لم يعلم المحرر من سجون الاحتلال الإسرائيلي عنان بشكار أن دوره الوطني، وواجبه الأخلاقي تجاه عائلات الشهداء سيجعله هدفًا للاعتقال السياسي في سجون السلطة.
وتدخل بشكار، كشاهد عيان، على عقد إيجار بين عائلة الشهيد حسام سليم وصاحب أحد الشقق السكنية للسكن بها بعد صدور قرار إسرائيلي بهدم منزل العائلة بأي لحظة.
يذكر أن الاحتلال الإسرائيلي وأجهزة السلطة هددا أصحاب العقارات بالعقوبات في حال قاموا بتأجير عائلة الشهيد سليم منزلًا في نابلس.
وتروي زوجة المعتقل عنان (أم إسلام) اقتحام أجهزة السلطة منزل العائلة في حي المساكن الشعبية شرق مدينة نابلس، بتاريخ 13 أغسطس/ آب بعد منتصف الليل حاصرت قوة من أجهزة السلطة المنزل قبل أن تقتحمه، وتفتشه تفتيشًا دقيقًا، وتعتقل زوجها وتعتدى على أبنائها بالضرب المبرح.
وذكرت (أم إسلام) أن عناصر السلطة المقنعين اعتدوا بالضرب على العديد من النساء، وقاموا بتحطيم الأثاث عدا عن مصادرة أجهزة الاتصالات لأفراد العائلة.
وقالت: "بدلًا من أن تكافئ السلطة زوجي لدوره الوطني والإنساني.. قامت بمعاقبته بالاعتقال والضرب".
اقرأ أيضاً: لجنة أهالي المعتقلين: 305 انتهاكات لأجهزة السلطة بالضفة خلال يوليو
وأشارت إلى أن زوجها اعتقل سابقًا في سجون الاحتلال الإسرائيلي؛ بتهمة إيواء الشهيد أشرف نعالوة منفذ عملية "منطقة بركان الصناعية" بتاريخ 7 أكتوبر 2018، والتي قتل فيها مستوطنان.
وتساءلت: "لماذا تعتقل السلطة زوجي الذي قام بتوفير مأوى لعائلة شهيد؟"، واصفة ذلك بأنه "من العار أن يستمر الصمت على كل هذا الظلم الواقع على الشرفاء في الضفة".
وحملت زوجة المعتقل المسؤولية الكاملة للسلطة عن حياة زوجها وأنجالها الذين تتناوب أجهزتها على اعتقالهم.
ووفقًا للمواطن عبد الرحمن أبو غضيب بأنه وخلال فترة حديث الشارع النابلسي عن قضية عدم مقدرة عائلة الشهيد سليم الحصول على بيت للاستئجار، ورفض أصحاب العقارات تأجيرهم "أزعجه هذا الأمر الواقع مع هذه العائلة المقاومة التي قدمت ابنها شهيدًا".
وأوضح أبو غضيب ابن مدينة نابلس، خلال مقطع فيديو نشره على حسابه الشخصي في "فيسبوك": "خلال زيارتي لنابلس، وفور سماعي لوالدة الشهيد، عزّ عليّ ذلك، وتواصلت مع العائلة على وجه السرعة، وطلبت منهم الحضور، وعرضت عليهم تقديم بيتي والمتمثل بطابق مستقل في عمارة سكنية خاصة بي، وأصررت عليهم بالحضور في أسرع وقت واستلامه".
وذكر أنه في نفس الوقت سافر برفقة عائلته إلى الأردن واستأجر شقة إلى حين تدبر أمور السفر والعودة إلى النرويج.
وقال: إن "ما قدمته للعائلة يأتي من باب الانتماء والحب لنابلس ومقاوميها، وتواصلت مع ابن خالي عنان بشكار، وطلبت منه متابعة إجراءات تسليم الشقة لعائلة الشهيد بعد أن سافرت إلى الأردن"، لافتًا إلى أنه لا ينتمي لأي حزب سياسي.
وأضاف أبو غضيب أنه وتجنبًا لإحراج العائلة، وبناء على طلبها تم كتابة عقد إيجار بينه وبينهم، وأحد الشهود عليه (ابن خالي/ عنان بشكار)، الأمر الذي لم يرق لبعض قيادات "فتح" في البلدة القديمة بمدينة نابلس التي مارست التهديد بحق "عنان" واعتقاله لاحقًا.
وبحسب مصدر في عائلة سليم فإن أجهزة السلطة رفضت تسلم عائلة الشهيد للمنزل الذي تم التبرع به، وأجبرت والد الشهيد على الخروج في مقطع فيديو ينفي وجود أي تبرع لهم أو علاقة له بالمعتقل بشكار.
ووفقًا للمصدر الذي تحدث لصحيفة "فلسطين" فإنه ورغم الترويج الإعلامي عن مساعدة عائلة سليم، إلا أنها لا زالت حتى الآن ممنوعة من استئجار أو توفير أي بيت.
وأكد المصدر أن اعتقال السلطة للمحرر بشكار بمثابة رسالة عقاب "لكل من يريد تقديم يد العون لأسر الشهداء والأسرى، ولا سيما المحسوبين على حركة حماس".