لم تتوقف وسائل الإعلام التابعة للسلطة وقياداتها عن التحريض نحو حركة "حماس" وبث الخلافات الوطنية في مناطق شمال الضفة الغربية المحتلة التي تشهد حالة من تصاعد المقاومة المسلحة في أرجائها.
ولجأت تلك الوسائل الإعلامية والناطقون باسم السلطة لاختلاق الأكاذيب وبثّ الروايات المُضلّلة؛ للتغطية على حالة الاحتقان الشعبي التي تصاعدت عقب انسحاب أجهزة السلطة من محافظة جنين بالتزامن مع العدوان الإسرائيلي.
ونفّذ جيش الاحتلال عدوانًا عسكريًّا على مخيم جنين الأسبوع الماضي، فيما قامت أجهزة السلطة باعتقال مقاومين من نابلس أثناء ذهابهم للتصدي للعدوان الإسرائيلي الأمر الذي دفع الجماهير للهجوم على مقراتها الأمنية للمطالبة بالإفراج عن المقاومين المعتقلين في سجونها.
وإلى جانب حملة التحريض، شنّت أجهزة السلطة حملة اعتقالات سياسية واسعة ضد كوادر حركة "حماس" ومن بين المعتقلين القيادي في الحركة أحمد سلاطنة (60 عامًا)؛ للضغط على اثنين من أولاده لتسليم أنفسهم إضافة إلى مداهمة بيوت المطاردين لجيش الاحتلال.
وأوضح الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف أنّ تحريض السلطة ضد حركة "حماس" نابع من حالة الضعف التي تسودها إزاء تصاعد حالة المقاومة في الضفة.
وأشار الصواف في حديثه لصحيفة "فلسطين" إلى أنّ السلطة تحاول بثّ الأكاذيب والروايات المُضلّلة للحيلولة دون التفاف الجماهير وتحديدًا عناصر السلطة وكوادر "فتح" نحو خيار المقاومة.
وقال إنه لا يخفى على أحد موقف السلطة من المقاومة المسلحة ضد الاحتلال بل إنها تعمل على وأدها واعتقال المقاومين والمطاردين.
وأضاف أنّ هتافات الجماهير في محافظات الضفة المؤيدة لقادة حركة "حماس" وخاصة قائد كتائب القسام محمد الضيف "دفع السلطة لمهاجمة حماس" عبر وسائلها الإعلامية وقياداتها وخاصة أنها "لم تجد أي وسيلة لاستعادة شعبيتها إلا من خلال هذا الهجوم".
اقرأ أيضًا: كتلة الصحفي تُحذّر من تحريض السلطة على الصحفي "الريماوي"
ولفت الصواف إلى أنّ قيام المُشيّعين في جنازة شهداء جنين بطرد قيادات السلطة يأتي في سياق "ردة فعل الجماهير إزاء تخاذل السلطة وعدم وقوفها لجانب جنين وحماية أهلها".
والأربعاء الماضي، طرد المشاركون في جنازة شهداء مخيم جنين وفدًا ضمّ عددًا من قيادات السلطة وسط هتافات "برا… برا".
تحدّي وجود
ورأى الكاتب والمحلل السياسي عبد الله العقاد، أنّ السلطة أمام تحدّي وجود أمام "مُشغّليها ومُموّليها في مواجهة المقاومة الفلسطينية" إذ تريد إثبات نفسها من خلال حملات الاعتقالات ومواجهة المقاومين.
وأوضح العقاد في حديثه لصحيفة "فلسطين" أنه بلا شك أنّ السلطة تتقاسم الأدوار مع أجهزة الاحتلال الإسرائيلي ضمن سياسة "التنسيق الأمني" لملاحقة المقاومة.
وأشار إلى أنّ هجوم السلطة ضد حركة حماس والمقاومة في الضفة يأتي "كمحاولة من السلطة لتخويف الناس والادّعاء أنّ حماس لديها مخططات للسيطرة على الضفة".
ولفت إلى أنّ هذه الروايات تناقض الواقع في الضفة التي تشهد أكبر عملية استيطان وعدوان عسكري على محافظاتها دون أيّ دور للسلطة في الوقوف بجانب الشعب وحمايته.
وعزا العقاد أنّ التفاف الجماهير نحو خيار المقاومة جاء بعد فشل برنامج السلطة في المفاوضات والتسوية وغياب أيّ أفق سياسي في الحصول على الحقوق الفلسطينية.