رأى محللون سياسيون، أن اجتماع الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية المزمع عقده نهاية الشهر الجاري، "فرصة مهمة" لاتخاذ خطوات عملية لمواجهة حكومة المستوطنين المتطرفة ومخططاتها الفاشية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، مؤكدين أهمية اتخاذ خطوات تكتيكية وعملية وليس إعلامية فقط.
وكان رئيس السلطة في رام الله محمود عباس دعا إلى عقد اجتماع للأمناء العامين للفصائل في العاصمة المصرية القاهرة في الـ 30 من شهر يوليو/ تموز الجاري، وأعلنت حركة "حماس" وفصائل أخرى في حينه تلقيها الدعوة لحضور الاجتماع.
ويأتي انعقاد هذا الاجتماع في ظل تصاعد وتيرة الجرائم الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية، الأمر الذي يستدعي ضرورة وجود موقف فصائلي فلسطيني موحد يجابه حكومة الاحتلال المتطرفة التي تضرب بعرض الحائط كل المواثيق الدولية، حسبما يقول مراقبون.
اقرأ أيضاً: بالصور الحيَّة: ذاهبون لاجتماع الأمناء العامين وأمامنا فرصة للوحدة
وقال الكاتب والمحلل السياسي ذو الفقار سويرجو: "إن الشعب الفلسطيني يمر في مرحلة خطيرة يُحضر فيها للبدء بشطب الهوية الفلسطينية وحسم الصراع لصالح دولة المستوطنين، إذ لم يبق هناك أي برامج سياسية سوى الترحيل والقتل والإذلال".
ولفت سويرجو لصحيفة "فلسطين"، إلى ضرورة أن تضع الفصائل الفلسطينية المشاركة في اجتماع القاهرة خطة تستطيع عبرها كبح جماح حكومة الاحتلال المتطرفة، التي تمارس مخططات عنصرية.
وأضاف أنه ينبغي أن يكون هناك ممارسات عملية على الأرض تثبت للجمهور الفلسطيني الجدية في هذه المسار، وذلك لوقف كل أشكال التواصل مع دولة الاحتلال، والاعتقال السياسي وتجريمه.
ورأى أن أهمية هذه الخطوة ترتبط بمدى التصاق الأمناء العامين بجدية هذه العملية والعودة من القاهرة بصورة موحدة، لافتًا إلى ضرورة وضع القيادة الفلسطينية إستراتيجية لمواجهة الاحتلال بدلًا من إضاعة الوقت والاعتماد على المفاوضات والمساعي الدبلوماسية.
ونبه سويرجو إلى أهمية تحقيق اختراقات في الملف السياسي في الاجتماع، خاصة في ظل وجود معطيات تشي بأن الأمور غير ذاهبة بالاتجاه الصحيح بفعل ممارسات السلطة والاعتقالات السياسية ومحاصرة المقاومة وإصرارها على البقاء شريكًا أمنيًا للاحتلال.
خطوات عملية
بدوره رأى الكاتب والمحلل السياسي شرحبيل الغريب، أن أهمية لقاء الأمناء العامين المرتقب في القاهرة تكمن في طرح الوضع الفلسطيني على طاولة الحوار بطريقة جدية، والوقوف بمسؤولية وطنية عالية ترتقي لمستوى خطورة ما يمر به الشعب الفلسطيني وقضيته.
ولفت الغريب لصحيفة "فلسطين"، إلى ضرورة الخروج بمواقف فلسطينية وطنية قابلة للترجمة، لتشكيل موقف فلسطيني موحد يجابه مخططات حكومة الاحتلال على الصعيد الرسمي للسلطة واختيار آلية مقاومة الاحتلال سواء شعبية ومسلحة.
وعدّ طرح هذه القضايا في الاجتماع أمرًا مهمًا في ظل المخططات الإسرائيلية التي تهدف لحسم الصراع مع الشعب الفلسطيني.
وقال: إن أي حراك فلسطيني يصب في اتجاه ترتيب البيت الداخلي الفلسطيني على أسس وطنية جديدة، من شأنه أن يرتقي لخطورة المرحلة التي يمر بها الشعب الفلسطيني "خطوة جديرة بالاهتمام".
وشدد على ضرورة دعم وإسناد هذه الخطوة بكل الأدوات والسبل والوسائل خاصة في ظل استمرار الانقسام الفلسطيني، وتفرد السلطة بالحكم وإصرارها على الخيارات التي ثبت فشلها على مدار سنوات طويلة.
ويعتقد أن الوقت الراهن يتطلب العمل جنبًا إلى جنب والدفع باتجاه أي مشروع يضمن أو يؤدي إلى إعادة ترتيب البيت الداخلي، والاتفاق على برنامج سياسي فلسطيني جديد موحد قادر على مواجهة حكومة الاحتلال المتطرفة ومخططاتها الفاشية.
ولفت إلى أهمية الاستمرار بخطوات عملية عبر إبقاء أصوات النخب والفصائل مرتفعًا باتجاه تغيير الواقع الفلسطيني وتوجيه رسائل تضمن وتعزز وحدة الموقف الفلسطيني والرفض بحالة الاستفراد المستمر.
من ناحيته، قال الكاتب والباحث السياسي خالد صادق: إن ما يجري في الأراضي الفلسطينية من ممارسات إسرائيلية عنصرية، يتطلب موقفًا فلسطينيًا موحدًا في اجتماع الأمناء العامين في القاهرة.
وبين صادق لصحيفة "فلسطين"، أهمية أن يكون هناك توافق على خطوات عملية يُمكن أن تقدم عليها الفصائل لتوحيد الموقف عبر التمسك بالثوابت الوطنية وتبني الخيارات الفلسطينية، في سبيل مواجهة الاحتلال وممارساته العنصرية.
وذكر أن هذا الأمر يتطلب وجود كل الفصائل في الاجتماع وإجراء مشاورات فعلية وخطوات عملية بنّاءة، خاصة من السلطة لتمهيد الطريق لإنجاح الحوار عبر إطلاق سراح المعتقلين السياسيين ووقف التنسيق الأمني والتوافق على برنامج وطني موحد.
وأضاف "إذا كانت السلطة معنيةً بإنجاح الحوار يجب عليها أن تكون جادة في خطواتها على الأرض"، مشيرًا إلى أن الأجواء التي تسود لدى السلطة لا تبشر بنوايا إيجابية منها بإنجاح جلسات الحوار، بسبب زيادة الاعتقالات السياسية وملاحقة المقاومين وتجريم المقاومة.
ونبه صادق إلى أن هناك محاولة لجر السلطة لخيارات الشعب الفلسطيني وخاصة المقاومة على ضوء زيادة حجم الجرائم الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية في الآونة الأخيرة، لتمهيد أرض خصبة لإنجاح الحوار في القاهرة.