فلسطين أون لاين

تقرير قلقيلية.. محطة سكن تعزّز لقمة العيش لعمال غزة

...
أحد عمال البناء من قطاع غزة يعمل في الداخل المحتل
قلقيلية/ مصطفى صبري:

ساهم قُرب مدينة قلقيلية من الأراضي المحتلة سنة ١٩٤٨، في أن تصبح قبلة العمال القادمين من قطاع غزة خاصة الذي يعملون في منطقة الوسط المعروفة "هود هاشرون".

عدد كبير من عمال غزة يقطنون مدينة قلقيلية الواقعة في الجزء الغربي من الضفة الغربية، في شقق سكنية وكارفانات أقيمت خصيصًا للأعمال في أراضٍ زراعية قريبة من الحاجز الشمالي المخصص للأعمال والتجار.

معاذ أبو عصب، صاحب عمارة سكنية، يؤجر شققها للعمال، عدد العمال المستأجرين لديه تجاوز الـ 30، يقطنون في 6 شقق سكنية.

العمال يقسمون بين أنفسهم قيمة الإيجار، يدفع الواحد منهم نحو 200 شيقل، يحصل في السكن على خدمات المياه والكهرباء كما يقول أبو عصب.

اقرأ أيضًا: الاحتلال يكشف عن رفع حصة عمال غزة خلال الفترة المقبلة

وأشار أبو عصب إلى حياة الكد والاجتهاد المرافقة لعمال قطاع غزة، الذين يحاولون العيش على الكفاف في سبيل تأمين قوت أطفالهم. 

وتفرض سلطات الاحتلال حصارًا على قطاع غزة منذ 2007، تسبب في زيادة معدلات الفقر والبطالة، وانقطاع التواصل الداخلي من الخارج.

يقول أبو عصب: " إن حياة العمال متواصلة، لتوفير لقمة العيش لعائلاتهم الموجودة في غزة ومنهم من يبقى أكثر من شهرين دون الذهاب إلى قطاع غزة حتى يوفر مبلغًا من المال للعودة به إلى غزة".

يضيف: "أعمار العمال فوق 55 عامًا ويعملون في قطاعي البناء والزراعة، وفي مصانع النسيج، وفي تشطيب العمارات السكنية، وفي بلديات الداخل، وتظهر علامات التعب والإرهاق عليهم".

ويتابع: "حياتهم بين الورشة والحاجز والشقة السكنية ولا مجال للراحة فعند العودة من العمل ينشغلون بصناعة الطعام وبعدها يأخذون قسطًا من الراحة ويستعدون لليوم التالي للعمل والخروج فجرًا حتى يتمكنون من الوصول إلى أماكن عملهم".

اقرأ أيضًا: قرار بتطوير حاجز بيت حانون لتخفيف ازدحام العمال

ويشير أبو عصب إلى أنه بالرغم من التجمع الكبير من العمال في الشقق السكنية والازدحام، إلا أنه لا توجد مشاكل بينهم، فهم مسالمون وهدفهم لقمة العيش وهناك من يتكفل بجمع الأجرة منهم، وحياتهم مبنية على التعاون والعمل المشترك".

ودفع زيادة أعداد العمال الراغبين في الحصول على مأوى لهم، بالمواطن محمود داوود إلى إنشاء غرف من ألواح الصفيح" الزينكو" على أرضه، نصف دونم، القريبة من الحاجز الشمالي.  

المشروع مربح له، لأنه يأخذ 350 شيقلًا من الشخص الواحد مقابل السكن والمياه والكهرباء، لافتًا إلى كثرة الاتصالات التي انهالت عليه من الراغبين في السكن عنده.

غير أن المستوى المعيشي المختلف بين قطاع غزة والضفة يزعج العمال القادمين من غزة، فهناك فرق كبير في الأسعار في معظم البضائع.

يقول العامل إيهاب الغول (57 عامًا) من قطاع غزة: "السكن مريح، ويبعد عن الحاجز مئات الأمتار فقط، وأذهب إليه مشيًا على الأقدام إلا أن هناك فرقًا كبيرًا في الأسعار بين غزة والضفة، وهذا يرهق جيوبنا".

اقرأ أيضًا: "العمل" بغزة: عدد المسجلين للعمل في الداخل تجاوز الـ 130 ألف

ويضيف الغول:" نحن هنا ليس من أجل السكن الدائم، بل لتوفير لقمة العيش ثم العودة الى مسقط الرأس في غزة ونحن نختار قلقيلية لقربها من أماكن عملنا، إذ توجد في الداخل الفلسطيني أماكن أنشئت خصيصًا للعمال إلا أن أسعارها تكلف الشخص الواحد في الشهر 600 شيقل، في حين بقلقيلية 200 شيقل، هذا عدا عن الارتفاع الجنوني للأسعار في الداخل".

ويشير إلى أن عمال غزة أحدثوا حراكًا ملحوظًا في معظم مدن الضفة، وخصوصًا القريبة من الداخل المحتل، مثل قلقيلية، وطولكرم، وسلفيت.

أما العامل سعيد الأخرس (59 عامًا) يقول: قدمت إلى قلقيلية منذ ثلاثة أشهر والسكن فيها مريح وبجانب السكن مسجد نؤدي الصلوات فيه، ويوفر لنا المياه الباردة.

ويضيف: "يساعدنا الأهالي بكل ما نحتاج فهم يحترمون أهالي غزة وتضحياتهم ونشاهد ذلك في تصرفاتهم معنا والكثير منهم يوجه لنا دعوات للغداء في أعراسهم مع أنهم لا يعرفوننا، وهذا يثلج صدورنا ويخفف عنا معاناتنا".

يشار أن مدينة قلقيلية يعيش فيها منذ السبعينيات من القرن الماضي أكثر من خمسة آلاف مواطن من غزة غيّروا عناوين سكنهم من غزة إلى قلقيلية ويوجد أكثر من ديوان لأهالي قطاع غزة في مدينة قلقيلية.