رُبَّ ضارة نافعة، فقد ترقق الكوارث قلوبًا قاسية. زلزال المغرب كبير، والقتلى تجاوزوا ألفًا، غير الجرحى والمفقودين، والدمار واسع النطاق. الكارثة كبيرة، والمملكة المغربية في حاجة لمساعدات دولية عاجلة.
عديد من الدول سارعت لإغاثة المغرب. دولة واحدة هي التي اهتم بموقفها الإعلام العربي والدولي. إنها دولة الجزائر الجارة الشرقية للمغرب.
الاهتمام جاء من المفاجأة غير المتوقعة، فقد أعلنت الجزائر فتح الأجواء والحدود الجزائرية لمساعدة المغرب، وقررت حكومة الجزائر تقديم مساعدات جزائرية سخية للمغرب.
اقرأ أيضًَا: النازية ظاهرة متكررة!
اقرأ أيضًا: الأسرى: لا.. لابن غفير والعنصرية
هذا الموقف الإيجابي قد يسهم في إذابة الجليد المتجمد منذ عقود بين البلدين الشقيقين؛ بسبب الخلاف الثنائي في معالجة قضية الصحراء الغربية. المغرب يصر على أن الصحراء جزء من الأراضي المغربية، والجزائر تدعم جبهة البوليساريو التي تنادي بفصل الصحراء عن المغرب. الخلاف بين الدولتين أوجد عطلًا في العلاقات بين البلدين. الخلاف أضعف التبادل الاقتصادي بين البلدين، وأوجد حالة رفض وشيك بينهما.
الزلزال ضرب البيوت، والسكان، وضرب العلاقات المغربية الجزائرية، وهزها هزًا عنيفًا، تساقطت معه الكراهية والأحقاد المتوارثة، وبقي في الغربال ما ينفع الناس، وأول النافع المفيد كان قرار الجزائر إغاثة شعب المغرب والمتضررين من السكان، فشكرًا للزلزال الذي أفسد البيوت، ولكن جمع العلاقات ولحم بينها.
ومن هنا قالوا: قد يكمن الخير في الشر، وقالوا: رُبَّ ضارة نافعة. تعازينا للمغرب، وتهانينا للجزائر والمغرب بعودة العلاقات بينهما، ونأمل أن تتطور للأفضل. اللهم اجمع كلمة بلادنا وشعوبنا العربية دون زلازل.