لا يمكن نكران حالة الضعف والوهن التي يعانيها الكيان الإسرائيلي، ومن العلامات المميزة لضعف المحتل، اعتماده على التهديد والوعيد مع علمه بعجزه عن التنفيذ، فكلما قصرت يد المحتل طال لسانه، وكلما عجز في ميدان القتال أمام المقاومة الفلسطينية ذهب إلى تحقيق انتصارات وهمية بتوقيع اتفاقيات تطبيع مع بعض الدول العربية.
وزير خارجية الاحتلال إيلي كوهين يمد يده من أجل التطبيع مع المملكة العربية السعودية، ويَعِدُ بشرق أوسط مختلف، ومستقبل زاهر فيه تعايش بين اليهود والمسلمين، ولكنه في الوقت ذاته يهدد لبنان، ويتوعد بإعادته إلى العصر الحجري، إذا ما فكرت المقاومة اللبنانية بفعل شيء في المنطقة الحدودية.
اقرأ أيضًا: مطالب الأطراف المتناقضة من التطبيع السعودي مع الاحتلال
اقرأ أيضًا: التطبيع يتقدم وفلسطين تتأخر
دول التطبيع والانبطاح العربي لم تكن في حالة حرب مع الكيان الإسرائيلي منذ احتلال فلسطين، والكيان يريد إبرام اتفاقيات تطبيع معها، بينما يستمر العدوان على الفلسطينيين واللبنانيين رغم اتفاقية العار التي وقعتها منظمة التحرير الفلسطينية مع الاحتلال، فإذا لم يلتزم المحتل بتنفيذ اتفاقية أوسلو البائسة، فكيف سيلتزم مع المنبطحين الجدد؟ ألم يفطن أولئك الأغبياء من المطبعين والمهرولين إلى أن العدو يخطط لنهب ثروات بلادهم، واختراقها في كل المجالات، وتحويلها إلى أوكار للموساد والإسقاط وجميع صور الفساد؟
بالأمس هدد وزير الخارجية كوهين بإعادة لبنان إلى العصر الحجري، وقبلها بيومين هددت (إسرائيل) بحملة جديدة على مخيم جنين، ونحن نقول إن تهديدات الاحتلال لا تخيف المقاومة الفلسطينية، فقد رأينا كيف شنت (إسرائيل) حربًا على قطاع غزة عام 2008، ولم تحقق أهدافها، ثم أعادت الكرَّة عام 2012، ثم عام 2014، وكانت خسائرها تزداد في كل مرة، وكانت المقاومة تزداد قوة بعد كل حرب حتى جاءت معركة سيف القدس عام 2021، والتي بدأتها المقاومة، ولم يبدؤها العدو الإسرائيلي، القصد أن تكرار الحملات العسكرية على مخيم جنين لن يجلب للعدو إلا الخسارة والندم، وقد يؤدي إلى حرب جديدة مع المقاومة في قطاع غزة، ولا أعتقد أن الاحتلال وهو في هذه الحالة من الضعف قادر على تحمل تبعات حرب أشد قسوة عليه من معركة سيف القدس، ليس فقط الهجوم على مخيم جنين قد يشعل الأوضاع في المنطقة، بل استمرار جرائم المحتل الإسرائيلي، وتدنيس المقدسات، وعمليات الاغتيال وهدم البيوت سوف تؤدي إلى تفجير الأوضاع في أي لحظة.