مرت أربعة وخمسون عامًا أليمة على إقدام المجرم الصهيوني (مايكل روهان) على ارتكاب جريمة القرن المتمثلة بإحراق المسجد الأقصى المبارك، وامتد لهب النيران إلى منبر القائد المظفر صلاح الدين الأيوبي، ولولا رحمة الله وإرادته لأتتِ النيران على كامل المسجد الأقصى وأحرقته، هي جريمة العصر المتكاملة الأركان بحق المسجد الأقصى قبلة المسلمين الأولى… هي جريمة حملت الحقد والكراهية والإرهاب ضد الأقصى والمسلمين جميعًا.
ومنذ ذلك الزمن لم تنطفئ النيران في المسجد الأقصى، وتواصلت نيران الاقتحامات والتدنيس والتهويد، ونيران التخريب، والحفريات، ونيران الاستيطان، والمخططات الخبيثة والخطيرة، مخططات التقسيم المكاني والزماني وغيرها من جرائم هدم المنازل في أحياء القدس ومخططات الإبعاد عن الأقصى، وسحب الهويات من أهل القدس وحرمانهم أهلها من حقوقهم وحرياتهم الدينية، والمدنية والتعليمية، والاجتماعية، والسياسية، وغيرها.
في الذكرى الرابعة والخمسين لإحراق المسجد الأقصى الذي يئنّ تحت وطأة المحتلين الصهاينة، وما تزال مخططات التهويد والاستيطان متواصلة بحق القدس والمسجد الأقصى المبارك وعلى مدار الساعة دون حسيب أو رقيب أو منقذ للأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين.
الأقصى الأسير الجريح ينتظر أبناء الأمة للدفاع عنه وإنقاذه من مخططات المحتلين، ومواجهة المخاطر الكبيرة والمُحدقة بالقدس والمسجد الأقصى المبارك، والدفاع عنه بجميع الوسائل وعلى رأسها المقاومة المسلحة والشعبية، وتكثيف الرباط والتواجد في المسجد الأقصى المبارك وباحاته الشريفة .
اقرأ أيضًا: حريق المسجد الأقصى وحكاية ألف شهيد وشهيد
اقرأ أيضًا: غولدا مائير وإحراق الأقصى
وبين يدي ذكرى إحراق الأقصى نفذ المتطرف المجرم الوزير الصهيوني " بن غفير" اقتحامًا استفزازيًا لسجن النقب الصحرواي، بهدف التشديد على الأسرى ومواصلة قتلهم بالسجون والزنازين الصهيونية، ومواصلة التضييق عليهم وسلبهم أبسط الحقوق التي حصلوا عليها بعد معارك طويلة مع إدارة السجون، وجاءت الزيارة في وقتٍ تشهد السجون الإسرائيلية حالة من الغليان، رفضًا لسياسات إدارة السجون العنصرية القمعية بحق الأسرى، وتوعد المجرم المتطرف "بن غفير" الأسرى بالاستمرار في التنكيل والتضييق عليهم، مهدّدًا بفرض المزيد من الشروط وتشديد الإجراءات، و أصدر "بن غفير" مجموعة قرارات إجرامية ضد الأسرى منذ توليه منصبه، تضمنت منع الإفراج المبكر عن الأسرى الإداريين، وإغلاق المخبز في السجن، والتقليل استخدام الحمامات والمياه إلى الحدّ الأدنى، وألغى علاجات الأسنان على حساب سلطات الاحتلال، وحسب هيئة شؤون الأسرى فقد أقدمت سلطات الاحتلال على تصعيد هجمتها في استهداف أسرانا الأبطال في معتقل النقب فقد اقتحم قسم 26 وقسم 3، والتنكيل بالأسرى ونفذت إدارة السجون إجراءات نقل تعسفي بحق نحو 75 أسيرًا، وعزلهم لمعتقل نفحة الصحراوي أدى ذلك إلى حالة من التوتر والغليان ودفع الأسرى لاتخاذ خطوات نضالية مثل، إعادة وجبات الطعام، والشروع بإضراب عن الطعام عزم عليه 1000 أسير من أسرى الحرية، وعلى الفور أعلنت المقاومة الفلسطينية المتمثلة في غرفة العمليات المشتركة غضبها لهذه الاجراءات بحق أسرانا البواسل لتطلق 50 صاروخًا تجريبيًا في عرض البحر منها صواريخ عياش 250 في إطار مناورة صاروخية، ردًا على اعتداءات الاحتلال وإدارة السجون على الأسرى الفلسطينيين، كما تواصلت انتفاضة الأسرى داخل السجون ضمن حراك نضالي كبير ضد المحتلين، ما أدى إلى تراجع سلطات السجون الإسرائيلية عن جرائمها بحق الأسرى والتوصل لاتفاق مع الحركة الوطنية الأسرى، ما دفع الأسرى إلى تعليق خطواتهم النضالية ضد المحتلين وإلزامهم على تحقيق مطالب الأسرى في السجون.
لقد أكدت المقاومة الفلسطينية من خلفها شعبنا الفلسطيني أن زمن الاعتداء على أسرانا ومقدساتنا ولى بعيدًا إلى الأبد، ولن يسمح شعبنا للحكومة اليمينية الصهيونية الأشد تطرفًا بالتغول على أرضنا وشعبنا ومقدساتنا وأسرانا الأبطال. وسيفشل العدو في جميع مخططاته ضد شعبنا وأرضنا وقواه الحيّة.
إن شهر آب/أغسطس شهر مليء بالذكريات الفلسطينية الأليمة أبرزها ذكرى إحراق المسجد الأقصى المبارك، وغيرها لذا يجب فضح جرائم الصهاينة بحق أرضنا وشعبنا ومقدساتنا وعلى جميع الجبهات والميادين والساحات، ولن تهزم إرادتنا وعزيمتنا في وجه المحتلين الصهاينة.