فلسطين أون لاين

تقرير "سلام أبو منديل" تعيد أجواء أوائل الوطن لبيت أسرتها

...
غزة/ فاطمة الزهراء العويني:

تمثل سلام أبو منديل "مسك الختام" لأسرتها بحصولها على المرتبة الأولى على الوطن في الفرع الأدبي، لتختتم مسيرة تفوق سبقتها إليها شقيقتها "عزة" التي حازت نفس الدرجة أيضًا في عام 2013م، لتعيش عائلتها أجواء فرحة لا محدودة.

في بيت "أبو منديل" الكائن في مخيم المغازي وسط قطاع غزة، انصب اهتمام الأسرة على "آخر العنقود" المعروفة بتفوقها وينتظر منها أن تعيد سيناريو تفوق شقيقاتها، فكان لهم ما أرادوا.

منذ بداية العام وضعت "سلام" نصب عينيها أن تحوز معدلًا مرتفعًا لا يقل عن 99.4% لتفرح قلب أسرتها التي غمرتها بالاهتمام طوال حياتها الدراسية، "كنتُ أحلم بإكمال مشوار شقيقاتي بشرى التي حازت على معدل 95.6% وأنهت دراسة التعليم الأساسي، وأماني التي كانت من أوائل قطاع غزة بمعدل 99.2%".

وتستدرك بالقول: "لكن شقيقتي عزة التي حازت على المرتبة الأولى على الوطن بمعدل 99.5% كانت تحثني على أن أتفوق عليها، وكانت تتابع معي مشواري الدراسي أولًا بأول من بريطانيا حيث تدرس ماجستير آداب اللغة الإنجليزية".

فكان لدعم "عزة" دور كبير في تفوق "سلام" إذ إنها لم ترد لها مجرد النجاح والتفوق بل أنْ تحصل على أعلى مما حصلت عليه، "فحزتُ على المرتبة الأولى على الوطن مثلها لكن بمعدل أعلى 99.7".

الهدف الأسمى

وكان الهدف الأسمى لـ"سلام" مكافأة أسرتها خاصة والديْها اللذيْن بذلا جهدًا هائلًا معها منذ بداية العام، بدعمها نفسيًا وماديًا، "أردتُ التفوق والحصول على منحة دراسية تغطي تكاليف دراستي الجامعية، لإراحتهم من التكاليف المادية".

في غرفة على سطح منزل العائلة، قضت "سلام" الشهريْن الأخيرين من "التوجيهي"، تقول والدتها المعلمة بإحدى مدارس وكالة "الغوث" في المغازي، مضيفة أن هذه الغرفة درست فيها شقيقاتها جميعًا، حتى أطلقنا عليها اسم غرفة "التوجيهي" إذ ينعزلن فيها في فترة المراجعة.

وتضيف: "كنا نذهب إليها أنا ووالدها لدعمها نفسيًا وطمأنتها بأنْ التوجيهي عام دراسي عادي، من وحي تجربتنا مع شقيقاتها واستنادًا لعملي كمدرسة حيث أعرف نقاط الضعف والقوة وما هي الطريقة المثلى للدراسة المثمرة".

وتتابع: "وبحكم كوني وزميلاتي لدينا أبناء في الثانوية العامة، كنا نتبادل الخبرات والمعلومات وأسئلة الاختبارات ما عاد بـالنفع على سلام" التي استفادت من كل ما أحضرته لها من معلومات، لم تدرس أبدًا من الملازم التي أعدها قاصرة عن الإلمام بالمنهج".

وتشير إلى أنها وجهت "سلام" للاعتماد على الكتاب المدرسي بالدرجة الأولى ثم على أسئلة الاختبارات السابقة، "كنتُ أطبع لها يوميًا نماذج امتحانات سابقة من مختلف أنحاء الوطن وهي التي جعلت لها خلفية كبيرة عن أسئلة الامتحانات ونزعت أي توتر من قلبها".

وتمضي بالقول بأن "سلام" هي الوحيدة التي ساورني القلق بشأن التزامها الدراسي لعدم توترها من الثانوية العامة، "لم أكن أريد لها أنْ تتعب نفسيًا لكنها كانت تتعامل مع "التوجيهي" كأي سنة عادية لدرجة أقلقتني!".

عام عادي

وبالعودة إلى "سلام"، تبين الطالبة المتفوقة أنها تعاملت مع "الثانوية العامة" كأي عام عادي، "كنت أدرس أولًا بأول، أدرس للاختبارات الشهرية والقصيرة التي تنظمها المعلمات لنا، وللامتحانات التجريبية، لم أهمل أي اختبار، هذه الاختبارات وضعتني على نقاط الضعف والقوة في دراستي".

وتخبر "سلام" بأنها حصلت على تحفيز كبير من المعلمة عائشة يونس، مديرة مدرستها "مريم بنت عمران الثانوية"، "دعمتني وكل المتفوقات دعمًا كبيرًا، كانت تعبر ومدرساتنا عن ثقتهن بنا، ويجتمعن بنا دوريًا ليستمعن لأسئلتنا ويشرحن لنا كل الطرق الممكنة التي قد يأتي بها السؤال في الامتحان".

وتفيد بأن مديرة المدرسة كانت تتصل عقب نهاية كل اختبار بوالدتها لتطمئن عليها وعلى حلها بالاختبارات، "كما أننا شاركنا في مسابقة منهجية لأوائل الطلبة على مستوى المديرية وحُزنا على المركز الثاني فيها، فكان لها دور كبير في تنبيهنا للطرق الالتفافية للأسئلة".

ولم تكن ليلة إعلان النتائج بالسهلة أبداً على "سلام" فرغم اطمئنانها لما قدمت إلا أنها لم تنم ليلتها إذ أرادت أن تعرف هل حققت الـ99.4% التي كانت تحلم بها؟ "كنا نحضر إعلان أسماء الأوائل من الوزارة إذ صرخت زوجة شقيقي 99.7% حيث وصلت لهاتفها النقال رسالة بالدرجة التي حصلتُ عليها، كان الأمر كالحلم الذي لا أريد أن أستيقظ منه، فلا فرحة تعادل فرحة النجاح".

المصدر / فلسطين أون لاين