثي، بتسلل قوات الاحتلال من أحد مداخل الجامعة والوصول إلى مقر مجلس الطلبة حيث يتواجد الطلبة الذين احتموا بالجامعة "خوفًا من اعتقالهم السياسي في سجون السلطة"، وكسروا محتويات المقر وعاثوا فيه خراًبا.

وأشار البرغوثي في حديثه لـ"فلسطين" إلى أن أجهزة أمن السلطة لاحقت عددًا من الطلاب الذين احتموا بالجامعة، فاعتقلت رئيس المجلس عبد المجيد حسن وأفرجت عنه لاحقًا ثم داهمت منزل عائلته، ولاحقت منسق الكتلة عمر خليل، وأوصلت رسائل تهديد للبقية مما دفعهم للجوء للجامعة.

اقرأ أيضاً: محكمة الاحتلال تمدّد اعتقال ثلاثة طلاب من الكتلة الإسلامية بجامعة بيرزيت

وعبَّر عن غضبه من اقتحام الاحتلال حرم الجامعة بالتزامن مع بدء الفصل الدراسي الجديد، لافتًا إلى أن حالة من الذعر سادت بين صفوف الطلبة خلال الاقتحام العسكري.

وأكد البرغوثي أن استهداف الكتلة الإسلامية يهدف لإفشال أنشطتها المميزة وعملها النقابي ونشاطها الوطني في ظل الظروف المتصاعدة بالضفة الغربية المحتلة، مؤكدًا أن هذه الاعتقالات لا تزيدها إلا صلابة وقوة.

نجاحات غير مسبوقة

وذكر ماجد حسن والد عبد المجيد أن هذه الاعتداءات ليست جديدة بل إنها تأتي بعد فوز الكتلة الإسلامية بانتخابات مجلس الطلبة.

وأوضح ماجد في حديثه لصحيفة "فلسطين" أن الاحتلال لا يريد للكتلة الإسلامية أن تقوم ببرامج وأنشطة طلابية، وخاصة أنها نفذت أنشطة غير مسبوقة بتاريخ الجامعة خلال الفصل الدراسي الصيفي.

وعدَّ افتراءات الاحتلال بوجود خلايا مقاومة داخل الجامعة "باطلة وملفقة"، واستدلَّ بأن قوات الاحتلال لم تجد في مقر مجلس الطلبة سوى رايات وقرطاسية.

ورأي أن تبريرات الاحتلال الإعلامية لاعتقال طلبة جامعة بيرزيت؛ لتفاديه ردود الفعل الدولية إزاء اقتحام قواته العسكرية لصرح علمي كبير.

وأشار إلى أن نجله عبد المجيد أفرج عنه من سجون الاحتلال قبل شهرين وذلك بعد اعتقال سياسي على خلفية ترأسه مجلس الطلبة، لافتًا إلى أن المجلس استطاع حل مشاكل إدارية ومالية عديدة للطلبة، ووفر أكثر من 100 (مروحة هوائية) للفصول الدراسية، و20 مكيفًا للقاعات الأكاديمية فضلًا عن الخدمات اليومية من فتح شعب للطلبة وتقديم خدمات أخرى.

ونبه إلى أن نجله اجتمع مع نائب رئيس الجامعة للشؤون الإدارية قبل أيام واتفقا على تنفيذ مشاريع داخل الجامعة كتعشيب الحدائق، وبفضل تلك الجهود التي قادها لم يكن هناك أي إشكالية مالية بموضوع تقسيط الرسوم.

وقال: إن العديد من القضايا تمت تسويتها بين مجلس طلبة بيرزيت وإدارة الجامعة "وهذا ما لم يرُق للاحتلال ولأمن السلطة".

وأكد ماجد أن لجوء نجله وزملائه للاحتماء داخل الجامعة "حالة اضطرارية"؛ خشية الملاحقة من أجهزة السلطة والاحتلال "وهو الأمر الذي حدث فعلًا".

هجمة شرسة

ورأى الكاتب والمحلل السياسي محمد القيق أن الاقتحام الإسرائيلي لحرم جامعة بيرزيت هدفه التغطية على الفشل الاستخباري في ملاحقة المقاومين بالضفة الغربية، ونشر افتراءات أن هناك خلايا مقاومة داخل الجامعة.

وعدَّ القيق في حديثه لصحيفة "فلسطين" أن اقتحام الجامعة دلالة أن الاعتقال السياسي مكمل للاعتقال الإسرائيلي، الأمر الذي يثبت أن "هناك مخططًا لضرب البنى التحتية للهيئات والمجالس المنتخبة" في جامعات الضفة.

ولفت إلى أن الاحتلال بداية كل فصل دراسي يقوم بحملة اعتقالات للطلاب بهدف إرباك العمل النقابي وبث الخوف في الحركة الطلابية المساندة للحالة النضالية الفلسطينية.

واعتقد أن اعتقال كوادر الكتلة يأتي ضمن مخطط استهدافها وأنشطتها في جامعات الضفة، وأحد مخرجات قمتي "العقبة" و"شرم الشيخ" اللتين عززتا التنسيق الأمني بين أجهزة الاحتلال والسلطة معًا.

واستغرب القيق تناقض السلطة التي استنكرت اقتحام الاحتلال للجامعة، وفي الوقت نفسه تشن هجمة شرسة على طلاب الكتلة الإسلامية في جامعتي بيرزيت والنجاح الوطنية. 

يذكر أن الكتلة الإسلامية حققت فوزًا آخر في انتخابات مجلس الطلبة بجامعة النجاح الوطنية بمدينة نابلس والتي أجريت في مايو/ أيار الماضي.