نتنياهو يعرض أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة خريطة تحكي التطبيع الحادث مع أنظمة الدول العربية، وفيها تظهر الدول المطبعة باللون الأخضر، وتضم مصر والسودان والإمارات والبحرين والسعودية والأردن، ودولة الاحتلال، مع أن السعودية لا تزال خارج التطبيع.
نتنياهو قارن بفخر بين خريطة هذه البلاد عام ١٩٤٨م وخريطة البلاد عام ٢٠٢٣م، وهي مقارنة أراد بها إبراز دور دولته في تحقيق السلام، وتحقيق الرفاهية لشعوب المنطقة. نتنياهو أرجع هذا الإنجاز إلى سياسة دولته، وإلى جهود البيت الأبيض، وقد لاحظ المهتمون أن الخريطة لا تشير من قريب ولا بعيد لأراضي السلطة الفلسطينية بحسب اتفاقية أوسلو.
شطب فلسطين، أو قل أرض السلطة الفلسطينية، ليس أمرًا اعتباطيًا، بل هو جزء من إستراتيجية نتنياهو القائلة إنه لا دولة بين البحر والنهر غير دولة (إسرائيل)، وأراضي السلطة هي جزء من أرض (إسرائيل) يقيم عليها فلسطينيون يتمتعون بسلطة حكم ذاتي تحت رعاية دولة (إسرائيل)، وليس للسلطة سيادة أو استقلال، وإن التطبيع يتم على هذا الأساس الواضح، وإن السعودية ستلحق بهذا مع إجراءات ترضية للسلطة لا تتعلق بالأرض أو بالسيادة أو بالدولة.
اقرأ أيضًا: قلنا وقالوا والحقوق لا تُسترد بالكلام
اقرأ أيضًا: هل تملك الجهود العربية فرصًا للنجاح؟!
نحن لا نعلم متى يكون التطبيع مع المملكة، أهو بعد شهر أم بعد سنة، وأهل الترجيح يقولون قبيل بدء الانتخابات الأميركية، وجلّ المحللين والمسؤولين الإسرائيليين يغرقون وسائل الإعلام بأخبار متفائلة وتقدم ملموس في هذا الملف، وقرب موعد التوقيع، وقد صدرت أيضًا إشارات سعودية تتحدث عن التقدم في هذا الملف.
إن توقيع المملكة على اتفاق تطبيع يعني إسرائيليًا أن هناك ست دول عربية أو سبعًا ستوافق على التطبيع وتلحق بالمملكة، وهذا يعني أيضًا فتح الطريق لـ(إسرائيل) في البلاد الإسلامية، مثل إندونيسيا وباكستان وماليزيا، وبهذا يتحقق العلو الإسرائيلي بشكل غير مسبوق في التاريخ، ويعني تراجع القضية الفلسطينية، وحقوق الشعب الفلسطيني بشكل غير مسبوق أيضًا، وأن الدولة الفلسطينية لم تعد شرطًا عربيًا، وهذا يفسر لماذا ترفض أمريكا ودول الغرب منح فلسطين عضوية دولة كاملة العضوية في الأمم المتحدة.
ويبقى السؤال: ما تأثير هذا في الكفاح الفلسطيني؟ وماذا ستفعل السلطة؟ وهل ما زالت فلسطين هي مفتاح السلام؟!