فلسطين أون لاين

عبد الناصر نوفل.. لم يتأخر عن تلبية نداء الوطن ونصرة الأسرى

...
عبد الناصر نوفل.. لم يتأخر عن تلبية نداء الوطن ونصرة الأسرى
غزة/ أدهم الشريف:

بكلمات ممزوجة بالفخر تحدث العميد رامي نوفل عن نجله عبد الناصر الذي استشهد شرق غزة في أثناء فعاليات الإسناد للأسرى الفلسطينيين، إذ وصفه قائد الشرطة البحرية بغزة أنه "مشارك أساسي في الفعاليات المناوئة للاحتلال".

في مساء أول من أمس، شهدت منطقة شرق غزة وتحديدًا مخيم ملكة فعاليات مقاومة شعبية ضد انتهاكات الاحتلال بحق الأسرى الفلسطينيين، وتنديدًا باستمرار الحصار الإسرائيلي لغزة.

وشارك عدد كبير من المواطنين الثائرين في هذه الفعاليات حيث تجمهروا على مقربة من السياج الأمني الفاصل بين غزة وأراضي الداخل المحتل منذ نكبة عام 1948.

ويعكس هذا المشهد المتكرر الجرأة التي يتمتع بها هؤلاء بالرغم من الأسلحة الفتاكة في أيادي جنود الاحتلال وقناصته المنتشرة على طول السياج في ثكنات عسكرية محصنة يتحداها شبان بصدورهم العارية.

وكان عبد الناصر البالغ من العمر (18 عامًا) من سكان مخيم النصيرات بالمحافظة الوسطى للقطاع، أحد المشاركين الدائمين في المسيرات والفعاليات شرق غزة.

يقول العميد رامي نوفل لـ"فلسطين": إن عبد الناصر لم يتأخر عن المشاركة في الفعاليات ومواجهة الاحتلال سواء في المنطقة الشرقية لمخيم البريج، حيث توجد هناك نقطة تماس مع قوات الاحتلال، أو في منطقة ملكة.

وكان هذا الشاب قد قطع مع مجموعة من أقرانه عدة كيلومترات قادمًا من مخيم النصيرات حتى يصل إلى منطقة ملكة.

وأضاف الوالد: كان يتنقل بين مخيمات العودة شرق غزة مع أصدقائه وأقربائه من أبناء جيله، ولا يتأخر عن تلبية نداء الوطن.

لكن عبد الناصر هذه المرة تعرض لحادث لم يكن بالحسبان نتيجة انفجار عرضي أصاب مجموعة من الشبان عند السياج الأمني.

وأصيب عبد الناصر بجروح بالغة في أنحاء مختلفة من جسده، ما استدعى نقله إلى مستشفى الشفاء.

وبحسب الوالد، فقد وصل مستشفى الشفاء مصابًا ومكث ساعات في غرف العمليات حيث حاول الأطباء إنقاذ حياته لكن دون جدوى، فقد فارقت الروح جسده، وأعلن عن استشهاده لينضم إلى قافلة شهداء معركة الأسرى، الذين وصل عددهم إلى 5 شهداء من جراء الانفجار.

حزن كبير

وهيمن حزن كبير على والدَي الشهيد وعائلة نوفل عمومًا وهي معروفة بمواقفها الوطنية المناهضة للاحتلال وانتهاكاته.

وأضاف العميد رامي نوفل: "هذه هي حياتنا، نودع أبناءنا بفخر واعتزاز".

وكان عبد الناصر قد أنهى دراسة الثانوية العامة الفرع الأدبي، وخطط ذووه لإلحاقه بالدراسة الجامعية لكنه بالرغم من ذلك لم يتردد في الذهاب إلى نقاط التماس مع قوات الاحتلال شرق غزة.

وقد ترك غيابه حزنًا كبيرًا أيضًا بين شقيقتَيه وأشقائه الأربعة، ويبلغ أكبرهم 23 عامًا وأصغرهم 10 أعوام.

وعبد الناصر من أصغر شهداء معركة الأسرى الذين ارتقوا في فعاليات نصرة الأسرى الذين يتعرضون لسلسلة واسعة من الانتهاكات في سجون الاحتلال.

وتداول ناشطون على حساباتهم في مواقع التواصل الاجتماعي صور الشهيد نوفل، والشهداء الأربعة الذين ارتقوا في الانفجار، ونعوهم بحزن شديد.

 

اقرأ المزيد: ​​​​​​تقرير| براء الزرد.. تمناه والده "عريسًا" فزفَّه شهيدًا

وقد ظهر عبد الناصر في فيديو قصير وهو يسير بمحاذاة السياج الفاصل قبل وقت قصير من استشهاده، وقد ضرب بيديه نافذة حديدية في جدار إسمنتي مسلح تتخذه قناصة الاحتلال لاستهداف الشبان بأسلحة قناصة وأخرى رشاشة.

وشيعت جماهير غفيرة الشهيدين عبد الناصر نوفل ورائد رمضان في مخيم النصيرات، وسط حالة من الحزن هيمنت على المشيعين ومطالبات بتصعيد المقاومة ضد الاحتلال نصرة للأسرى.

المصدر / فلسطين أون لاين