لماذا تضخم تصريحات وزراء حكومة الاحتلال وكذا وسائل الإعلام العبرية، ومقالات كتّابهم، وبعضهم من الجنرالات السابقين، الخطر الذي يمثله صالح العاروري نائب رئيس المكتب السياسي لحماس؟
ولنستمع لنموذج من هذا، يقول الكاتب: الجنرال المتقاعد إيتان دانغوت، الذي كان السكرتير العسكري لثلاثة وزراء أمن: إنّه "أخطر وأهم شخص لدى حماس اليوم، ويعد شخصية سياسية وعسكرية ماهرة ومحنكة للغاية، فهو رجل مميت، وهدفه قتل أكبر عدد ممكن من الإسرائيليين".
ويقول الكاتب: العاروري هو من أعطى بشكل أساسي الضوء الأخضر لإطلاق الصواريخ من جنوب لبنان خلال شهر رمضان الماضي.
وذكر أن العاروري يعيش حالياً بالقرب من مراكز مسؤولي حزب الله في الضاحية الجنوبية في بيروت، وهو يتبنى وحدة الساحات، ويقود العمل في الضفة، ويهدد بحرب إقليمية ضد الاغتيالات. هذه كتابات تقف خلفها المخابرات الإسرائيلية بهدف التمهيد لاغتيال العاروري أو غيره.
اقرأ أيضًا: الاغتيالات سلاح ذو حدين
اقرأ أيضًا: هنية والعاروري وموجة التحريض الصهيونية
العاروري شخصية وطنية ذكية، ومن حقه القانوني أن يقاوم الاحتلال، وأن يدافع عن شعبه، وهو شخص ودود يحب الآخرين، وينبذ الصراعات، وينادي بوحدة العمل الوطني ضد الاحتلال. هو ليس شخصية شرسة، ولا مميتة، ولا يدعو للموت، كما يزعمون، بل هو يدعو للحياة الكريمة، ولوطن حر دون احتلال.
كل من يعرف العاروري يزكي هذه الصفات الوطنية والدينية والإنسانية فيه، ولا يشذ عن ذلك غير الشاباك وقادة الاحتلال الذين يبحثون عن الموت، وعن الاغتيال، وينصبون من المستهدف شاخصا يطلقون عليه قبل الرصاص قذائف الموت الإعلامي والتشهير، حتى يتجنبوا ردود الأفعال والانتقادات.
الضفة تقاوم وتنتفض قبل العاروري، وبوجوده، وبعده، لأن سبب المقاومة قائم هو الاحتلال والاستيطان، ورجال الضفة وشبابها لا يحتاجون إلى توجيه من الخارج، فهم في المحنة، ويدهم في النار، لا في الماء، ولا تتوقف المقاومة باغتيال قائد، فقد اغتالت حكومة الاحتلال الشيخ أحمد ياسين، والمقادمة والرنتيسي وأبو شنب، والجمالين والجعبري ولم تتوقف المقاومة، ولن تتوقف قبل خروج الاحتلال من الأراضي الفلسطينية. ما أود قوله: ما يجري في الضفة وغزة وبقية الساحات هي مقاومة شعب لا مقاومة فرد.