فلسطين أون لاين

تقرير تصل إلى بيوت المواطنين 4 مرات شهريًا فقط.. أزمة المياه تتفاقم في بيت لحم

...
أزمة المياه تتفاقم في بيت لحم حيث تصل لبيوت المواطنين 4 مرات شهريًا
بيت لحم- غزة/ أدهم الشريف:

عندما يحين وقت وصول المياه إلى منزل المواطن موسى معلا في بيت جالا غرب بيت لحم جنوب الضفة الغربية، يسخِّر كل جهوده لضمان تعبئة الخزانات التي يملكها ويضعها أعلى منزله.

ويحرص معلا على هذه الطقوس منذ سنوات طويلة بسبب أزمة المياه التي تعاني منها مدينة بيت لحم والبلدات المحيطة بها، والتي تركت تداعيات سلبية على المواطنين وأصبحت تثير استياءهم الشديد.

يقول معلا لصحيفة "فلسطين": "عندما تصل المياه إلى منطقة سكني أركز كل جهدي وأفراد عائلتي على تعبئة الخزانات بالكامل"؛ وذلك لانقطاع المياه لمدة قد تصل إلى 20 يومًا متواصلة على مناطق واسعة من بيت لحم.

ويشير إلى أن متوسط وصول المياه إلى منازل المواطنين في بعض البلدات والقرى ببيت لحم، يتراوح بين 4-5 فقط أيام في الشهر.

وأضاف أنه في أفضل الأحوال تصل المياه إلى بيوت المواطنين مرة واحدة لمدة 48 ساعة كل 15 يومًا.

اقرأ أيضًا: تفاقم أزمة المياه في الخليل وبيت لحم.. والسلطة "لا حياة لمن تنادي"

أما المواطن أحمد فلاح من سكان بلدة جناتا جنوب بيت لحم، فيؤكد أن البلدة تفتقر إلى خطوط مياه في البنية التحتية.

وأوضح فلاح لـ"فلسطين" أن ذلك جعل المواطنين يعمدون إلى شراء المياه ووضعها في خزانات لتسيير أمور حياتهم اليومية.

وأكد ضرورة قيام سلطة المياه بدورها في متابعة معاناة المواطنين من جراء الأزمة المتواصلة، وعدم التأخر أكثر من ذلك، فلم يعد باتساع المواطنين التحمل أكثر.

وقبل أيام تواصلت الاحتجاجات بسبب اشتداد أزمة المياه في بيت لحم، وقد أغلق محتجون غاضبون شارع القدس في المدينة الذي يعد شارعًا رئيسًا يمر ببلدة الخضر جنوبي المحافظة احتجاجًا على شح المياه، ويربطها بمدينة الخليل.

وأشعل المحتجون الإطارات المطاطية قبل مجيء أجهزة أمن السلطة التي منعت مواصلة الاحتجاج وفتحت الشارع من جديد.

وكان مدير العلاقات العامة في سلطة مياه بيت لحم عوني جبارين، أكد تفاقم أزمة المياه في بيت لحم بسبب النقص الملحوظ في الإمدادات لا سيما خلال فصل الصيف، ما أحدث انقطاعات متكررة عن مناطق واسعة في المحافظة.

وتعتمد بيت لحم، حسبما ورد على لسان جبارين في تصريحات صحفية، على 5 مصادر رئيسة للمياه، بينها مصدر واحد من الضفة الغربية، و4 مصادر أخرى من شركة "مكروت" التابعة لـ(إسرائيل) التي تسيطر على المصادر الرئيسة للمياه في الأراضي المحتلة.

اقرأ أيضًأ: غضب من جرَّاء استمرار أزمة انقطاع المياه في الخليل

ونبَّه إلى أن شركة "مكروت" أبلغت سلطة المياه في يونيو/ حزيران الماضي نيتها تقليل الكميات الموردة يوميًا بنحو 6 آلاف كوب من حصة محافظتي بيت لحم والخليل، جنوبًا.

وتحتاج بيت لحم يوميًا إلى 18 ألف كوب، وفي أحسن الظروف يصل إليها 13 ألف كوب يوميًا، وفق جبارين.

وأشار إلى أن المياه يتم ضخها إلى بيت لحم من مناطق منخفضة في بيت ساحور وتقوع التابعتيْن للمحافظة بقوة 11-12 بار (وحدة قياس الضخ)، وحتى تصل إلى مختلف مناطق بيت لحم، فهي بحاجة إلى 14-16 بار.

وأكد من تحدثت إليهم "فلسطين"، ضرورة اتخاذ سلطة المياه ووزارة الحكم المحلي في حكومة رام الله، الإجراءات والتدابير اللازمة من إنشاء بنية تحتية وإيجاد مصادر أخرى للمياه لضمان وصولها إلى سكان بيت لحم مع استمرار تفاقم الأزمة التي تؤرق المواطنين.