فلسطين أون لاين

تقرير "16 أكتوبر"... فريق شبابي يحمل صوت القضية الفلسطينية للعالم

...
"16 أكتوبر"... فريق شبابي يحمل صوت القضية الفلسطينية للعالم
غزة/فاطمة الزهراء العويني:

يحمل فريق "16 أكتوبر" الشبابي على عاتقه إيصال الصورة الحقيقية لما يدور في فلسطين للناطقين باللغة الإنجليزية في مختلف أنحاء العالم، وتصحيح الروايات المغلوطة التي يروجها الاحتلال الإسرائيلي عن القضية الفلسطينية.

ولتحقيق هذا الهدف يعتمد الفريق على ترجمة الأخبار ونشرها في مجموعات تضم عددًا من الأجانب والداعمين للقضية، إلى جانب إعداد مقالات صحفية ونشرات، وتقارير مصورة تظهر حقيقة ما يحدث في فلسطين. ويترافق ذلك مع حملات تغريد عبر منصات التواصل الاجتماعي في ذكرى الأحداث الرئيسة أو مواجهة ما ينشره الإعلام المضاد.

والهدف الأسمى للفريق، كما تؤكد أحد أعضائه سجود شنيورة، "هو الدفاع عن أرضنا المحتلة والمطالبة بحقوقنا التي سُلبت مع سرقة بلادنا عام 1948".

تقول خريجة اللغة الإنجليزية: "نهدف لمواجهة رواية اللوبي الصهيوني الذي يعمل جاهدًا لتزوير الحقائق، وتحشيد الرأي العام العالمي ضد القضية الفلسطينية، ونهدف إلى دحض الرواية الصهيونية الكاذبة حول قضية وأرض وشعب فلسطين".

ويعتمد الفريق في عمله على وسائل التواصل الاجتماعي، ويواجه شأنه شأن المنصات الإعلامية المؤسساتية الفلسطينية ملاحقة مُنظّمة للمحتوى، بتقييد الوصول وحذف الحسابات والكثير من المنشورات.

وتتابع شنيورة: "لم يكن الوصول للرأي العام الأجنبي سهلًا، فكثير من وسائل الإعلام هناك متحيزة بهذا الشأن وتتعمد إخفاء الحقيقة وكل ما يتعلق بإرهاب الاحتلال، كما تحاول تحسين صورته للعالم".

سلاح اللغة

أما نور حبيب (22 عامًا) التي تدرس اللغة الإنجليزية أيضًا، فتقول: إن اللغات الأجنبية والإنجليزية على وجه الخصوص، "سلاح الفريق لدحض الرواية الإسرائيلية الكاذبة المتفشية في العالم الغربي ونشر الحقيقة بأننا أصحاب الأرض، وأن فلسطين عربية إسلامية".

وتلفت إلى أن هيمنة الإعلام الاسرائيلي على وسائل الإعلام الرسمية الغربية وعلى إدارة منصات التواصل الاجتماعي "يجعل مهمة فريق 16 أكتوبر بالوصول للعالم الخارجي صعبة للغاية".

ومن واقع تجربتها، تضيف: "بصراحة، الإعلام الغربي لا يخبر بشكل دقيق ما يدور على الساحة، بل ينشر أنصاف حقائق تشوه صورة الفلسطيني، أتيحت لنا فرص للمشاركة في لقاءات دولية أظهر فيها المشاركون انحيازًا واضحًا للرواية الإسرائيلية".

وفي الوقت نفسه، تعبّر "حبيب" عن رضاها للصدى الذي تحققه نشاطاتهم بالتشبيك مع العديد من الجماعات والأفراد في الخارج من المهتمين بنشر القضية الفلسطينية وإيصال معاناة الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال الإسرائيلي.

مهارات المخاطبة

بدورها، تعرف مسؤولة "16 أكتوبر" وفاء العديني الفريق بأنه إعلامي شبابي فلسطيني باللغة الإنجليزية انطلق في عام 2009 كمشروع صغير لتدريب خريجي اللغة الانجليزية على مهارات مخاطبة الغرب.

وتعزو التسمية إلى تاريخ صدور تقرير "جولدستون" الذي أُدين فيه الاحتلال بارتكابه مجازر حرب ضد غزة في العدوان الحربي الإسرائيلي على القطاع شتاء عام 2009، "ولم يُقابل بجهد رسمي فلسطيني قوي ليشكل ضغطًا على المجتمع الدولي لتنفيذ تلك القرارات".

ويضم الفريق حاليًا 60 متطوعًا ومتطوعة، يعملون في مجال الإعلام الأجنبي، في حين كان قد انطلق بعشرة نشطاء فقط عبر العمل على كل منصات التواصل الاجتماعي المعروفة، "في العام الحالي 2023 تم إنشاء الموقع الإلكتروني للفريق لتوثيق أنشطته إضافة إلى رصد وفضح سياسات الاحتلال ضد شعبنا".

وتلفت العديني إلى أن الهدف الرئيس للفريق هو إيصال صوت الشعب الفلسطيني ودحض الرواية الإسرائيلية الشائعة في المجتمع الغربي بخصوص القضية الفلسطينية، وتشكيل ضغط على الشعوب الداعمة لـ(إسرائيل) بتوعيتها بما يدور على الساحة الفلسطينية بفضل دعمهم وما يخبئه إعلامهم عنهم من حقائق.

وتمضي بالقول: "اللغة الإنجليزية هي اللغة الرسمية في العالم أجمع، واللغة الأكثر فهمًا من أغلب الدول، ونفكر بالمرحلة القادمة في استخدام لغات أخرى".

وتوضح أن أنشطة الفريق متنوعة تشمل تغطية الأخبار على جميع منصات التواصل الاجتماعي والموقع الخاص بالحملة، عبر إنتاج فيديوهات مصورة، وتقارير إخبارية، وبرامج شهرية وغيرها، جميعها تسلط الضوء على انتهاكات الاحتلال، وعلى قصص النجاح والتحدي تحت الاحتلال الإسرائيلي.

مشاركات دولية

ويشارك الفريق، وفق العديني، في فعاليات ومؤتمرات ومعارض مشتركة مع منظمات ومجموعات دولية، ومقابلات للعديد من الوكالات والقنوات الدولية، لإيصال الرواية الفلسطينية.

ومنذ عامين انضم لـ"16 أكتوبر" فريق آخر من الأطفال قوامه عشرون طفلة تم اختيارهن بمخيم إعلامي، "انتجن "أوبريتَ فنيًا بالإنجليزية يلخص أحداث فلسطين منذ احتلال بلادنا عام 1948 وحتى يومنا هذا، إضافة لعمل برنامج مصور يقدمه أطفال يتحدث عن أبرز انتهاكات الاحتلال ضد الأطفال الفلسطينيين".

وتشير العديني إلى وجود برنامج آخر يسلّط الضوء على الحياة اليومية في فلسطين كالصناعات المحلية، والآثار والقصص الصحفية عن ناجين من الهجمات العدوانية على غزة، كما نعقد دورات تدريبية لنقل تجربة الفريق لمن يرغب من الشباب.