فلسطين أون لاين

بالصور إبداعات من وراء القضبان: إشهار كتاب ورواية لأسيرين في سجن "ريمون"

...
إشهار كتاب ورواية لأسيرين في سجن "ريمون" (تصوير: ياسر فتحي)
غزة/أدهم الشريف:

احتفلت مؤسسات ومتضامنون وناشطون أمس بإشهار كتاب ورواية لأسيريْن يقبعان في سجن "ريمون" الإسرائيلي بصحراء النقب، جنوب فلسطين المحتلة.

وعقد حفل بهذا الخصوص بالتنسيق والتعاون بين عدة مؤسسات، تمثلت ببلدية غزة التي استضافته بالمقهى الثقافي في مركز رشاد الشوا غرب المدينة، والهيئة العامة للشباب والثقافة، ومركز المبادرة الاستراتيجية فلسطين-ماليزيا، ومركز دليل الأحرار للدراسات والأبحاث.

كتاب ورواية

ويحمل الكتاب عنوان "ازدواجية السلطة والمقاومة في الميدان" من تأليف الأسير أمجد عبيدي، في حين أن الرواية لمؤلفها الأسير لَيْلِي أبو رجيلة جاءت بعنوان "ليلة في الجحيم".

والأسير عبيدي من مواليد 20 يونيو/ حزيران 1968، وينحدر من قرية زبونا في مدينة جنين، شمالي الضفة الغربية المحتلة، وهو حاصل على شهادة البكالوريوس في عدة تخصصات، التاريخ، والعلوم السياسية، والخدمة الاجتماعية، وقد أنهى دراسة الماجستير تخصص الاقتصاد الإسلامي.

وأمضى عبيدي 6 اعتقالات بين عامي 1985 و1998، قضى فيها 6 سنوات و8 أشهر، وكان اعتقاله الأخير يوم 7 نوفمبر/تشرين الثاني 2003.

أما عن الحالة الاجتماعية بحسب بطاقة تعريفية عرضت في الحفل للأسير عبيدي، فهو متزوج ولديه 3 أبناء، زيد، ونور الدين، وخطاب.

وكان عبيدي مطارد للاحتلال الإسرائيلي لمدة 3 سنوات في انتفاضة الحجارة 1987، و3 سنوات في انتفاضة الأقصى 2000، قبل اعتقاله والزج به في سجون الاحتلال والحكم عليه بالسجن المؤبد 23 مرة، و50 سنة.

أما الأسير أبو رجيلة فهو ينحدر من قرية عطارة في مدينة رام الله، من مواليد 1 أغسطس/آب 1978، وحاصل على بكالوريوس في التاريخ وكذلك ماجستير في العلوم السياسية، وماجستير في الدراسات الإسلامية-شعبة الاقتصاد الإسلامي.

وبشأن الحالة الاجتماعية للأسير أبو رجيلة المحكوم بالسجن المؤبد و3 سنوات، فهو متزوج ولديه اثنين من الأبناء، هما: جواهر وأيوب.

بدوره أكد الأسير عبيدي في كلمة مسجلة أذيعت في الحفل، أن كتاب "ازدواجية السلطة والمقاومة في الميدان" يسلط الضوء على الواقع الفلسطيني والتحديات التي واجهها في مراحل مقاومة الاحتلال، وتحديدًا بعد دخول السلطة في ظل وجود مقاومة على الأرض، ومدى الترابط والرؤية الخاصة بكل منهما وتأثيرهما على القضية الفلسطينية.

أما الأسير أبو رجيلة أفاد في كلمة مسجلة أيضًا، بأن روايته "ليلة في الجحيم"، تروي أحداثًا حقيقية، وهي تحكي عن ليلة من ليالي الأسر الطويل في سجون الاحتلال، وتروي قصة حنين الأسرى لذويهم المحرومين منهم.

وأضاف: أن هذه الرواية تذكر بالفرسان الذين يخوضون المعركة ضد الاحتلال في أقبية التعذيب والمعاناة.

أرواح وعقول حرة

من جهته، قال مدير مركز دليل الأحرار لؤي الكرنز: إن "الأسرى يدفعون زهرات شبابهم في السجون، فهم المأسورون بأجسادهم لا بأرواحهم وعقولهم، وهم معنا وبيننا نخاطبهم ويخاطبوننا بأدبهم وأعمالهم التي شمسها لا تغيب".

وأكد الكرنز بكلمة في حفل إشهار الكتاب والرواية، أن مركز دليل الأحرار، يُعنى بالأعمال الأدبية لجميع الأسرى، من أجل إيصالها إلى المجتمع.

