ارتفعت وتيرة التهديدات الصهيونية في الأيام الأخيرة في إثر العمليات الفدائية الأخيرة وتصاعد أعمال المقاومة في مناطق الضفة الغربية، ويدور الحديث عن إمكانية شن العدو عدوان جديد قد تكون إحدى صوره "اغتيال قيادات للمقاومة في الداخل أو الخارج"، وهذا بدوره سيجلب ردًّا قاسيًا من المقاومة الفلسطينية، وقد يتطور الأمر لدخول جبهات أخرى على خط المواجهة مثل (سوريا، لبنان)، وربما جبهات أخرى تنضم تباعًا، ويجد العدو نفسه في وضع خطير للغاية، خصوصًا بعد تهديداته ضد الشيخ صالح العاروري نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، وتصريحات السيد حسن نصر الله والتي تشير بوضوح إلا أن العدوان الإسرائيلي المرتقب قد يجر المنطقة لحرب إقليمية.
وهذا يعني أن الجبهة الداخلية الإسرائيلية ستتعرض لهجمات صاروخية غير مسبوقة (كمًّا ونوعًا) ولن يكون بمقدور أنظمة الدفاع الصهيونية بكل قدراتها وأنواعها التصدي لهذه الهجمات؛ لأن الهجمات الصاروخية ستغطي سماء وخارطة الكيان، وبذلك سيكون من الصعب التصدي لهذا الكم من الصواريخ، على الرغم من كل التعزيزات الدفاعية الموجودة، وهذا بدوره سيجعل الجبهة الداخلية مكشوفة أمام الصواريخ، وستترتب عليه أضرار بالغة في البنية التحتية والمباني فضلًا عن الخسائر البشرية في صفوف الجنود والمستوطنين، الأمر الذي سيجعل قيادة الكيان في موقف صعب للغاية نتيجة العجز التام في تأمين الجبهة الداخلية، والفشل الذريع في التصدي للصواريخ، وعدم القدرة على حسم المواجهة.
اقرأ أيضًا: مقاومة شعب لا فرد
اقرأ أيضًا: تصريحات العاروري ورسائلها
وبذلك فإن العملية العدوانية التي كان من المفترض أن تعيد الأمن وأن تحقق الردع للكيان، تكون قد جلبت مزيدًا من الخراب والدمار وأدت لانهيار الأمن بالكلية، ولن يكون أمامه سوى استجداء الهدوء عبر الوسطاء للخروج من المواجهة بأقل تكلفة ممكنة.
وعليه؛ فإن خيارات العدو الآن محدودة للغاية، سواء تحرَّك أم لم يتحرك لمواجهة كبيرة وشاملة، فعلى كل الأحوال فإن المقاومة ستلقنه دروسًا لن ينساها، وستستمر في توجيه ضرباتها النوعية، ليس هذا فحسب بل ستزيد من "حجم وزخم" الهجمات وتوسع من رقعة الاستهداف، ولن تتوقف هجمات أو ضربات المقاومة حتى يوقف العدو عدوانه وينهي احتلاله لأرض فلسطين.
لكن وفي ظل استمرار التهديدات الصهيونية والتلويح بإمكانية اغتيال قيادات المقاومة، يمكن القول إن المقاومة لديها الاستعداد والجهوزية الكاملة للرد على أي عدوان سواء كان اغتيالًا في الخارج أو عدوانًا على غزة، أو حربًا شاملة، أو أي شكل آخر، وعلى العدو أن يدرك بأن قدرات المقاومة اليوم تختلف تمامًا عمّا كان في "معركة سيف القدس" والتي حُسمت أيضًا لصالح المقاومة، وأنه لن يكون بمقدوره حسم المعركة لصالحه، وفي أي معركة مرتقبة سيشهد العالم العربي والإسلامي وأحرار العالم وكل محبي المقاومة كيف سيركع الكيان صاغرًا أمام ضربات المقاومة، وسيُدرك حلفاء الكيان بأن (إسرائيل) هي دولة من ورق، وأن الحديث عن قدراتها الخارقة مجرد أكذوبة.
وهذا ما يؤكد أن المعركة المرتقبة فرصة، وليست تهديدًا لشعبنا ومقاومته وربما تفرض معادلة غير مسبوقة في ردع العدو، وإجباره على الرضوخ لشروط المقاومة ومطالبها المشروعة، التي ستُنتزع على طريق العودة والتحرير، وفي السياق فإن بعض الأنظمة في المنطقة (مصابة بالرعب) وتخشى من وقوع حرب شاملة تشارك فيها قوى المقاومة في المنطقة؛ خشية من تداعيات ونتائج هذه الحرب والتي حال حسمت لصالح المقاومة ستهدد وجودها.