فلسطين أون لاين

الأعياد اليهودية وموسم التصعيد

زعمت قناة عبرية قبل أيام أن دولة الاحتلال بعثت عبر وسطاء برسالة تحذيرية إلى حركة المقاومة الإسلامية حماس بأنه إذا حدثت عمليات إطلاق نار في الضفة أو إطلاق صواريخ من غزة خلال الأعياد اليهودية فسيتم الرد عليها بقسوة. حماس من جانبها أكدت أن الوسطاء لا ينقلون رسائل التحذير أو التهديد الإسرائيلية، وأن الخبر عارٍ عن الصحة.

الوسطاء لا ينقلون الرسائل إلى حماس، ولكن نشر مثل هذا الخبر الكاذب في الإعلام الإسرائيلي هو رسالة بحد ذاتها، وإن لم تكن تخيف حماس وغيرها من فصائل المقاومة. الكيان الإسرائيلي  متخوف جدًا من التصعيد المحتمل خلال الأعياد الإسرائيلية القادمة، ولذلك تناقش المنظومة الأمنية الإسرائيلية حسب القناة الـ13 العبرية كيفية الاستعداد للأعياد منعًا لانفجار الأوضاع، وبحسب مصادر عبرية قد يقوم بنيامين نتنياهو بإلغاء إجراءات من يسمى وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير بشأن زيارات الأسرى الفلسطينيين بهدف منع التصعيد خلال فترة الأعياد، حيث تتوقع المنظومة الأمنية أن يؤدي المساس بحقوق الأسرى وذويهم إلى لجوء المقاومة الفلسطينية إلى التصعيد على أكثر من جبهة، بما في ذلك عمليات مقاومة في الضفة الغربية وإطلاق صواريخ من قطاع غزة.

اقرأ أيضًا: أعيادهم تؤجج النار في الأقصى

اقرأ أيضًا: عــدوان الفصح عبـور هـلاك الصهيونية

 من الملاحظ أن "إسرائيل" ترسل رسائل تهديد لا قيمة لها للمقاومة، وتحاول اتخاذ إجراءات عملية لمنع بعض أسباب التصعيد، وذلك بلجم "بن غفير" و"سموترتيش"، ولكن إلغاء قرارات "بن غفير" المتعلقة بالأسرى لن تكون كافية لمنع التصعيد الفلسطيني أو نشوب حرب جديدة، حيث إن الانتهاكات الإسرائيلية تخطت كل الحدود، سواء فيما يخص الأسرى الفلسطينيين أو المقدسات الإسلامية أو جرائم المستوطنين بحق الفلسطينيين وأراضيهم ومخططات الاستيطان غير المسبوقة، فكل هذه كفيلة بإشعال حرب تشترك فيها الضفة وغزة وجبهات أخرى ضد الاحتلال الإسرائيلي، وفترة الأعياد الاسرائيلية تتضاعف الاستفزازات الإسرائيلية، وتكون الظروف مهيأة أكثر للانفجار.

"إسرائيل" لا يهمها فقط أن تحظى بالهدوء والأمن في فترة الأعياد اليهودية كما تدعي، بل هي تقاتل بكل شدة لفرضه كل الوقت، ولكنها عاجزة تماما عن تحقيق هدفها؛ لأن قبضتها باتت ضعيفة في الضفة الغربية، وتزداد ضعفا أمام المقاومة التي تزداد قوتها وبأسها وانتشارها في مختلف مدن الضفة الغربية، فضلا عما وصلت إليه في قطاع غزة، ولذلك لن يكون هناك أي هدوء أو هدنة طويلة الأمد مع استمرار حصار قطاع غزة وتدنيس المقدسات ومضايقة الأسرى، ومع وجود مستوطنات ومستوطنين في الضفة الغربية.