فلسطين أون لاين

إنهم يستدعون الحرب

دولة الاحتلال ليست مستعدة لخوض معركة جديدة مع غزة، ولا هي مستعدة لانتفاضة شديدة في الضفة الغربية، وما نراه من انتهاكات متصاعدة من جانب حكومة المتطرفين ضد الشعب الفلسطيني ومقدساته وأسراه لا يعني أنهم يريدون الحرب، وإن كانت أفعالهم تستدعيها بقوة بسبب غبائهم وتحكم ثلة من أشد المتطرفين بكيانهم الغاصب.

الانتهاكات والجرائم التي ترتكبها إدارة السجون بحق أسرانا لن تخضعهم أو تركعهم، فهذا أمر مفروغ منه، وكذلك اقتحامات المستوطنين للمقدسات الإسلامية لن تفت في عضد الشعب الفلسطيني، ولن تنال من عزيمته ومعنوياته أو آماله في تحرير فلسطين كلها، وليس فقط تحرير المسجد الأقصى المبارك، وكذلك ما يفعله جيش الاحتلال يوميا من اقتحامات لجنين تحديدا لن يمكنه من كسر المقاومة فيها، ولن يمكنه من عزل مخيم جنين عن المدينة أو بقية قراها إذا كان ذلك ما يسعى إليه وما يخطط لتنفيذه، وعليه لن يستطيع الاستفراد بمقاومي مخيم جنين، وليس أدل على ذلك من نجاح كتيبة العياش في إطلاق صاروخها الثالث في أوج استنفار جيش الاحتلال الإسرائيلي، سواء على أرض جنين أو حتى في سمائها التي لا تغادرها الزنانات على غرار ما تفعله في قطاع غزة.

اقرأ أيضًا: لماذا تخشى (إسرائيل) مواجهة متعددة الساحات؟

اقرأ أيضًا: الانتفاضة بدأت والانفجار قادم

لو سأل بنيامين نتنياهو وقادة الاحتلال أنفسهم: ماذا فعل حصارهم طيلة السنوات الماضية في قطاع غزة؟ والإجابة أنه في اليومين الأخيرين تم الاحتفال بقرابة 1500 حافظ وحافظة للقرآن الكريم، وتم إطلاق 50 صاروخا تجريبيا إلى البحر في رسالة تهديد قوية موجهة لحكومة الإرهابيين والمجتمع الإسرائيلي، تحذيرا من استمرار جرائم الاحتلال، وخاصة بحق أسرانا ومقدساتنا، أي أن الحصار لم يمنع غزة من مقاومة المحتل وتطوير ذاتها حتى فرضت المقاومة فيها معادلات كشفت عورة الاحتلال وضعفه، وأثبتت عدم اكتمال سيادته وسيطرته على الأراضي المحتلة رغم الشرعية الزائفة التي يسعى المجتمع الدولي وأطراف عربية وفلسطينية منحه إياها، وكذلك لم يمنع غزة بالعمل على إحياء الثقافة الإسلامية وتوجيه المجتمع إلى التمسك بالقرآن الكريم، وهذا الأمر الذي تحاربه دولة الاحتلال بكل قوة فتحاول تغيير المناهج الفلسطينية، بل ونجحت في التأثير في دول عربية في تغيير مناهجها، أي أن المقاومة في قطاع غزة أصبحت خنجرًا في قلب الكيان الإسرائيلي وليس مجرد شوكة في حلقه وحلق أعوانه من المطبعين الجبناء، على الرغم من كل ما تعانيه بسبب الجرائم ضد الإنسانية التي تسببت بها دولة الاحتلال، وما وصلت إليه غزة ستصل إليه الضفة الغربية وبقية الأراضي الفلسطينية المحتلة، مع القليل من الوقت والكثير من غباء المتطرفين.