فلسطين أون لاين

​اللغة الإضافية للطفل.. من ضرورات العصر ولكن في الوقت المناسب

...
غزة - مريم الشوبكي

تعلم الطفل لغة ثانية، غير لغته الأم، أصبح من الضرورات العصرية، وبات أولياء الأمور يطمحون لتعليم أبنائهم لغات إضافية على اعتبار أنها من أشكال التطور، وأن فيها تميّزا للطفل عن أقرانه، بالإضافة إلى القناعة بأنها تسهل على الابن حياته المهنية مستقبلا، وتشير بعض الدراسات إلى أن الطفل يمكنه أن يتعلم خمس لغات.

تتساءل بعض الأمهات كيف يمكنها أن تساعد طفلها على تعلم لغة جديدة، في أي عمر تبدأ بتعليمه إياها، وقبل كل ذلك، هل يستوعب الطفل تعلم لغة جديدة في سنواته الأولى في المدرسة؟!، هذه الأسئلة سيجيب عنها التقرير التالي:

لغة قومه أولًا

قال رئيس مجلس إدارة مركز التدريب المجتمعي وإدارة الأزمات في غزة د. درداح الشاعر إن تعلم الطفل لغة أخرى يتوقف على النمو الفسيولوجي والعضوي واللغوي والعقلي، حيث اللغة هي تعبير عن النشاط العقلي ونسبة الذكاء، وكلما كان الطفل أكثر ذكاءً كان إدراكه للغة واستخدامه لها أفضل.

وأضاف الشاعر لـ"فلسطين" أن الطفل حينما يبلغ عاما واحدا من عمره، يبدأ باستخدام اللغة بنطق كلمة للتعبير عن جملة، وهكذا يتطور محصوله اللغوي، وفي سن الأربع سنوات تكون للغته مضامين ومعاني.

وأكد الشاعر أن الأولوية يجب أن تكون لتعليم الطفل لغة قومه، وإتقانها قبل تعلم غيرها، فاللغة الأم هي وسيلة الاتصال والتواصل مع مجتمعه، ومن خلالها يتمكن من نقل الأفكار والمشاعر، ومن ثم ينطلق نحو تعلم لغة أخرى.

وأرجع سبب تعثر كثير من الأطفال في تعلم لغة جديدة، إلى اقتصار تعلمه اللغة فقط في مدرسته، وحينما يعود إلى بيته لا يجد من يتحدث بها كالإنجليزية والفرنسية مثلا، إذ من شروط تعلم اللغة أن تبدأ مع الإنسان وتموت معه، لا أن تكون مجرد حصة مدرسية.

المرحلة الإعدادية

ونصح د. الشاعر الأمهات الراغبات بتعليم أطفالهن لغة أخرى، بمراعاة إتقان الأبناء اللغة المحلية أولا، ومن ثم الانتقال إلى تعلم اللغة الأخرى.

وعن قدرة الطفل على تعلم لغة أخرى في الصف الأول الابتدائي، أوضح: "من الصعب على الطفل أن يتعلم العربية والانجليزية في أول سنة دراسية له".

بعض الدراسات تشير أن الطفل يمكنه أن يتعلم خمس لغات، فما دقة هذا القول، أجاب الشاعر أن الطفل يمكنه أن ينطق خمس لغات، وهذا لا يعني إتقانها وتحدثها بطلاقة، فهو يعرف مجموعة من المصطلحات ولكن لا يمكنه أن يستخدمها في جميع جوانب حياته.

ونوه إلى أن تعلم لغة جديدة له شروط، منها النمو العقلي السليم، ونضج الجهاز الكلامي للطفل من حيث سلامة الأحبال الصوتية، والأنف الحنجرة ، وكذلك مستوى ذكائه.

ولفت الشاعر إلى أن البدء بتعلم لغة جديدة ممكن في بداية المرحلة الإعدادية، لأن الطفل في هذا السن يكون قد أتقن اللغة المحلية، ولكن يلزمه مجال حيوي وبيئة مناسبة لكي يتقن اللغة الجديدة، لافتا إلى أن التعلم يبدأ ببعض المفردات البسيطة المرتبطة في الحياة، ومن ثم الاستعانة بالأدب والشعر وغير ذلك.

بالتحبيب لا بالضغط

بعض الأمهات تواجه صعوبة في تعلم طفلها للغة الجديدة، وهناك من تتجه للضغط عليه وإرهاقه للتعلم، وعن هذا التصرف، قال الشاعر: "الضغط غير مقبول، وعلى الأم أن تحببه باللغة وتبرز الجوانب الإيجابية لها في الحياة".

وأشار إلى أن إلحاق الطفل بمراكز تعليمية لتعليمه لغة أخرى، تصرف في الاتجاه الصحيح، فهو يساعده على تلقي اللغة واستخدامها لفترة زمنية أطول.

ودعا الأهل الذين يتحدثون بأكثر من لغة إلى أن يهيئوا البيئة الصالحة لطفلهم لكي يتقن اللغات التي يتحدثون بها، تفاديا لحدوث فجوة كبيرة بين لغته في بيته ومجتمعه.