لم تتوقف معركة جنين، أسابيع مرت على معركة اجتياح مخيم جنين، ولم يتوقف العدوان، بالأمس عاد الاحتلال لسياسة الاغتيال، فاغتال ثلاثة مقاومين من جنين وهم في سيارتهم، قادة الاحتلال برروا الاغتيال بكذبة أن الثلاثة كانوا في مهمة للعدوان على الإسرائيليين، المصادر الفلسطينية كذبت الرواية الإسرائيلية وقالت كان الثلاثة يمارسون حياتهم المعتادة، ولم يكونوا في وضعية قتالية، الذي حصل هو اغتيال متعمد.
كل الفصائل الفلسطينية استنكرت عملية الاغتيال، وتوعدت بالانتقام، وبناء على ذلك رفع العدو جهوزية القبة الحديدية حول غزة، خشية صواريخ المقاومة.
جريمة الاغتيال كبيرة، والسكوت عنها غير ممكن، بل في السكوت ما يغري العدو على المزيد من الاغتيالات، ولكن الرد والانتقام ينبغي أن يكون مدروسًا ومؤلمًا، ويحدث في الوقت المناسب، فالمطلوب فلسطينيًا هو الرد، وليس صورة الرد وليس الإعلام.
اقرأ أيضًا: لا خطط عملية لمواجهة الاستيطان
اقرأ أيضًا: هل من عمل جماعي ضد الاعتقال الإداري؟
كانت عملية تل أبيب أول أمس عملية نوعية، لأنها أولًا كانت في تل أبيب ، ولأن من قام بها كان من جنين ومطلوبًا للعدو ثانيًا، ولأن العملية كشفت عن عورات الأمن الإسرائيلي، إذ كيف يتمكن مطلوب من جنين أن يخترق الحواجز الأمنية ويصل إلى تل أبيب.
إن عملية تل أبيب تمثل تحولًا نحو الهجوم، حيث لم ينتظر المجاهد قوات العدو في جنين، بل هاجمهم في عقر دارهم، وكشف عن هشاشة أدائهم الأمني، وهو عمل نوعي قد يرسم رؤية جديدة للمقاومة.
اغتيال الأبطال الثلاثة لن يكون عمل قوات الاحتلال الأخير في جنين، إذ سيواصل العدو الاغتيال كلما سنحت له فرصة قتل ناجحة، لذا يجدر بأهلنا في جنين أخذ أقصى درجات الحذر، وحرمان العدو من المعلومات التي تساعده في عمله الإجرامي، إن الدم الذي يسفك سيكون نقمة على الاحتلال، ونورًا يضيء لفلسطين طريق الحرية وتقرير المصير، فنهاية الشهادة نصر وعزة، وطريق التنسيق الأمني خذلان وذلة، وإن الله مع الصابرين، وحسب جنين أن يكون الله معها، وأن يرضى عنها، وأن يتقبل شهداءها.