وعدَّ الأعمال الأدبية التي ينتجها الأسرى في سجون الاحتلال من التجارب الفريدة والقوية، إذ إنهم يستخدمون الكلمات كوسيلة للتعبير عن أفكارهم ومشاعرهم وتجاربهم، وعدَّها أيضًا صورة مؤثرة للصمود والإرادة في وجه القهر والظروف القاسية.

وأضاف الكرنز: "منذ بداية الصراع والنضال ضد الاحتلال الصهيوني، بدأ الأسرى إبداعاتهم وأعمالهم الأدبية داخل السجون، وكتبوا الشعر والقصص والأبحاث والمقالات كوسيلة للتعبير عن تجاربهم والدعوة لقضاياهم، تحت ظروف قاهرة أثبتوا رغمها أن الكلمة قوية ولا تعرف حدودًا".

وبين أن الطريق لم يكن سهلاً للأسرى الأدباء، فقد واجهوا تحديات متعددة بدءًا من قيود الزمان والمكان داخل السجون، وصولاً إلى قيود الرقابة والحجب التي تفرضها سلطات الاحتلال عليهم، وقد صادرت هذه السلطات أعمالًا كثيرة للأسرى بهدف طمسها.

إلا أنه بالرغم من المعوقات المختلفة -بحسب الكرنز- نجحت أعمال أدبية للأسرى في الوصول إلى العالم الخارجي بتسريبها أو بسبب أجواء مناسبة ساهمت في إخراجها بطرق خاصة بالأسرى.

وبين أن الأعمال الأدبية تعكس الشجاعة التي يمتلكها الأسرى للتعبير عن هويتهم ومعاناتهم، وقد أصبحت مصدر إلهام تسلط الضوء على فضاء الحرية والعدالة، وتشجع على التفكير والنقاش.

وبينما أفاد رئيس الهيئة العامة للشباب والثقافة أحمد محيسن، بأن كتاب "ازدواجية السلطة والمقاومة في الميدان" ورواية "ليلة في الجحيم"، ليستا أول عمليْن أدبييْن يخرجان من خلف القضبان، مشددًا على أن أدب السجون يدلل على أن الأسوار والأبواب والزنازين المغلقة لا يمكن لها أن تحول بين الأسير وبين ما يريد التعبير عنه خارج السجون.

وأضاف محيسن في كلمة له: إن إرادة الأسرى فولاذية لا يمكن كسرها، وإصرارهم على انتزاع حقوقهم وحريتهم يجعلهم يعبّرون عن ذلك في الأدب والشعر والأناشيد وإصدار الكتب السياسية والروايات.

ونبَّه إلى أن تغييب الأسرى عن ذويهم أمر ليس بسيطًا، فضلاً عن انتهاكات الاحتلال بحقهم، لكن بالرغم من ذلك يخرجون بالأدب والشعر والروايات والكتب، مضيفًا: أن الأسرى صامدون بالرغم من القمع الممارس بحقهم.

وتابع محيسن: "نحن على ثقة أن تحرير الأسرى بات قريبًا، ولن يطول اعتقالهم، وسيكسر الأسرى قيدهم، وهم بحاجة إلى الوقوف إلى جانبهم وتعزيز صمودهم".

إنجاز جديد

من جهته، أكد مدير مركز المبادرة الاستراتيجية فلسطين- ماليزيا، إبراهيم الزعيم، أن ما فعله الأسيريْن عبيدي وأبو رجيلة نجاح كبير يضاف إلى إنجازات الأسرى والأسيرات في سجون الاحتلال.

وأضاف الزعيم في كلمة بالحفل: إننا مع حلول ذكرى استقلال ماليزيا (1957) في 31 أغسطس/آب من كل عام، نعد برعاية المزيد من الإنتاج الفكري للأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، تأكيدًا على دعم قضيتهم.

أما المدير العام للإدارة العامة للشؤون الثقافية والمراكز في بلدية غزة م. عماد صيام، فقد أكد اهتمام البلدية بالقضايا الوطنية ولا سيما قضية الأسرى التي تعد على سلم أولويات الشعب الفلسطيني.

وأشاد صيام في كلمة بالحفل، بدور الأسرى في مواجهة الاحتلال ومقاومته بالبندقية والقلم، مؤكدًا أهمية الوقوف إلى جانبهم ودعم صمودهم.

1V6A1460.jpg


1V6A1465.jpg


1V6A1446.jpg


0D7A9374.jpg