بينما تجري المظاهرات لليهود الأمريكيين ضد الانقلاب القانوني كل أسبوع في عدد من الولايات الأمريكية، اكتُشفت نقوش معادية للاحتلال، وبينما لم تقع مثل هذه الحوادث في الولايات المتحدة، فإن الحاصل أن هناك قفزة في حالات معاداة الاحتلال في كاليفورنيا على وجه الخصوص، وفي الولايات المتحدة بوجه عام.
تتحدث الوقائع أنه تمّ رشّ كتابات معادية للاحتلال في وسط الاحتجاج على الانقلاب القانوني في وادي السيليكون، ويعدّ هذا أول حادث ضده يستهدف المتظاهرين منذ بدء الاحتجاج في 64 مركزًا حول العالم، وقد اندهش سكان مدينة كوبرتينو في ولاية كاليفورنيا من اكتشاف كتابات مناهضة للاحتلال تم رشّها في الموقع الدائم حيث تقام الاحتجاجات ضد الانقلاب القانوني كل أسبوع.
في التفاصيل، وقبل أسبوعين فقط، وصل مئات المتظاهرين، الذين أكدوا أنهم يعيشون في الولايات المتحدة لسنوات عديدة، يحتفلون بذكرى تأسيس دولة الاحتلال، ويرفعون أعلامها، ولم تكن هناك حوادث مثل هذه، على الرغم من أن الكلام المعادي على الجدران أقل خطورة بكثير بالنسبة لهم من حكومة نتنياهو، لأنه إذا مرّ الانقلاب، وفق وجهة نظرهم، فستكون حياتهم في خطر أكبر لا يقاس، لأن هذه الحكومة تقود الدولة إلى الدمار من خلال خلق شرخ عميق في المجتمع الإسرائيلي، وتصدّع في العلاقات الأمريكية الإسرائيلية.
وكما حدث في الماضي، فعندما تراكمت الانتقادات العالمية لسياسات الحكومات الإسرائيلية، فإن النقد يغذي الكراهية تجاهها، ويعرض الإسرائيليين في الخارج واليهود في الشتات للأعمال العدائية، وكلما استمر تزايد التطرف اليميني فيها، زادت الإجراءات ضد الإسرائيليين في الخارج، وهذا أيضًا أحد الأسباب التي ندعو اليهود في الولايات المتحدة للانضمام للاحتجاجات الرافضة للانقلاب القضائي الجاري في دولة الاحتلال.
مع العلم أن ولاية كاليفورنيا شهدت مؤخرًا زيادة في الحوادث المعادية للاحتلال، وبعضها موجه ضد الإسرائيليين، وقد أظهرت أحداث الماضي أن اليهود هم الهدف الأول للهجمات على أساس الدين في الولايات المتحدة، ففي عام 2022 ارتفع عدد جرائم الكراهية المعادية لهم في كاليفورنيا بنسبة 24.3٪ مقارنة بالعام السابق، بما مجموعه 189 حادثة من هذا القبيل.
تكشف هذه المعطيات عن تزايد كراهية الأمريكيين لليهود باعتبارهم خطرا على الولايات المتحدة، فقد دأب عدد من قادة اليهود الأمريكيين على توجيه انتقادات حادة لدولة الاحتلال بكلمات أشد قسوة وعنفا، ولا سيما حين يكثرون من ترديد كلمة "احتلال" في الضفة الغربية، والتجمعات الاستيطانية اليهودية التي تهدد وجود الفلسطينيين، وتنديدهم الدائم بجدار الفصل العنصري، لكونه يسعى لتعزيز الاحتلال أكثر من حاجاته الأمنية، وأخيرا جاء الانقلاب القانوني ليضع مزيدا من الشقوق بين دولة الاحتلال وأنصارها في الولايات المتحدة.