أكد مدير لجنة إعمار الخليل عماد حمدان، أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي تقيّد أعمال الترميم في المسجد الإبراهيمي الشريف منذ المجزرة التي ارتكبها المستوطن المجرم باروخ جولدشتاين بحق المصلين في الحرم بتاريخ 25 فبراير/ شباط 1994م.
وأوضح حمدان لصحيفة "فلسطين"، أمس، أن سلطات الاحتلال تشترط على العاملين في المسجد الإبراهيمي الحصول على تصاريح قبل بدء أعمال الترميم وتحديد أعداد العمال والأدوات والمعدات المستخدمة في العمل عدا عن قيام جنود الاحتلال بتفتيش تلك المعدَّات والأدوات التي يحتاج إليها طواقم الترميم.
اقرأ أيضاً: دعوات للرباط في المسجد الإبراهيمي وحمايته من اقتحامات المستوطنين
وأشار إلى أن الموافقة الإسرائيلية على تصاريح الترميم تطول وقد تصل إلى أشهر، لافتًا إلى أن الهدف من ذلك هو محاول فرض السيطرة الإسرائيلية الكاملة على المسجد وتحويله إلى "كنيس يهودي" وإبعاد كامل للمسلمين عنه.
وبيَّن أن المسجد الإبراهيمي بحاجة إلى أعمال ترميم مستمرة ومتواصلة وهو مبني ومقام قبل نحو ألفي عام وجدرانه وأساساته تآكلت بفعل الحفريات الإسرائيلية أسفلها بالإضافة إلى سيطرة الاحتلال على نحو 60% من مساحته ومحاولته السيطرة الكاملة عليه.
وعدَّ تشغيل المصعد الكهربائي في المسجد لصالح المستوطنين، مؤخرًا، محاولة إسرائيلية واضحة وصريحة لسرقته، وانتهاكًا صارخًا للمقدَّسات الإسلامية الفلسطينية، واستمرارًا في استفزاز مشاعر المسلمين.
وأكد حمدان أن جميع محاولات الاحتلال بالسيطرة على المسجد الإبراهيمي ومصادرة حق المسلمين فيه ستبوء بالفشل بفضل صمود شعبنا ومواصلة زحفهم إليه وأداء الصلوات بداخله.
ويقع الحرم في البلدة القديمة من الخليل التي تقع تحت السيطرة الإسرائيلية، ويسكن بها نحو 400 مستوطن يحرسهم نحو 1500 جندي إسرائيلي.
يُذكر أن مجزرة الحرم الإبراهيمي التي نفذها المستوطن جولدشتاين أسفرت عن استشهاد 29 مصليًّا، وإصابة 150 آخرين.
وأغلقت قوات الاحتلال عقب المجزرة المسجد الإبراهيمي والبلدة القديمة ستة أشهر كاملة بدعوى التحقيق في المجزرة، وشكَّلت من طرف واحد لجنة عرفت باسم "شمغار" للتحقيق في المجزرة وأسبابها.
وخرجت اللجنة في حينه بعدَّة توصيات، منها تقسيم المسجد الإبراهيمي إلى كنيس ومسجد، وفرضت سلطات الاحتلال واقع احتلال على حياة المواطنين في البلدة القديمة، ووضعت الحراسات المشدَّدة على المسجد وأعطت المستوطنين الحق في السيادة على الجزء الأكبر منه (حوالي 60%) بهدف تهويده والاستيلاء عليه.
وكما وضع الاحتلال بعدها كاميرات وبوابات إلكترونية على كل المداخل، وأغلق معظم الطرق المؤدية إليه بوجه المسلمين، باستثناء بوابة واحدة عليها إجراءات أمنية مشددة، إضافة إلى إغلاق سوق الحسبة، وخانيْ الخليل وشاهين، وشارعيْ الشهداء والسهلة. وبهذه الإجراءات فصلت المدينة والبلدة القديمة عن محيطها.