فلسطين أون لاين

تخوفات إسرائيلية من شعور فائض الثقة لدى "الأعداء"

في حين يحيي الإسرائيليون الذكرى السنوية الخمسين لحرب أكتوبر 1973، ومشاركة الجيشين المصري والسوري فيها، فإن قادتهم يتناولون هذه المناسبة مع الأزمة التي يحياها جيشهم، وسط دعوات لمزيد من الاستعداد لصراع واسع النطاق مع خسائر وإصابات تكون الجبهة الداخلية في ذروتها، ما يستدعي عدم تقليل قدرات القوى المعادية المحيطة بهم.

قائد جيش الاحتلال هيرتسي هاليفي لم يتردد في التصريح بضرورة أن "تكون الدولة أكثر استعداداً من أي وقت مضى لصراع عسكري واسع ومتعدد الأوجه، إذ ستتضمن المواجهة اتصالًا وثيقًا واحتكاكًا شديدًا مع العدو، وتوقع خسائر بشرية، تكون الجبهة الداخلية في عمقها، محذرًا أن أعداءنا قد يميلون لتحقيق تهديدهم متعدد الأوجه ضدنا".

ليست هناك شكوك كثيرة بأن هناك خوف جدّي في أوساط الجيش من حرب متعددة الساحات، تشمل العديد من الأذرع في المنطقة، وهذا التخوف قد يتحوّل إلى تهديد خطير للغاية، يتطلب الاهتمام من جانب دوائر الاحتلال الأمنية والعسكرية والسياسية، تحسباً لاحتمال التصعيد في عدة ساحات جغرافية، وفي وقت واحد، لأنه لا توجد طريقة أخرى لتفسير الرسائل التي ينقلها كبار قادة إلا هذا الاحتمال، خاصة بعد تهديدات هاليفي وقبله رئيس الموساد ديفيد بارنياع، ووزير الحرب يوآف غالانت.

إقرا أيضا: عاصفة إسرائيلية عقب تسليح جديد للسلطة الفلسطينية

ليست المرة الأولى التي يتخوف فيها الاحتلال من تعرض الجبهة الداخلية لواقع لم تشهده من قبل في حال اندلاع حرب شاملة، ولعل التهديد الأكثر تجسّدًا يكمن في الجبهة الشمالية أمام إيران وحزب الله وسوريا، وبدرجة أقل حدة أمام الجبهة الجنوبية، وفي هذه الحالة سيكون الاحتلال أمام مواجهة مختلفة عن سابقاتها، تتطلب منه الاستعداد لها، رغم القوة التي يتمتع بها من النواحي: العسكرية، الاقتصادية، التكنولوجية، والاستخبارية، لكنها رغم كل ذلك تبدو حساسة من أي مواجهة عسكرية قد تندلع، وتتطور لحرب شاملة.

مع العلم أن التهديدات الإسرائيلية الأخيرة تحمل بين طيّاتها العديد من التحذيرات الجديدة حول نوايا الجهات المعادية للاحتلال لتنفيذ هجمات ضد أهدافه حول العالم، تزامنًا مع ما كتب عشرات المرات في الأشهر الأخيرة من جرأتها المتزايدة لعدة أسباب، بدءًا بالانسحاب الأميركي من الشرق الأوسط، مرورًا بتصدّع الاحتلال الداخلي، وآخرها مزاعم غالانت عن إنشاء إيران في جنوب لبنان لمطار مخصص لأغراض معادية.

الخلاصة أن الاحتلال يعتقد أن استمرار الصراع الداخلي بين تياراته المتشددة، يتسرّب للجيش وباقي الأجهزة الأمنية الأخرى، ما سيجعله مضطرًا لأن يدفع الثمن، والمؤسسة الأمنية لا تتحمله، وبالتالي فإن "العدو" الذي يستمع بعناية لكبار مسؤولي المؤسسة قد يكتسب مزيدًا من الثقة بالنفس، ما سيدفعه لاستغلال ما يعدها فترة تفكّك لدى الاحتلال، للانقضاض عليه.