للعام السادس على التوالي لا تزال الشابة هبة أبو مرسة ملتزمة بالتمارين الرياضية الخاصة برياضة "السوفتبول" التي تعرفت عليها من إحدى صديقاتها ولامست شغفها، خاصة أنها تهوى ممارسة الرياضة منذ طفولتها.
تقول هبة إنها وجدت في هذا النوع من الرياضة ضالتها خاصة أنها تدمج عدة رياضات مع بعضها البعض.
وتبيّن الشابة العشرينية بأن رياضة "السوفتبول" والتي تعنى الكرة اللينة تحتاج إلى سرعة بديهة وذكاء في فهم قوانينها وقواعد ممارستها، "ففي بداية اقتحامي عالم السوفتبول وجدت صعوبة خاصة أنه عمري لم يكن يتجاوز 13 عامًا".
وباتت هبة وشقيقتها التي ترافقها في الأندية المغلقة الخاصة بهذه الرياضة تصطحب معها الكف الذي يجب عليها ارتداؤه لأجل الإمساك بالكرة، في الأماكن الترفيهية العامة لأجل التدريب أكثر، يحدوها الطموح بأن تمثل فلسطين في مسابقات عربية ودولية.
تعد رياضة البيسبول من أكثر الرياضات شهرةً عالميًّا والتي لطالما اقتصرت على الرجال، إلا أن السنوات الأخيرة شهدت تغيُّرًا كبيرًا مع توجه الفتيات بنجاح نحو ممارسة هذه الرياضة تحت اسم "السوفتبول"، ويعود ظهورها لأول مرة في أولمبياد أتالانتا عام 1996.
وتشبه قواعد "السوفتبول" لعبة "البيسبول" إلى حد كبير إذ هناك كرة ومضرب، واللاعب يركض فوق 3 علامات في الملعب ومن ثم يلمس القاعدة الأخيرة. وتوجد فروق عديدة بين اللعبتين في المضرب والأشواط وخطوط الأساس ومسافة اللعب وغيرها.
تطوير لذاتها
الشابة روان حميد (21 عامًا) تواجه نظرة المجتمع في ممارسة الفتاة للرياضة، وتقول إن لديّها سببًا واضحًا ومحفزًا يجعلها تلتزم باللعب بشكل شبه يومي، "هذا السبب يتعلق بالتشجيع والفرص التي تمنحها لي هذه الرياضة".
ومنذ البداية تلقت حميد دعمًا كبيرًا من مدربتها وزملائها في فريق "السوفتبول"، هذا التشجيع المستمر لم يعزز فقط ثقتها بنفسها وقدراتها، "بل أيضًا يجعلني أشعر بأنني جزء من مجتمع يدعم تحقيق أهدافي ويشجعني على تجاوز التحديات والعمل بجد لتحسين مهاراتي وأدائي في الرياضة"، وفق حديثها.
وتضيف حميد أن ممارسة هذه الرياضة تمكنها من تطوير مهارات القيادة والعمل الجماعي، وقدرة تركيزية كبيرة إضافة إلى مهارات الحركة السريعة، "وهي مهارات مفيدة في الحياة اليومية ومجالات العمل المهنية المختلفة".
وتلفت إلى أنها تتابع تفاصيل أكثر وتدريبًا أوسع عن اللعبة من خلال الفيديوهات التي تشاهدها لفرق معروفة عالميًّا عبر منصة "يوتيوب".
لعبة شعبية أولمبية
من جهتها، تعزو مدربة رياضة "السوفتبول" مريم صيام ميل النساء لهذه الرياضة إلى بساطة اللعبة وعدم خشونتها ومناسبتها للنساء مقارنة بألعاب صعبة ككرة القدم ونحوها، مشيرة إلى هذه اللعبة الجماعية كانت تسمى في الماضي "راضي مرضي، وباتت ضمن الألعاب الأولمبية العالمية عام 2019".
وترى في رغبة الشابات بالتدرب على هذا النوع من الرياضة "لا تقتصر على حبهن للأشياء الجديدة، لكنهن يردن أخذ حقهن بالرياضة".
وتشير إلى أنها تلعب في مساحات صغيرة جدًا 21*21 مترًا، وهو نصف ملعب كرة القدم الخماسي، ويكون لهذه اللعبة أربع قواعد، وهي قاعدة الهدف، وقاعدة رقم (1 و2 و3)، والمساحة بين القاعدة والأخرى 13 مترًا.
ويتكون الفريق من ثمانية لاعبين، خمسة منهم داخل الملعب وثلاثة على كرسي الاحتياط، ويتم عمل قرعة بين فريق الدفاع وفريق الهجوم، وتبدأ المباراة بفريق الهجوم، حيث ينادي الحكم على اسم اللاعب الذي يحمل الكرة ليضربها داخل الملعب بقوة، ثم ينطلق إلى قاعدة رقم (1)، ويجب على المهاجم الوصول إلى القاعدة قبل أن تصل الكرة من المدافعين إلى زميلهم، فإذا وصلت الكرة من المدافعين قبل وصول المهاجم يتم إقصاؤه، وإذا وصل يُسجَّل له هدف.
ثم ينادي الحكم على اللاعب رقم (2) ليضرب الكرة، وعلى زميله الموجود على قاعدة رقم (1) الانطلاق إلى قاعدة (2)، وهكذا.
وإذا تكرر الأمر على جميع القواعد ثلاث مرات يتم انتهاء الشوط، وكذلك إذا أُقصي ثلاثة أشخاص من الفريق، ثم يتم التبديل بين الفريقين من الهجوم إلى المدافع والعكس.
كرة القاعدة الأمريكية
من جانبه يلفت رئيس الاتحاد الفلسطيني لرياضة البيسبول، أحمد طافش إلى أنه إذا كان الفرق بين الفريقين 15 نقطة يتم إنهاء المباراة للحفاظ على الحالة النفسية للفريق المهزوم.
ويضيف: "يطلق على هذه الرياضة كرة القاعدة الأمريكية، لأنها تمارس في ملاعب كبيرة جدًا يقدر مساحتها بـ21 دونمًا، وتحتاج إلى مضرب وكرة وخوذة، وقفازات للأيدي".
ويبيّن أن الفرق بين "البيسبول" و"السوفتبول" يكمن في مساحة الملعب، وتعتمد كلاهما على القوة البدنية ومجهود عقلي كبير، "لذلك يجب أن يكون تركيز اللاعب مرتفعًا، وهي قائمة على روح الفريق فاللاعب لا يحقق الفوز وحده".