تواصل دولة الاحتلال بأجهزتها الأمنية وجيشها المدجج بأعتى أنواع الأسلحة توفير الحماية الكاملة لقطعان المستوطنين في تنفيذ جرائمهم الوحشية ضد الفلسطينيين في مختلف مناطق الضفة الغربية، التي لم تستثنِ حتى الإسرائيليين منها، من نشطاء المنظمات الحقوقية والحركات اليسارية التي تلتقي مع أهالي القرى الفلسطينية المهددة بتوسع رقعة الاستيطان.
يعرف الجميع أن الوصول لإجراءات حماية الفلسطينيين، أو التعبير عن التضامن معهم، داخل الأراضي المحتلة، ينطوي بدرجة أو بأخرى على خطر يتهددهم جسديًا، ويرجع ذلك إلى رد الفعل المتوقع من المستوطنين وقوات الاحتلال ووجودهم على الأرض، وقد شهدت الآونة الأخيرة تصدّيًا لكل وفود التضامن مع الفلسطينيين التي وصلت إليهم، وتعددت الوسائل المستخدمة من القنابل الصوتية، والغاز المسيل للدموع، وصولًا لإطلاق النيران الحيّة.
تعيد هذه الممارسات الهمجية التي يرتكبها المستوطنون في هذه الأيام للأذهان ما ارتكبوه قبل بضعة أشهر في بلدة حوارة، وما نفذوه من عدوان وحشي، وبشهادة الإسرائيليين أنفسهم، فقد تكررت هذه الاعتداءات في بلدات برقة ومسافر يطا، حيث استهداف الفلسطينيين بالضرب، والاعتداء على رعاة الأغنام، ومحاولة أحدهم دعس قطيع أغنام.
اقرأ أيضًأ: المستوطنون يوسّعون رقعة استهدافاتهم: عنفًا واستيطانًا
اقرأ أيضًا: جنين إستراتيجية نضالية تهزم الشعبوية الصهيونية
كما شرع المستوطنون بضخّ مياه عادمة في أراض زراعية ببلدة نحالين غرب بيت لحم وواد فوكين وحوسان، بالرغم من أنها مزروعة بأنواع مختلفة من المحاصيل، ما يؤدي لتلوث البيئة في المكان، وصولًا لما أقدمت عليه شركة "ميكوروت" الإسرائيلية من تخفيض كميات المياه المزودة لمحافظتي الخليل وبيت لحم، مقابل تحويلها للمستوطنات المجاورة، ومنحها كميات كبيرة إضافية من المياه على حساب حقوق الفلسطينيين، ما يتسبب بحرمانهم من أبسط حقوقهم الإنسانية المقرّة في الشرائع الدولية.
جيش الاحتلال من جهته لا يكتفي بهذه الاعتداءات التي ينفذها المستوطنون، بل إن جنوده لا يترددون في إطلاق النار باتجاه الفلسطينيين والمتضامنين معهم من الإسرائيليين والأجانب، ودون سابق إنذار، وصولًا لإشعال النار في الحقول الجافة التي يسيرون فيها، ما يتسبب لهم بأعراض مرضية تحت أشعة الشمس الحارقة والأشواك المحترقة، وجعلهم يشعرون أنهم في أعماق حرب حقيقية، لأن الأمر لم يكن يتطلب أكثر من هبوب رياح خفيفة في الاتجاه الخاطئ حتى يقعوا في حلقة من النار.
لم يقتصر الأمر على المستوطنين والجيش في استهداف الفلسطينيين، بل انضمت إليهما شركات الأمن التابعة للمشروع الاستيطاني، وهي ميليشيا إرهابية تكشف عن ممارساتها الشهادات الفوتوغرافية التي لا حصر لها، بما يشكل دليلًا على الدعم الكامل وغير المشروط الذي يقدمه الجنود الذين يخدمون في الأراضي المحتلة للمستوطنين، وبدورهم يفرضون الرعب والجحيم على الفلسطينيين، وغالبيتهم العظمى من الفلاحين والرعاة، عبر الإعلان عن أراضيهم مناطق عسكرية مغلقة.