لم يكن كافياً لسلطات الاحتلال هدم منزل عائلة الأسير رائد المسالمة في مدينة دورا جنوب غرب الخليل بعد شهور على عملية طعن نفّذها بكنيس يهودي في مدينة تل أبيب قَتل حينها مستوطنين وأصاب آخرين، بل أصدرت محاكم الاحتلال العسكرية حكما بسجنه بمؤبدين وعشرين عاما.
ويؤمّل خمسة من الأبناء وأمّهم أن يتحرر المسالمة بصفقة تبادل قادمة ما بين المقاومة وسلطات الاحتلال، تعيش في منزل مستأجر وتنتظر تضافر مزيد من الجهود لإعادة بناء منزل بديل لمنزلها.
وكان المسالمة ردّ على الحكم الصادر بحقّه بتحدّي القاضي العسكري ونيابة الاحتلال وأجهزة مخابراته، عبر رفعه للأذان داخل المحكمة، ردّا على المطالبات الإسرائيلية الأخيرة القاضية بمنع رفع الأذان بمدينة القدس.
تقول "أم وديع" زوجة الأسير المسالمة إنّ الحكم لم يكن مفاجئا للعائلة، لافتة إلى أنّ الاحتلال يمارس كلّ قوّته وإجراءاته من أجل كسر العائلة، وعقاب العائلة، رغم أنّ العائلة لا ذنب قريب أو بعيد لها في توجهات نجلها نحو مقاومة الاحتلال.
وتشير إلى أنّ ذلك لا يعني تخليا من العائلة عن الزوج، الذي تذكره على الدّوام، وتشيد بخياراته، وتدعم صموده داخل سجون الاحتلال، لكنّها تتهم سلطات الاحتلال بممارسة سياسة عقاب جماعي بحقّ عائلته وأطفاله، التي جرى تشريدها من منزلها، وهدمها، رغم أنّ المنزل استغرق بناؤه عدّة أعوام، وأمضت عدّة سنوات أخرى من أجل سداد الديون التي ترتبت عليه.
وتبين زوجة الأسير أنّ الاحتلال لم يتوقف عند هذه العقابات بحقّ العائلة، بل كرر إعادتها عن المعابر أثناء توجهها لزيارة زوجها، إضافة إلى الاقتحامات المتكررة للمنزل وتكرار التهديدات للعائلة.
أما وديع (15 عاما) نجل الأسير فيشير إلى أنّ الاحتلال باعتقاله لوالده وهدم المنزل، جعل منه المسؤول الأول عن العائلة، وفرض عليه مسؤوليات كبيرة قبل أوانها، لكنّه يؤكّد أنّه بات قادرا على تحمل هذه المسؤولية.
ويقول: "أفتخر بوالدي وأعتز به وأتمنى أن أراه محررا في وقت قريب"، لافتا إلى أنّه يعوّل على تحرر والده بأيّة صفقة قريبة، وهو الأمل الذي تعيش عليه بقية العائلة، خاصّة مع امتلاك العائلة عددا من الجنود الأسرى في قطاع غزّة.
أمّا والد زوجة الأسير مسالمة ياسر اخليل فيشير إلى أنّ بلدية دورا بالتعاون مع عدد من المؤسسات والفعاليات تمكنت من إنشاء قواعد لمنزل الأسير، لكنّه لا يرى التفاعل المناسب من عموم المواطنين مساندة لهذا الأسير.
ويلفت إلى أنّ المطلوب من جانب كلّ المواطنين التفاعل مع هذه الحملات، والوقوف إلى جانب عائلات الأسرى التي تتعرض للاستهداف وللعقاب من جانب سلطات الاحتلال، مشددا على أنّ هذا استئجارها لمنزل يحمّلها الكثير من الأعباء المادية، علما بأنّها عائلة كبيرة.
ويشير إلى أنّ الجهات الرسمية الفلسطينية المتمثلة بالسلطة الفلسطينية لم تتفاعل مع العائلة في هذه المحنة، ولم تؤدّ الأدوار التي تراها العائلة منوطة بها، بتقديم المساعدات في إعادة بناء المنزل ولمّ شمل العائلة.