فلسطين أون لاين

تقرير "لورين".. مشروع طموح لإنتاج الدجاج والبيض البلدي عضويًا

...
طولكرم-غزة/ مريم الشوبكي:

مع ساعات الصباح الباكر يبدأ عصام أبو ربيع من ضاحية ارتاح في طولكرم، بمساعدة طفلته في جمع البيض البلدي من مزرعته "لورين" التي أسماها على اسمها، ويتفقد الفقاسات ويقدم لدجاجته أول وجبة من العلف المكون من الخبز الجاف، ونبات الأزولا.

فمنذ عام مضى استطاع أن ينشأ مشروعًا فريدًا من نوعه لشموليته وتعدد أفكاره التي رافقت مخيلته منذ الصغر، مزرعة دجاج بلدي تنتج بيضًا عضويًا، وعلف يصنعه بنفسه.

في السابعة من عمره كان عصام يذهب لبيت إحدى الجدات من عائلته، تعيش حياة بسيطة، وتهتم بتربية الدجاج والأرانب، والحيوانات المنزلية الأليفة، يعينها في بناء بيوت وأقنان بسيطة ويقضي يومه بينهم.

حُلم امتلاك مزرعة رافق عصام منذ ذلك الوقت، بدأ يكبر معه فمن اقتناء بضع دجاجات في قن صغير إلى إنشاء فقاسة في الثامنة عشر من عمره تستوعب اليوم 10 آلاف بيضة تضاهي جودة الفقاسات المستوردة وتحتاج لآلاف الدولارات لاقتنائها.

يقول عصام لـ"فلسطين": بدأت بتصنيع مفقسة تتسع لـ٢٠٠٠ بيضة كتجربة، كانت إلكترونية ذاتية التقليب والحرارة والمتابعة، نجحت التجربة، وازداد أملي، راسلت الدوائر الحكومية من وزارة الاقتصاد، والزراعة لإكمال المشروع، "ولكنهم رفضوا منحي التراخيص والموافقة لإتمام المشروع".

انتهت الحكاية، هكذا ظن، لكن مرت السنون والأمل بتحقيق الحلم يحدوه، فبعدما تزوج وأنجب أطفالًا عاد للتفكير بالمزرعة الحديثة من جديد، غير أن عقبة عدم توفر قطعة أرض كانت تحول بينه وبين تنفيذ ما يفكر فيه.

تمكن عصام من شراء قطعة أرض صغيرة ضاعف مساحتها مع الوقت حتى أصبحت ٢٤٠٠ متر مربع، وهنا كانت البداية الحقيقية لمزرعة لورين، لإنتاج دجاج بلدي بجميع أنواعه، وبيض عضوي 100%.

في البداية أقام عصام مزرعة "لورين" على مساحة ١٢١ متر مربع احتضنت ٤٠٠ دجاجة بلدية، عزل قسمًا منها لتكون بمثابة أمهات دواجن للمزرعة القادمة. كما أقام قسم خاص بالتفقيس، وقسم خاص لتوفير الجو المناسب بحضانة الصيصان من عمر يوم إلى ثلاثة شهور قبل إخراجه للحياة العملية، وأجواء المزرعة، وفق قوله.

ويشير إلى أنه يهدف من مشروعه إلى تحقيق اكتفاء ذاتي وتصنيع الغذاء وإنتاج أمهات دجاج بياض، وتدوير مخلفات المنازل من الخضار والخبز.

أعلاف طبيعية

وعن المشكلات التي واجهته، يذكر عصام أن أكبرها هي إصابة الدجاج بأمراض، وعدم توفير الظروف الملائمة لتربية الدجاج، ولكن مع التجربة والخبرات المكتسبة، والاستعانة بالأطباء البيطريين تمكن من تخطي تلك المشكلة، لافتاً إلى أن جائحة "كوفيد-19" كان فرصة ذهبية لتوسع وتطوير مشروعه، والاعتماد على التغذية الذاتية نظرًا لغلاء الأعلاف تدريجيًا.

ومن أجل تخطي غلاء الأعلاف بحث عصام عن بديل، فإطعام 30 ألف دجاجة يتطلب جهدًا ماديًا كبيرًا، وعبء لا يتحمله أي مزارع، وقد وجدت الحل في نبات الأزولا.

والأزولا، نبات سرخسي صغير يعيش طافيًا على أسطح المجاري المائية وفي الحقول المغمورة بالمياه، ويتكاثر بالانشطار. وهو من أشباه الجذور، ويعمل على تثبيت الآزوت الجوي، ولذلك يحوي على نسبة عالية من البروتين تتراوح بين 30 و40% من وزنه الجاف.

وبعد عدة إخفاقات، تمكن عصام من إنتاج الأزولا بنفسه، ويوفر له حاليًا 30 كيلو يوميًا مزروعة في برك مائية بمساحة 100 متر مربع، وتتغذى من بئر ماء تُجمع من مياه الأمطار في الشتاء.

وتشكل الأزولا حوالي 40% من نسبة غذاء الدجاج، إضافة إلى الخبز المطحون الذي يشكل 40% أخرى، حيث يجمع عصام فائض الخبز من المخابز والمطاعم وينشره ليجف ثم يطحنه بآلة خاصة صنعها بنفسه لتناسب احتياج المزرعة. في حين يشكل القمح والشعير والأعلاف 15%، و5% يمثلها الكلس الذي يُنتج عبر تجفيف وتعقيم قشور البيض ثم طحنها، وتقدم المكونات بعد خلطها دورياً للدجاج.

تحوي مزرعة لورين اليوم ثلاث خطوط إنتاج، أولها لإنتاج البيض البلديّ، وثانيها لتفقيس البيض ورعاية الصيصان لتكثير الدجاج البياض، وثالثها لإنتاج الغذاء العضوي له، إضافة إلى توفر قسم خاص لفصل الدجاج وعلاجه أطلق عليه عصام لقب "المشفى" حيث تتوفر أدوية لعلاج أمراض الدجاج بالتواصل مع الأطباء البيطريين.

ويقول عصام: إن عددًا من سكان طولكرم ينتظرون دورهم يوميًا للحصول على حصصهم من بيض المزرعة، إذ يحجزون الكمية التي يرغبون بشرائها قبل يوم من تحرك السيارة لتوزيع الإنتاج على المحلات.

المصدر / فلسطين أون لاين