كلما تحل ذكرى إحراق المسجد الأقصى عام 1969 يتم استحضار رد فعل رئيسة وزراء احتلال آنذاك غولدا مائير، وهناك من ينظر إلى مؤسسي الكيان الإسرائيلي على أنهم شخصيات مميزة وهم في نظر الإسرائيليين قادة عظام وهم في الحقيقة ليسوا كذلك على الإطلاق، لأنهم لم يخوضوا معارك حقيقية ولم يحتلوا فلسطين إلا بمؤامرة كونية شاركت فيها أنظمة عربية وغير عربية.
عبارة غولدا مائير المشهورة تعقيبًا على إحراق المسجد الأقصى التي حفرت في الذاكرة العربية في زمن الانبطاح العربي هي قولها: عندما حرق الأقصى لم أنَم تلك الليلة، واعتقدت أن (إسرائيل) ستسحق، ولكن عندما حل الصباح أدركت أن العرب في سبات عميق". ما هذا الهراء؟ قبل إحراق المسجد الأقصى بعامين قامت الأنظمة العربية بتسليم ما تبقى من فلسطين للاحتلال الإسرائيلي على طبق من ذهب، علاقة غولدا مائير والموساد الإسرائيلي لم تنقطع مع كثير من القادة العرب المؤثرين في مسار القضية الفلسطينية، الأنظمة العربية لم تكُن في سبات بل كانت في أوج يقظتها وكانت مستعدة للقضاء على أي تحرك جماهيري عربي تجاه الحدود الفلسطينية نصرة لفلسطين ومقدساتها.
لو كان نفتالي بينيت مكان غولدا مائير لخلده التاريخ الإسرائيلي الزائل على أنه أحد مؤسسي دولة الاحتلال وأحد أبطال بني صهيون، ولكنه الآن مجرد سياسي فاشل يلتزم بيته، ولو كانت غولدا مائير موجودة الآن لنعتوها بالحمقاء، والقصد أننا نعيش في زمن غير زمن الهزيمة وفي واقع جديد لا يعطي الفرصة للكيان الإسرائيلي لادعاء البطولات واصطناع أبطال ورموز وهميين، في زمن الهزيمة قالت غولدا مائير عبارتها التي ذكرناها، وفي زماننا هذا يضج الشارع الفلسطيني ويتوجه باللوم والعتاب للمقاومة الفلسطينية لمجرد تأخرها عن الرد على رفع علم الاحتلال في ساحات الأقصى أو تدنيسه من قبل المستوطنين، ولا اشك أن إقدام المستوطنين على تكرار ما حدث قبل 53 عامًا من حرق للمسجد سيحول المنطقة إلى جحيم، وسيعجل في نهاية دولة الاحتلال (إسرائيل).