فلسطين أون لاين

تقرير "عرين الأسود".. صمود وتطور بالرغم من الاستهداف المزدوج

...
مقاومون من عرين الأسود بالضفة - أرشيف
نابلس/ خاص "فلسطين": 

اغتيالات واعتقالات ومؤامرات لوأد مجموعة "عرين الأسود" التي نشأت في البلدة القديمة بمدينة نابلس قبل عام، إلا أن المجموعة المسلحة ضد الاحتلال الإسرائيلي ما زالت تقاوم وسط تطور ملحوظ في الأسلوب والتكتيك العسكري.

ونجحت "عرين الأسود" في تنفيذ عمليات مقاومة أسفرت عن مقتل وإصابة عدد من جنود الاحتلال، عدا عن تصديها لاقتحامات الاحتلال لمدينة نابلس وأنحائها.

ورأى مراقبون أن بيان "عرين الأسود"، أول من أمس، الذي جاء بالتزامن مع ذكرى استشهاد المؤسسين محمد العزيزي وعبود صبح حمل العديد من الدلالات والرسائل وفي مقدمتها أن المجموعة باقية على الرغم من الاستهداف المزدوج من الاحتلال الإسرائيلي والسلطة.

اقرأ أيضاً: عرين الأسود: لنتوحّد خلف مقاومتنا ونعِد العدو بمزيدٍ من الضربات

وأوضح المحلل السياسي عزام أبو العدس أن "عرين الأسود" ظاهرة استثنائية تفاعل معها الشارع الفلسطيني، ولا سيما في نابلس، وشكلت حالة من الأمل بعودة المقاومة المسلحة للضفة الغربية.

ورأى أبو العدس أنه آن الأوان لـ"عرين الأسود" أن تستثمر الشارع النابلسي في أعمال مقاومة تستهدف الاستيطان والبنية التحتية للمستوطنات.

وشدد على ضرورة وجود تكتيك جديد للمجموعة المقاومة يقوم على خلق قيادة غير معروفة ومقاومين غير مطاردين؛ لضمان الاستمرارية والإبداع في إثخان الاحتلال ومستوطنيه والتوسع واللامركزية في مجموعات العرين إلى بقية مدن الضفة الغربية.

واقترح أبو العدس انتشار مقاومي "عرين الأسود" في القرى والبلدات المحيطة بنابلس بدلًا من التحصن داخل المدينة؛ لكي يصعب على الاحتلال ملاحقتهم.

واعتبر الناشط الشبابي ضياء يعيش بيان "عرين الأسود" دليلًا على التغيير في الأسلوب والتكتيك الذي تنتهجه المجموعة.

ونبّه يعيش إلى أن وجود مقاومين من جميع أطياف شعبنا ضمن مجموعة "عرين الأسود" دليل على القوة التي ما زالت تتمتع بها المجموعة.

ورأى أن عدم تبني "عرين الأسود" عمليات إطلاق النار اليومية، والتزام الصمت من شأنهما إطالة عمر المقاومة وتطويرها وتوسعها من جهة، وإرباك الاحتلال وأجهزته الأمنية من جهة ثانية.

وأكد يعيش أهمية الحاضنة الشعبية لظاهرة العرين ودعم المقاومين بمختلف الوسائل والدفاع عن هذه الظاهرة التي نجحت في إعادة البوصلة نحو المقاومة ونسف محاولات كي الوعي المقاوم.

وأصدرت مجموعات "عرين الأسود"، الجمعة الماضية، بيانا صحفيا في ذكرى استشهاد مؤسسيها محمد العزيزي وعبد الرحمن صبح، وجهت من خلاله ثلاث رسائل مهمة.

وذكرت أنه منذ أكثر من أربعة أشهر تنفذ العمليات ضد جنود الاحتلال والمستوطنين والحواجز العسكرية دون أي إعلان.

وظهرت مجموعة "عرين الأسود" عام 2022 في البلدة القديمة بمدينة نابلس، وهي مجموعة شبابية مقاومة ضد الاحتلال.

وبتاريخ 24 يوليو/ تموز من العام ذاته اغتال جيش الاحتلال مؤسسي "عرين الأسود" المقاومين عبود صبح (29 عاما) ومحمد العزيزي (22 عاما) خلال اشتباك مسلح وقع في البلدة القديمة بنابلس، في حين فشلت القوة ذاتها في اغتيال المطارد وأحد قادة العرين مصعب اشتية الذي اعتقلته أجهزة السلطة لاحقا.