فلسطين أون لاين

نكبة النزوح المستمرة

تقرير تجمع "القبون" البدوي يخوض معركة من أجل البقاء

...
تجمع "القبون" البدوي- أرشيف
رام الله/ جمال غيث:

تشهد منطقة تجمع "القبون" البدوي الفلسطيني، التي تقع بالقرب من قرية المغير شمال شرق مدينة رام الله في الضفة الغربية المحتلة، تهديدًا جديًّا لوجود المواطنين وسلامتهم، وسط غياب تام للحماية من أجهزة أمن السلطة.

يعيش حوالي 300 مواطن في هذا التجمع، الذي يضم خيامًا ومبانيَ بسيطة مصنوعة من الصفيح والطين، وتدّعي سلطات الاحتلال أنها مقامة بشكل غير قانوني، إلا أن الواقع يرجّح أن الهدف وراء ذلك هو تجميع جميع العائلات البدوية بشمال شرق رام الله في مكان واحد.

وتتعرض العائلات البدوية باستمرار للاعتداءات والمضايقات من سلطات الاحتلال والمستوطنين، الذين يستخدمون وسائل متعددة، منها: استخدام طائرات بدون طيار لإزعاجهم على مدار الساعة.

وفي تطورات متصلة، اضطرت ستُّ عائلات من قرية الكعابنة، المقيمة في تجمع "القبون"، إلى مغادرة مناطقهم قسرًا، أمس، نتيجة تصاعد الاعتداءات التي شملت هدم منشآتهم ومضايقة سكانهم وعدم توفير الحماية لهم ولممتلكاتهم.

ويقع تجمع "القبون" على مقربة من تجمع آخر يُدعى "عين سامية"، حيث اضطر سكانه للرحيل عن أراضيهم في مايو من العام الماضي، بسبب استمرار الاعتداءات من المستوطنين.

عمليات نزوح جديدة

وأعرب المشرف العام لمنظمة البيدر، حسن مليحات، عن قلقه إزاء عمليات النزوح الجديدة التي شهدتها التجمعات البدوية، نتيجة للهجمات الإرهابية المستمرة التي يشنها مستوطنون بدعم سلطات الاحتلال على سكان التجمعات.

وأكد مليحات لصحيفة "فلسطين" أن المستوطنين يستغلون الحماية والدعم الحكومي لتصعيد أعمالهم الإرهابية ضد البدو، من خلال اعتداءاتهم عليهم واقتحام قراهم وتدمير خيامهم وسرقة مواشيهم، وحتى منعهم من رعي أغنامهم.

اقرأ أيضاً: "قاسم": خطة سموتريش تؤكد سياسة التطهير العرقي لتهجير شعبنا

وحذر مليحات من أن نزوح ست عائلات من تجمع "القبون" قد يكون بداية لنزوح المزيد من الأهالي، بناءً على تجربة سكان تجمع "عين سامية" الذين اضطروا لترك منازلهم بسبب استمرار هجمات المستوطنين.

وأضاف مليحات أن هذه العمليات المتكررة للنزوح تعد نكبة جديدة ومحاولة لتنفيذ تطهير عرقي، معبّرًا عن مخاوفه من نزوح مزيد من التجمعات البدوية، التي تعاني هجمات مستمرة من جيش الاحتلال والمستوطنين، مشيرًا إلى أنها تشكل تهديدًا حقيقيًّا لوجودها وأراضيها.

استهدافات ومضايقات

وأكد رئيس مجلس قروي المغير، أمين أبو عليا، أن سلطات الاحتلال تستمر في تنفيذ عمليات ترحيل متكررة تستهدف التجمعات البدوية في منطقة شمال وشرق مدينة رام الله.

وأشار أبو عليا إلى أن هذه العمليات تجري منذ عقود، بهدف إنهاء التواجد البدوي في المنطقة، وتسهيل توسع الاستيطان الإسرائيلي على طول الحزام الشرقي للضفة الغربية، وفصل الأغوار عن الضفة الغربية.

وأضاف أبو عليا لصحيفة "فلسطين"، أن سكان التجمعات البدوية في المنطقة تعرضوا لعدة استهدافات ومضايقات خلال الأشهر والسنوات الماضية، وتضمنت هذه الاعتداءات هدم منشآت سكنية، بما في ذلك الخيام والبركسات وحظائر الأغنام، ومصادرة الجرارات الزراعية وصهاريج المياه، في محاولة من المستوطنين لإرغامهم على مغادرة سكنهم.

وأشار أبو عليا إلى زيارته للتجمع قبل أيام برفقة وزارة الزراعة وهيئة مواجهة الجدار والاستيطان، وشهدوا بأنفسهم ما يتعرض له السكان من مشاكل ومضايقات، داعيًا جميع الفلسطينيين للوقوف إلى جانبهم ودعمهم والتصدي للمستوطنين وسلطات الاحتلال لمنع تهجيرهم.

وقد أكدت وكالة الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا" في تقرير حديث لها أن اعتداءات المستوطنين قد زادت بشكل ملحوظ خلال النصف الأول من هذا العام، حيث سجلت 591 حادثة اعتداء في مناطق الضفة الغربية.

وأشارت الوكالة الأممية إلى أن التجمعات البدوية التي تعتمد على الرعي تعد من أكثر الأهداف التي يستهدفها المستوطنون بشكل خاص، وأوضحت أن سلطات الاحتلال أخلت ثلاثة من هذه التجمعات حتى الآن.