فلسطين أون لاين

بالصور سهول قلقيلية تتزين بحصاد وفير من ثمار المانجا

...
سهول قلقيلية تتزين بحصاد وفير من ثمار المانجا
قلقيلية-غزة/ أميرة غطاس:

يحزم المزارع رامي الجدع أمتعته متوجهًا إلى مزرعته القريبة من منزله في مدينة قلقيلية، ليبدأ في قطف فاكهة ثمار المانجا حيث ترتفع الأشجار بأغصان كثيفة تملأها أوراق تتمازج ألوانها الخضراء لترسم لوحة تأسر القلب.

efc0f6f3-6e5b-4a94-90ea-4ac783ca9818.jpeg
 

يحملُ ابنه سلال القطف في حين ينشغل رامي بإلتقاط ثمار المانجا الناضجة بعناية وحرص شديدين، التي يميزها بلونها البرتقالي.

في حقل المزارع الجدع في قلقيلية، تتوزع أشجار المانجا بترتيب مدروس يجعلها مشهدًا بديعًا، ومنظرًا خلّابًا، حيث تمتد الأشجار بخطوط مستقيمة تفصل بينها ممرات يسلكها المزارعون طيلة مدة الموسم منذ ظهور براعم الزهر وحتى جني ثمار الفاكهة الاستوائية المحببة للكبار والصغار.

9da5f63e-a6f0-4ce9-9f22-de6da3610829.jpeg
 

خوض التجربة

يقول رامي لـ"فلسطين": "تزهر أشجار المانجا في شهر أبريل، حين تعتدل درجة الحرارة مع طبيعة هذه الأشجار، وعند زراعة الشلت في هذا الشهر أيضًا لابدّ أن تكون مركّبةً على أصول برية تحتمل درجات الحرارة المرتفعة أو المنخفضة".

ويشير "الجدع" إلى أن المانجا وهي فاكهة استوائية، لا تتناسب زراعتها مع كل الأراضي في فلسطين، لكن قلقيلية تعرف بأنها شبه استوائية، "فبِبعض العناية والري والأسمدة المخصصة منحت تربة هذه المدينة للفاكهة احتياجاتها".

ويكمل: "التطور ومواكبة السوق دفعني لزراعة الاستوائِيات وخوض التجربة، لكنني لم أترك الزراعات التقليدية كالخضار والحمضيات التي دأبت عليها منذ سنوات طويلة، وأردت التغيير والابتعاد عن النمطية بالزراعة، ودخول زراعات جديدة مثمرة ومنافسة".

وخصص "الجدع" خمسة دونمات من مساحة أرضه لزراعة المانجا أي ما يساوي 250 شجرة، في حين تشغل المزروعات الحمضية بقية المساحة.

07318746-10e0-46a4-8d9f-114825208a67.jpeg
 

وينتظر المزارع الفلسطيني موسم المانجا بفارغ الصبر، إذ يعوّل عليه كثيرًا في تحسين ظروفه المعيشية، فهو يُسوق منتوجه في نقاط بيع محلية داخل قلقيلية ويصدّر الباقي إلى محافظات فلسطين، مشيرًا إلى أن سعر الكيلو يتراوح من 10-12 شيقلًا.

ويزرع "الجدع" وغيره من المزارعين العديد من أنواع المانجا في قلقيلية منها: التومي، والمايا، والكيت، مشيرًا إلى كثرة الإقبال على نوع المايا لجمال مظهره وحلاوة مذاقه، غير أن المنتج هذا العام أقل نسبيًا من الموسم السابق، بسبب العوامل المناخية المتقلّبة.

وتعد المانجا من الفواكه الاستوائية الغنية بالألياف الغذائية، ويبدأ موسم القطف في قلقيلية من منتصف شهر يوليو، ويستمر قرابة 4 أشهر، بَيد أن بعض المزارعين يستبقون الموعد بالقطف المبكر.

وللمانجا فوائد كثيرةٌ تجعلها محلّ إقبال كبير من الناس، فهي منخفضة في السعرات الحرارية وغنية بالعناصر الغذائية، خاصة فيتامين (C)، الذي يساعد على تقوية المناعة، وامتصاص الحديد، ونمو الخلايا وإصلاحها.

عوامل مطلوبة

ويقول رئيس قسم البستنة بمديرية الزراعة في قلقيلية محمد عودة، إن العوامل المطلوبة لنجاح فاكهة المانجا، درجة الحرارة المعتدلة والرطوبة ووفرة المياه، مضيفًا أن الثمار الاستوائية لا تحتمل البرودة والصقيع وهو أيضًا ما لا يتوفر بالمدينة.

ويؤكد عودة أن قلقيلية وقراها المحيطة تزرع نحو 300 دونم من المانجا، وتشهد الأراضي إقبالًا كبيرًا على زراعة الاستوائيّات، خاصة بعد تلقي المواطنين تدريبات وخبرات من وزارة الزراعة التي تُتابعهم عن كثب، وترفدهم باحتياجاتهم.

30d4cdaf-a5f3-483a-9af3-2bcf25e0a7d7.jpeg
 

ويعاني مزارعو المانجا في قلقيلية من أمراض تصيب الفاكهة مثل: البياض الدقيق، وذبابة ثمار الفاكهة، لافتًا أن هذا يتطلب منهم عناية مكثفة ومكافحة دورية لتلك الأمراض، مع ضرورة حمايتها من حرارة الصيف وبرد الشتاء، وفق عودة.

ويطوِّق جدار الفصل العنصري المدينة بكاملها، ويعزل أكثر من ثلاثين ألف دونم من أراضيها خلفه، فيمنع دخول المواطنين لأراضيهم إلا بتصاريح خاصة من جيش الاحتلال لا يمنحها لمعظمهم، ويعيق حركة بضائعهم والسماح لهم بإدخال الأسمدة ومستلزمات الزراعة.

وتبعًا لعودة فإن المزارعين في قلقيلية ردوا على انتهاك الاحتلال بمنتجات عالية الجودة ومنافسة للمنتجات الإسرائيلية في الجودة والسعر، ولاقت منتجاتهم قبولًا في أسواق الضفة الغربية، ولا سيما أن قلقيلية المدينة الوحيدة المنتجة لهذه المنتجات الاستوائية.