سياسة أميركا والغرب في إدارة المعركة مع روسيا في أوكرانيا تقوم على قاعدة الاستنزاف وإطالة مدة الحرب، والهدف استنزاف روسيا (عسكريًا واقتصاديًا وماليًا)، فضلًا عن التشويش على صورتها دولة عظمى، وأنه لا يمكنها منافسة أميركا ودول الغرب.
ثمة فرص سياسية للتفاوض على وقف القتال في أوكرانيا، والتفاوض على حلول وسط ترضي طرفي القتال المباشرين: روسيا وأوكرانيا، وثمة رغبة شعبية في روسيا وأوكرانيا لوقف القتال والذهاب لطاولة المفاوضات، ولكن أميركا ودول الناتو يقفزون عن هذه الفرص، لأن إستراتيجيتهم تقوم على استنزاف روسيا وإذلالها.
اقرأ أيضًا: انتقال تدريجي للسياسة الإسرائيلية تجاه حرب أوكرانيا
اقرأ أيضًا: حرب أوكرانيا جددت مخاوف الاحتلال من تراجع القوة الأمريكية
هذه الإستراتيجية تمنع التفاوض، وتمنع روسيا من تحقيق نصر يمنحها الإعلان عن وقف إطلاق النار من جانب واحد. الغرب الذي دعم أوكرانيا بشرط عدم مهاجمة مواقع داخل الأراضي الروسية في أيام الحرب الأولى يبدو أنه رفع هذا الشرط عن أوكرانيا، إذ هاجمت مسيرات أوكرانيا من أسلحة الغرب مواقع ومطارات داخل الأراضي الروسية.
هذه الهجمات تستهدف إهانة روسيا، لا تدمير قوتها العسكرية، أو إجبارها على المفاوضات. لم تعد سياسة أميركا والغرب خافية على روسيا، وكذا لم تعد سياسة روسيا وأهدافها خافية على أميركا ودول الناتو. بل يمكن القول إن الصراع بينهم يجري على مياه بيضاء، كل ما في الأعماق يرى من على السطح، لذا لا أتوقع نهاية قريبة للحرب، ولا أتوقع انتصار طرف على آخر.